منوعات

حياة رمادية

حياة رمادية

 الأديبة /حنان فاروق العجمي  

كانت حياة رمادية
‏أصبحت ذكرى قاتمة حملتها سفينةً
‏ظلالها تلوح من بعيد في بحرٍ لُجَيٍّ
‏لاترغب بالرقاد لا تستطيع نسيانها
‏تزداد المياه عُمقاً تُسقى بدموع تنزفها
‏يقتاتها بحرٌ حالك السواد
‏يدور قرص الشمس بأحداقها
‏تُقاوِمُ تلهثُ أنفاسها
‏تركُضُ من جديد
‏تَنفِضُ ثرَى العذاب عن وجهها
تُحَرِّضُ أهدابها لتَفتحَ عالمها
طريق عودتها يطوي صفحاتِه
يُمَزِّقُ نكباته لا يَعِي أحداثَه
يستيقظُ من ثُباتِه
وَقعُ خطواتها يَكسرُ زجاجَهُ
يَدمي وتُضَمِّدُ جراحَهُ
يُمَهِّدُ الأملَ أمامها
يَقذفُ ذراع يأسِهِ
يَمتَطِي جبالَ أحزانها
يُخضعُها لإرادتِهِ
يَركُلُها لِتُسرعَ بذهابِها
فَتَخِرُّ ساجدةً تفقدُ صخورها
وتتركها لِتُكمِلَ الطريقَ وحدها
تُلاحقُها القوةُ لِتَتَأبَّط العزم داخلها
ويتصاحب ثلاثتُهم يرسمون الخيال
يحاربون المُحال
لا وقت ليتألموا لا يتوقفون
يزفرون الآه عالية
عيونٌ تُراقبهم
يسخرون منهم بضحكاتٍ عالية
يطلقون صفيرَهُم
للنهايةِ وصلنا لا تَستهزئون بنا
أدركنا ثلاثتنا حياتكم واهية
حياتكم واهية
عيشوا بِبُغضكُم بِبئر الكراهية
وتُرَدِّدُ بصوتها العذب
يدي لن تُفلتَ العزمَ والقوة
ويُقَلِّبُ الصفحات الطائرة دَربِي الصلب
لا يَعرفُ الوَهَنَ يمحو أنهار الشجن
سأظلُّ أُبحر بهذا الزمن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى