وكالة أنباء الإمارات – المركز الوطني للأرصاد يختتم حملة “كلاود آي إكس” الميدانية
وشملت الحملة البحثية التي امتدت على مدار شهر تنفيذ عدة طلعات جوية مشتركة جمعت بين طائرات المركز الوطني للأرصاد وطائرة “لير جيت” التابعة لشركة “سبيك” انطلاقاً من مطار العين الدولي وذلك بهدف دراسة فعالية مواد التلقيح وتحسين قدراتها في عمليات الاستمطار عن طريق دمج الشحن الكهربائي أو بدونها.
وقامت طائرة “لير جيت” التابعة لشركة “سبيك” بجمع بيانات قيمة عن الخصائص الفيزيائية الدقيقة لسحب الحمل الحراري على ارتفاعات مختلفة، فيما نفذت طائرة “كينغ إير” التابعة للمركز الوطني للأرصاد بعملية تلقيح السحب باستخدام ثلاث طرق مختلفة شملت التلقيح بالمواد النانوية المبتكرة، والتلقيح بواسطة جزيئات الملح الكبيرة الحجم، والتلقيح بالمواد الاسترطابية التقليدية.
وقال سعادة الدكتور عبد الله المندوس، مدير عام المركز الوطني للأرصاد ورئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ” تأتي هذه الحملة البحثية المبتكرة تماشياً مع الجهود الحثيثة التي تبذلها دولة الإمارات لإيجاد حلول عملية فاعلة لقضية الأمن المائي من خلال دعم البحوث التطبيقية والتجارب البحثية الميدانية”.
وأشاد ، بنجاح حملة “كلاود آي إكس” البحثية الميدانية، والتي جاءت تماشياً مع جهود الإمارات الرامية إلى إيجاد حلول عملية فاعلة لتحديات الأمن المائي.
وأكد سعادته أن هذه الحملة البحثية المبتكرة تأتي في إطار التزام المركز الوطني للأرصاد بتوظيف أحدث التقنيات الناشئة وتعزيز الشراكات البحثية الدولية، وذلك بهدف بناء قدرات جديدة في مجال الأرصاد الجوية وتعديل الطقس، بما يسهم في الحد من تداعيات التغير المناخي على المناطق التي تعاني من شح المياه في جميع أنحاء العالم.
وأعرب عن شكره وتقديره لجميع المشاركين في هذه الحملة، على جهودهم الحثيثة والتزامهم بالوصول إلى نتائج دقيقة. ولفت الدكتور المندوس إلى أن المركز الوطني للأرصاد سيواصل دعم البحث العلمي في مجال الاستمطار، وذلك من أجل تحقيق أهدافه الاستراتيجية في مجال الأمن المائي.
من جانبه، قال بول لوسون، الباحث العلمي في شركة “سبيك” في الولايات المتحدة الأمريكية.. ” بالنظر إلى الطبيعة المتغيرة لسحب الحمل الحراري في فصل الصيف والتي تتشكل في أماكن مختلفة يصعب التنبؤ بها، واجه الفريق البحثي تحدياً كبيراً في تنفيذ طلعات جوية منسقة بين الطائرتين البحثيتين، إلا أننا تغلبنا على هذا التحدي من خلال التخطيط الدقيق والتنسيق العالي بين الطائرتين، حيث نجحنا في تنفيذ عمليات اختراق عدة للسحب وجمع قياسات قيمة من الموقع لمكونات السحب على ارتفاعات مختلفة. وستساعدنا هذه البيانات في الوصول إلى فهم أفضل للعوامل المؤثرة على عملية تكون سحب الحمل الحراري، وبالتالي تطوير استراتيجيات أكثر كفاءة لتحسين عمليات الاستمطار في المناطق القاحلة وشبه القاحلة”.
ونظرًا لاستخدام أجهزة بحث مختلفة أثناء الحملة، يقوم الفريق حاليًا بدمج البيانات التي تم جمعها من مصادر متنوعة للوصول إلى نتائج متسقة، مما سيساعدهم على دراسة الاختلافات المحتملة في أحجام الهباء الجوي بناءً على حالة السحب المشحونة. ومن المقرر الانتهاء من تحليل هذه البيانات في العام المقبل.
من جانبها ، قالت علياء المزروعي، مديرة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار ” تشكل حملة كلاود آي إكس البحثية محطة بارزة ضمن جهودنا الرامية لتعزيز الفهم العلمي لدور عمليات التلقيح في زيادة هطول الأمطار ونسعى من خلال هذه المبادرات البحثية إلى تحقيق نقلة نوعية على صعيد أبحاث الاستمطار عبر تطوير حلول عملية قابلة للتطبيق للحد من المخاطر المرتبطة بندرة المياه على المجتمعات المعرضة”.
وشملت الحملة قيام طاقم الطائرات في كل صباح بمراجعة بيانات الأرصاد الجوية في أبوظبي ومعلومات الطقس في الوقت الحقيقي في مطار العين الدولي، إضافة إلى متابعة توقعات الطقس الصادرة عن المركز الوطني للأرصاد، لمساعدتهم في وضع خطط الطيران، وتعديل مواقعه وارتفاعاته حسب الضرورة أثناء إجراء القياسات داخل مناطق السحب النشطة. كما اعتمد الطاقم على التردد شديد الارتفاع ومراقبة متواصلة لحركة الملاحة الجوية في الدولة.
واستخدمت الأجهزة الموجودة على متن طائرة “لير جيت” لقياس متغيرات العناصر الجوية ومكونات السحب، بما في ذلك عدد وحجم جزيئات السحابة مثل القطرات الدقيقة للسحب والقطرات المائية الكبيرة التي تمثل الامطار ، وكذلك البلورات الجليدية على ارتفاعات عالية من السحب، بالإضافة إلى التقاط الصور التفصيلية. وكشفت هذه البيانات وهي قيد التحليل حاليًا من قبل العلماء في شركة “سبيك” عن مجموعة متنوعة من جزيئات السحابة من حيث الحجم والأشكال داخل السحب.
وأثناء تحليلهم لبيانات الحملة، سيركز العلماء في شركة “سبيك” على مقارنة هذه البيانات مع الخصائص الفيزيائية الدقيقة التي لوحظت خلال حملة 2019 حيث تم أخذ قياسات في الموقع للسحب غير الملقحة. تهدف هذه المقارنة إلى معرفة مدى تأثير عملية التلقيح على خصائص الفيزياء الدقيقة للسحب على ضوء العوامل المؤثرة الأخرى منها الظروف الجوية والديناميكية المحيطة.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : wam