ناقد مسرحي لـ”الوئام”: “ذاكرة صفراء” عرض سعودي يجسد معاناة الحرب بأسلوب درامي
الوئام- خاص
يعد المسرح السعودي جزءا أساسيا من النهضة الثقافية التي تشهدها المملكة، في إطار رؤية 2030، وقد شهد هذا المسرح تطورا في عدة جوانب، بما في ذلك توسيع المشاركة الدولية، حيث حرصت الفرق المسرحية السعودية على التواجد في الدول العربية والعالمية. المهرجانات المسرحية الدولية. مثل مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، ومهرجان قرطاج المسرحي، ومهرجان المسرح العربي، وقدمت أعمالاً نالت إعجاب النقاد والجمهور.
وبدأت العروض السعودية بمناقشة القضايا الاجتماعية والثقافية والإنسانية بطرق مبتكرة، مع توظيف التقنيات الحديثة في الإخراج والإضاءة والصوت، إضافة إلى سعي الهيئات الثقافية السعودية إلى دعم الشباب الموهوبين، من خلال تقديم ورش تدريبية وبرامج تطويرية تعزز قدراتهم. . سواء في التمثيل أو الإخراج أو الكتابة المسرحية.
مهرجانات مسرحية
أطلقت السعودية مهرجانات مسرحية داخلية؛ مثل مهرجان الكوميديا الدولي بأبها، ومهرجان المسرح الشبابي بالرياض، بهدف تنشيط الحركة المسرحية محلياً واستقطاب الجماهير. كما لعبت الهيئة العامة للترفيه ووزارة الثقافة السعودية دوراً كبيراً في تمويل ودعم الإنتاج المسرحي، مما ساعد على رفع مستوى جودة العروض.
الذاكرة الصفراء
وفي هذا السياق، يقول الناقد المسرحي حسن مختار، إن الأعمال السعودية لاقت استحسانا في المحافل الدولية، حيث حظيت بالإشادة لقدرتها على الجمع بين الأصالة والحداثة، مع الحفاظ على الهوية السعودية.
ويضيف حسن مختار، في حديث خاص لـ«الوئام»، أن من الأعمال السعودية الناجحة مسرحية «الذاكرة الصفراء» التي قدمت في عدة مناسبات. ومن بينها مهرجان المسرح العربي الخامس عشر في مسقط، والذي أقيم في الفترة من 9 إلى 15 يناير في سلطنة عمان، وحظي بإشادة واسعة من النقاد والجمهور. العرض هو إنتاج مميز لفرقة النورس المسرحية من السعودية، وهو من تأليف الكاتب المسرحي عباس الحايك، الذي يتميز بمعالجته للقضايا الإنسانية. العرض من إخراج حسن العلي الذي أبدع في تقديم رؤية فنية تجمع بين البساطة والعمق.
قصة إنسانية
يذكر الناقد المسرحي أن المسرحية تتناول قصة فنان تشكيلي يدعى “إنسي” يعاني من تشوهات جسدية وذكريات مأساوية نتيجة الحرب التي دمرت بلاده وأخذت منه والدته. فيهرب “إنسي” إلى بلد جديد، حيث يعيش حياة منغلقة ويعمل في الأرشيف، حتى تتشابك حياته مع شخصيات أخرى. وهو بدوره يعكس تأثير الحروب على الأفراد. مثل صديق قديم، حارس مبنى، وفتاة تبحث عن أخيها.
ويشير مختار إلى أن «الذاكرة الصفراء» ليس مجرد عرض مسرحي، بل تجربة إنسانية تعكس آثار الحروب على الحياة والذكريات، وتؤكد قدرة المسرح السعودي على تقديم أعمال ذات بعد إنساني عالمي.
ويتابع: “لاقت المشاركة السعودية في الدورة الخامسة عشرة للمهرجان حضوراً مميزاً، تمثل في انضمام الدكتور سامي الجمعان من المملكة العربية السعودية، عضواً في لجنة التحكيم. كما ضمت اللجنة نخبة من الأسماء البارزة في المشهد المسرحي العربي وهم: الدكتور تامر العربيد من سوريا، والدكتور عبدالكريم بن علي جواد من سلطنة عمان، والأخضر المنصوري من الجزائر، وعلى رأسهم الفنان القدير رفيق علي أحمد من لبنان”.
ويختتم مختار حديثه موضحاً: “تهدف هذه المشاركات إلى تعزيز التبادل الثقافي والفني، وتسليط الضوء على المواهب السعودية المتميزة، كما تظهر التنوع الكبير في المواضيع والأساليب التي يتناولها المسرح السعودي، مما يعكس الهوية الثقافية الغنية للمملكة”. المملكة العربية السعودية.”
هذا المقال نشره ناقد مسرحي لـ«الوئام»: «الذاكرة الصفراء» عرض سعودي يجسد معاناة الحرب بشكل درامي لأول مرة على الوئام.
لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك السفير و يوتيوب السفير .