كيف اخترقت إسرائيل أجهزة "بيجر" التي يستخدمها حزب الله؟

قالت أجهزة الأمن اللبنانية إن أجهزة استدعاء تستخدم في الاتصال بين أعضاء حزب الله انفجرت بعد ظهر اليوم، مما أدى إلى إصابة المئات، كما تزايدت التكهنات منذ ذلك الحين بأن التكنولوجيا تعرضت للاختراق أو التخريب بطريقة ما من قبل المخابرات الإسرائيلية، بحسب صحيفة الديلي ميل.
كيف تم اختراقه؟
وزعم مصدر مقرب من حزب الله أن الحادث كان نتيجة مباشرة لـ”اختراق إسرائيلي” لاتصالاته، رغم أن هذا لم يتم تأكيده ولم تعلق إسرائيل بعد. وقال مسؤول آخر، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الانفجارات ربما تكون ناجمة عن بطاريات الليثيوم التي تزود أجهزة النداء بالطاقة.
رغم أن بطاريات الليثيوم أيون تُستخدم عادةً في الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية، إلا أنها قد تسخن بشكل زائد وتشتعل فيها النيران – بل وقد تنفجر بعنف في بعض الحالات.
يرجع هذا إلى ظاهرة تسمى “الهروب الحراري”، وهي عبارة عن تفاعل كيميائي متسلسل يحدث عندما تتعرض البطارية لتغير سريع في درجة الحرارة. ومع تقدم هذا التفاعل الكيميائي، يمكن أن يؤدي إلى إطلاق مفاجئ للطاقة يمكن أن يتسبب في انفجار الأجهزة بحرارة شديدة وقوة.
وبحسب التقرير فإن التسرب الحراري يحدث عندما ترتفع حرارة البطارية أو تثقب أو تشحن أكثر من اللازم، ولم يصدر أي تأكيد رسمي حتى الآن حول سبب انفجار أجهزة النداء في الوقت نفسه، لكن مصادر عسكرية لبنانية أشارت إلى أن انفجار الأجهزة جاء ضمن هجوم إسرائيلي.
هجوم الكتروني
ومن المحتمل أن تكون قوات إسرائيلية أو شخص آخر قد اخترقت هذه الأجهزة وشحنت البطارية عن بعد، مما تسبب في تسرب حراري. وكثيراً ما تستخدم أجهزة النداء قنوات اتصال غير مشفرة وبرامج قديمة، مما يجعلها أهدافاً سهلة للغاية للهجوم.
أجهزة الاستدعاء هي أجهزة استقبال سلبية وبالتالي لا يمكن تعقبها، ولكن عندما يتم إرسال رسالة فإنها تقوم بتنشيط جميع أجهزة الاستدعاء في المنطقة، وبالتالي، من خلال اختطاف إشارة البث، يمكن للمهاجم إصابة كل جهاز استدعاء على الشبكة في نفس الوقت.
ومن الممكن أن يتم زرع فيروس في شبكة أجهزة النداء التابعة لحزب الله وتركه كامناً على الأجهزة حتى ينتشر على نطاق واسع، وأن يتم تشغيل هذا البرنامج الخبيث عن بعد أو تفعيله على جهاز توقيت مبرمج مسبقاً.
ويظهر الفيديو أن الأجهزة بدت وكأنها تلقت رسالة قبل لحظات من انفجارها، وربما كانت هذه الإشارة هي المحفز للانفجار أو ربما استُخدمت لتأكيد أن المقاتلين كانوا يحملون الأجهزة عندما انفجرت. وإذا كانت هذه الانفجارات نتيجة لهجوم إلكتروني، فهذه حالة نادرة للغاية من الحرب الإلكترونية التي تتسبب في تعطيل البنية التحتية المادية.
في وقت سابق من هذا العام، حث زعيم حزب الله حسن نصر الله أعضاء منظمته على العودة إلى استخدام أجهزة النداء للاتصالات الحيوية، بحجة أن الهواتف الذكية الحديثة ستكون أكثر عرضة للهجمات الإلكترونية من قبل القوات الإسرائيلية. ولكن مثل الهواتف المحمولة والعديد من الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية الأخرى، تعتمد أجهزة النداء أيضًا على بطاريات الليثيوم القابلة لإعادة الشحن للعمل، ويمكن أن تحترق حرائق البطاريات حتى 590 درجة مئوية (1100 درجة فهرنهايت) عند اشتعالها.
لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.