أكدت المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ريما جاموس إمسيس، أن ربع لبنان يخضع لأوامر الإخلاء العسكري الإسرائيلي بعد صدور أوامر إخلاء 20 قرية في الجنوب، وأشارت إلى وأن العديد من العائلات تهرب إلى الأماكن العامة المفتوحة يائسة. للهروب من القنابل، لكنه يكافح من أجل العثور على مأوى.
وبحسب مركز الأمم المتحدة الإعلامي، قال إمسيس، إن أكثر من 283 ألف شخص فروا إلى سوريا، 70 بالمئة منهم سوريون. وأضافت: “يعود العديد من السوريين إلى الأماكن التي فروا منها منذ سنوات، غير متأكدين مما سيجدونه وبموارد قليلة. وفي الأماكن التي دمرت فيها منازلهم، يعيش السوريون في مأوى من أقاربهم أو أصدقائهم، وهم أنفسهم يعانون. ويقيم اللبنانيون بشكل رئيسي مع أقاربهم أو عائلاتهم”. سوريا دولة سخية، مع عدد قليل من مراكز الاستضافة”.
وقال المدير الإقليمي إن المفوضية وشركائها يقدمون المساعدة الطبية والقانونية، وينقلون الأسر الأكثر ضعفاً من المعابر الحدودية إلى وجهاتهم ويدعمون مراكز الاستضافة. وأشارت إلى وصول قافلة مشتركة بين وكالات الأمم المتحدة – مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وبرنامج الأغذية العالمي، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، واليونيسيف، وصندوق الأمم المتحدة للسكان. وتتكون من 12 شاحنة تحمل مساعدات حيوية إلى قريتي مرجعيون والقليعة في جنوب لبنان.
وتضمنت المساعدات المياه المعبأة ومستلزمات النظافة والبطانيات والوسائد والفرشات، من بين مواد أساسية أخرى.
بدوره، أعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن قلقه العميق إزاء آثار الضربات الإسرائيلية المستمرة على جنوب لبنان، وخاصة على المدنيين، وشدد على ضرورة وفاء كافة الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي، والقيام بدورها. أقصى درجات الحماية…المدنيين.
كما أعرب دوجاريك عن تقدير المنظمة للدعم الذي تلقته قوات حفظ السلام في لبنان (اليونيفيل) بالإجماع من مجلس الأمن. وأشار إلى أنه منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول، تأثرت مباني الأمم المتحدة بالأعمال القتالية في لبنان في عشرين حادثة على الأقل، أصيب فيها خمسة من قوات حفظ السلام على الأقل. وقال دوجاريك إن الهجمات ضد قوات حفظ السلام تشكل انتهاكا للقانون الدولي، و”قد تشكل جريمة حرب”.
وجدد دوجاريك دعوة المنظمة إلى وقف فوري لإطلاق النار، مشيرا إلى أن ذلك “هو السبيل الوحيد لضمان سلامة وأمن قوات حفظ السلام، فضلا عن حماية سكان لبنان وإسرائيل من المزيد من المعاناة”. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد أدان بشدة الخسائر في الأرواح. مدنيون نتيجة القصف الجوي الإسرائيلي على بلدة أيطو في قضاء زغرتا شمال لبنان.
من جهتهما، سلط برنامج الغذاء العالمي واليونيسيف الضوء على حجم الدمار على الأرض والخوف والارتباك بين الناس الذين يواجهون مستقبلا غامضا ما دامت بلادهم تحت النار. وذكرت الوكالتان الأمميتان أن الحرب التي أراد العالم تجنبها في لبنان تجري الآن وتسببت بالفعل في كارثة.
وقالت الوكالتان إن العائلات اللبنانية تعيش في “ظروف خطيرة”، ومع تفاقم الصراع، تتزايد الآثار النفسية على السكان، خاصة بين الأطفال والشباب. وأضافوا: “لقد تأثر كل طفل في لبنان تقريبًا بطريقة أو بأخرى. لقد وقع العديد منهم ضحايا القصف، وفقدوا أحباءهم، ومنازلهم، وتمكنوا من الحصول على التعليم، ويواجهون مستقبلًا غامضًا ربما يكون أكثر عمقًا في الفقر.
وحذرت الوكالتان التابعتان للأمم المتحدة من أن نحو 1.2 مليون شخص في لبنان تضرروا بشكل مباشر من الأعمال العدائية، وعبر آلاف الأشخاص إلى سوريا، بمن فيهم لبنانيون وسوريون. ويعيش حالياً ما يقرب من 190,000 نازح في أكثر من ألف منشأة، بينما يبحث مئات الآلاف عن الأمان بين العائلة والأصدقاء.
قام برنامج الأغذية العالمي بتخزين المواد الغذائية مسبقًا في مواقع استراتيجية، مما يلبي بشكل فعال احتياجات ما يقرب من 200.000 شخص يوميًا من خلال الأغذية الجاهزة للأكل والمساعدات النقدية. كما توفر اليونيسف الاحتياجات الأساسية والدعم النفسي للأطفال وأسرهم بالتعاون مع الوزارات الحكومية وشركائها.
وشددت الوكالتان على ضرورة حماية الأطفال وأولئك الذين يحاولون الوصول إليهم بالمساعدة المنقذة للحياة، وشددتا على أنه “يجب ألا يواجه أي طفل الاستخدام العشوائي للأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان”.
ومع تزايد الاحتياجات، ناشدت الوكالتان توفير تمويل إضافي دون شروط لتقديم المساعدة، وحثتا المجتمع الدولي على دعم هذه الجهود والتعاون في إبقاء الموانئ وطرق الإمداد مفتوحة. ودعت الوكالتان أطراف النزاع إلى ضمان حماية هذه الطرق لتمكين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.