أهم الأخبارعاجل

غزة لن تنكسر.. وعيوننا ترنو نحو القدس العاصمة كي تبقى فلسطين

القاهرة: «السفير»

470 يوماً مرت على الحرب الغاشمة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد السكان والحجر الصحي وكافة المرافق الحياتية في قطاع غزة، ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ أمس الأحد، النازحين في مناطق النزوح المختلفة على طول وواصلت محافظات القطاع حزم أمتعتهم وما تبقى منها. من أجل العودة إلى مناطق سكنهم أو ما تبقى من منازل أو أشباه منازل للعيش فيها وفوق أنقاضها، ليؤكد الاحتلال أن غزة لن تنكسر وستبقى. صامدين في وجه كل مخططاته الهادفة إلى تهجيرهم من منازلهم.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) – في نبأ لها اليوم الاثنين – عن المواطن الفلسطيني ماجد عويضة قوله: رغم مرارة الفراق وألم المنازل المهدمة بانتظار النازحين، تم القضاء على البعض الآخر بالكامل وتدمير البنية التحتية، إلا أنهم يتوقون إلى أن تطأ أقدامهم مدينتهم الحبيبة غزة، التي هجروا منها قسراً لعدة أيام. حرب.

وأكد أن النازحين سيعيدون بناء المنازل من جديد لتعود غزة إلى ما كانت عليه وأفضل، رغم أن البعض فقدوا أطفالاً وإخوة وآباء وأمهات وزوجات وبيوتاً وعملاً. وأشار إلى أن الدمار لا يقتصر على الأرض فحسب، بل يترك بصمته في القلوب والعقول لسنوات طويلة. . من جانبه أعرب المواطن الفلسطيني سفيان صبح عن أمله في لقاء عائلته التي لم تهاجر إلى جنوب قطاع غزة وصمدت.

 

مشيراً إلى أن الحرب أجبرته في بعض الأحيان على النزوح وترك عائلته. وفي غزة تارة أخرى كان الخياران صعبين، لكنه لم يتوقع أن تستمر أيام الحرب إلى هذا الحد.

وأضاف: بمجرد أن سمع خبر دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لم يتمالك نفسه وانفجر بالبكاء، وهو لا يدري هل هو فرح لو أن الحزن قد زال أم لأنه لم ير بعض أقاربه الذين استشهدوا ودفنوا ولم يرهم. وأعرب عن تمنياته بعودة جميع النازحين والإفراج عن جميع الأسرى.

وبدوره.. قال المواطن الفلسطيني خالد راضي: سيعود إلى منزله ليبني الخيام من جديد ويبدأ حياة صعبة يشاركه الحياة التي عاشها منذ 470 عاما. وأعرب ذات يوم عن أمله في أن يعم الخير والسلام ليعيش الأطفال بأمان رغم قسوة حياة الخيمة التي تنتظر النازحين، مشيراً إلى أنه لا يعرف متى سيبني منزله ليعيش فيه، إذ أن حب فلسطين كان يسكن في عروقه دائما.

من جانبه، أكد الحاج الفلسطيني أبو حسين عبد الله، أنه عاش مرارة العيش في الخيام، حيث التقلبات الجوية، ونقص المواد الغذائية والطبية، وأبسط متطلبات الحياة. تحمل العيش بين قماش مهترئ يسمى خيمة ليريح جسده المتعب الهزيل من النزوح المتكرر الذي كان يقوم به كلما عاد إلى منزله في بلدة القرارة.. قائلًا: نزح قرابة العشرة مرات، وفي كل مرة يزداد التعب والإرهاق، سواء كان بدنياً أو مادياً.

وأضاف: “لقد فقد العشرات من أقاربه وأحبائه، من بينهم شقيقه الأصغر و23 من أبنائه وأحفاده في قصف الاحتلال الإسرائيلي للمخيم”. جباليا في نوفمبر 2023، ما يسهل علينا في هذه اللحظات هو أن يتوقف شلال الدماء وتحقن فيها دماء العشرات أو حتى المئات مع استمرار الحرب”.

أما المواطن هادي خضير فأكد أن النازحين يريدون أن يثبتوا للعالم أجمع أن الشعب الفلسطيني يحب الحياة. والسلام، لكن الاحتلال الإسرائيلي يرفض في كل مرة، مما يضطره إلى العيش في الألم والحزن والفقد والتشريد. وأعرب عن فرحته الشديدة بعودته الوشيكة الأسبوع المقبل إلى مدينة غزة رغم ما فيها من جراح. الآثار الكهفية والدمار الهائل الذي حل بها، رغم رائحة دماء الشهداء التي لم تجف، وآلاف الشهداء ما زالوا تحت أنقاض وأنقاض المنازل المقصوفة.

وقال: سيبني خيمة فوق أنقاض منزله المدمر في حي الشيخ رضوان وسيعلم أبنائه حب الوطن. أحب ترابه ولم يتنازل عن ذرة من ترابها مهما فعل بها المحتلون والغزاة.. مؤكدا أن غزة لن تنكسر كما كانت. وهي على مر التاريخ مقبرة للغزاة، وستظل العيون تتجه نحو القدس، العاصمة التي يجب أن تعود للشعب الفلسطيني ويستعيد مجدها من جديد. سينتهي الاحتلال وتبقى فلسطين.

وعلى صعيد متصل، أكد محافظ بيت لحم محمد طه، أن الشعب الفلسطيني يعيش حالة من الفرح العام بعد تطبيق التهدئة ووقف القتل الذي استمر لأكثر من 15 شهراً في غزة والضفة الغربية، بالإضافة إلى إطلاق سراح السجناء.

وقال محافظ بيت لحم – في مداخلة مع… قناة " القاهرة" أخبار اليوم -: “واقع السجون الإسرائيلية تغير بعد أحداث 7 أكتوبر.. ممارسات قمعية غير مسبوقة ضد الفلسطينيين في سجون الاحتلال التي أصبحت قبوراً للأحياء، وتمارس فيها أقسى أنواع التعذيب والتنكيل . كما أن قسماً كبيراً من الأسرى الفلسطينيين قضوا أكثر من 40 عاماً في السجون”. سجون الاحتلال، وكان هناك 21 فلسطينياً في سجون الاحتلال قبل اتفاقيات أوسلو. ولذلك جاءت فرحة الشعب الفلسطيني بشكل عام”.

وأضاف: جميع الفصائل الفلسطينية ملزمة بالتوافق الداخلي حتى نتمكن من مخاطبة العالم، لذا يجب أن نتوحد من خلال برنامج واستراتيجية فلسطينية موحدة، وعلى الجميع مراجعة خياراتهم المطروحة لعبور هذه المرحلة الصعبة وتحقيق الأهداف السياسية. لصالح القضية الفلسطينية.

وذكرت شبكة منظمات المجتمع المدني في غزة – في بيان لها – أن نحو 80% من المنازل والبنية التحتية دمرت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. غزة… موضحا أن تقديرات إعادة إعمار قطاع غزة تحتاج إلى 60 مليار إلى 80 مليار دولار وإطار زمني من 6 إلى 8 سنوات، وهذا يعتمد على توفر الدعم المالي ودخول البضائع دون تعقيدات أو عرقلة.

وأضافت الشبكة أن القطاع يحتاج إلى عدة مراحل، منها الإغاثة الفورية (توفير المأوى والغذاء والدواء)، والإنعاش المبكر لإعادة تأهيل البنية التحتية نسبياً، والمرحلة النهائية لإعادة الإعمار والتي تحتاج إلى خطط هندسية جديدة، كما أن الإغاثة الإنعاش المبكر يتطلب التدخل الفوري، وبحسب التقديرات فإنها تحتاج إلى سنتين على الأقل.

ارتكب الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، أكثر من 7182 مجزرة، وأباد 1600 عائلة فلسطينية وأبادها. ومن السجل المدني استشهد الأب والأم وجميع أفراد الأسرة، ليصل عدد أفراده إلى 5612 شهيداً، وتم إبادة 471 عائلة فلسطينية. ولم يبق إلا عضو واحد، ليصل عدد أعضائها إلى أكثر من 9000 شهيد.

ز

ت

ت

لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك السفير و يوتيوب السفير .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى