كتبت: لمياء الشربيني
في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، تتصاعد في المقابل التضحيات بين أصحاب مهنة البحث عن الحقيقة، ويكون ضحاياهم شهداء الكلمة أو الصورة، إذ يعمل الصحفيون من مختلف الجنسيات، على قدم وساق رغم التحديات الكبيرة التي يشهدونها وتعرضهم للخطر بشكل دائم، بل وتعرضهم للموت، لتغطية الأحداث الجارية ونقل الحقيقة بكل تفاصيلها.
طوفان الأقصى
أعلنت منظمة صحفية أمس السبت، مقتل 10 صحفيين خلال الحرب المشتعلة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، منذ 7 أكتوبر. حسبما ذكرت صحيفة ” ذا هيل” الأمريكية.
هذا وقالت، لجنة حماية الصحفيين عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، إنه وعلى مدار 8 أيام من القتال، قُتل نحو 10 صحفيين، بالإضافة إلى فقدان 2 وإصابة 8 آخرين.
وأضافت، أن “10 صحفيين فلسطينيين تأكد مقتلهم، وفقدان واحد فقط”. وتابعت: “خلال القصف المدفعي للبنان، قُتل أحد الصحفيين اللبنانيين، الذي يعمل لوكالة رويترز، وأصيب 6 آخرون”.
صعوبات وتحديات
وأشارت لجنة حماية الصحفيين، إلى أن الصحفيين في غزة يواجهون تحديات كبيرة لتغطية الأحداث، في ظل الاجتياح البري المحتمل لجيش الاحتلال لقطاع غزة في الأيام القليلة المقبلة، والرشقات الصاروخية المستمرة من قِبل المقاومة الفلسطينية تجاه المستوطنات الإسرائيلية”.
حماية الصحفيين
من جهته، قال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، عبر موقع اللجنة على الإنترنت: “تشدد لجنة حماية الصحفيين على أن الصحفيين هم مدنيون يقومون بعمل مهم في أوقات الأزمات، ويجب ألا يتم استهدافهم من قبل الأطراف المتحاربة”.
وأضاف منصور “يقدم الصحفيون تضحيات كبيرة في جميع أنحاء المنطقة لتغطية هذا الصراع المهم.. ويجب على جميع الأطراف اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامتهم لوقف هذه الخسائر المميتة والفادحة”.
قصف لبنان
استهدف جيش الاحتلال لبنان برشقات صاروخية، إثر تصاعد التوترات بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي، ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من الصحفيين.
وفي هذا الصدد، قالت وكالة “رويترز” للأنباء في بيان لها: “نشعر بحزن عميق لإبلاغكم بمقتل مصور الفيديو عصام عبد الله”. وأضافت الوكالة أن عبد الله كان ضمن طاقم “رويترز” في جنوب لبنان الذي كان يغطي الأحداث يوميًا، مؤكدة أن اثنين من صحفييها وهما، ماهر نازح وسائر السوداني أصيبا بجروح خطيرة جراء القصف.
فيما قالت وكالة الأنباء الفرنسية، إن “اثنين من الصحفيين التابعين لها أصيبا خلال القصف الإسرائيلي للبنان، ولكن دون أن تذكر اسميهما”.
ضرورة حماية الصحفيين
أدان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي في بيان له، القصف الإسرائيلي الذي استهدف الصحفيين “خلال عدوانها على جنوب لبنان”.
وخلال اجتماع للأمم المتحدة، أعرب الأمين العام أنطونيو جوتيريش، عن تعازيه لأسر الضحايا، مضيفًا “أن العديد من الصحفيين يضحون بحياتهم يوميًا من أجل إيصال الحقيقة للجميع”.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، في وقت سابق، إن المنظمة الدولية تأمل في إجراء تحقيق فيما حدث، مؤكدًا أنه يجب حماية الصحفيين والسماح لهم بأداء عملهم.
وفي وقت سابق، تجمع مجموعة كبيرة من الصحفيين أمام المتحف الدولي في بيروت تعبيرًا عن حزنهم البالغ لمقتل عبد الله وغيره من الصحفيين.
وبالحديث عن مقتل الصحفيين جراء القصف الإسرائيلي المستمر لفلسطين، قالت شبكة “سي إن إن” في تقرير لها، إن الاحتلال الإسرائيلي قتل ما لا يقل عن 55 صحفيًا منذ انتفاضة الأقصى عام 2000.
عام 2000
قُتل عزيز التينة، صحفي فلسطيني في بيت لحم بسبب انفجار أمني غير مقصود.
عام 2002
قُتل المصور الصحفي الإيطالي رافائيل سيريلو، الذي كان يعمل مع صحيفة “كورير ديلا سيرا” الإيطالية، من مبني في رام الله، بعدما أصيب بـ6 رصاصات.
عام 2003
قُتل الصحفي نزيه دروزة الذي كان يعمل مع وكالة “أسوشيتد برس”، أثناء تصويره اشتباكات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
عام 2004
قتل جيش الاحتلال، الصحفي الفلسطيني، محمد أبو حليمة الذي كان يعمل في ” إذاعة جامعة النجاح” في نابلس، عقب إطلاق نار عليه.
عام 2007
قُتل صحفيان فلسطينيان على يد مسلحين يرتديان زي الحرس الرئاسي الفلسطيني، وهما محمد مطر عبده وسليمان عبد الرحيم العشي.
عام 2008
قُتل المصور الصحفي، فضل شناعة الذي كان يعمل في وكالة “رويترز”، بعدما أصيب بشظايا قذيفة اخترقت صدره وساقيه.
9 نوفمبر 2012
قُتل صحفي فلسطيني يدعى محمود الكومي وزميله حسام سلامة باستهداف سيارتهما بصاروخ إسرائيلي في غزة.
عام 2014
في 19 يوليو، قُتل صحفي فلسطيني يدعى خالد حماد وهو يصور فيديو لمسجد مدمر في غزة بعد أن استهدفته طائرة إسرائيلية بصاروخ.
في 26 أغسطس، استشهد الصحفي الفلسطيني، عبد الله المرتجى، في قصف إسرائيلي على حي الشجاعية شرق مدينة غزة. كما قتلت إسرائيل في العام نفسه المصور الإيطالي لوكالة “أسوشيتد برس” سيموني كاميلي.
عام 2018
قتل جنود الاحتلال الصحفي الفلسطيني ياسر مرتجى والمصور الصحفي أحمد أبو حسين، أثناء تعرضهما لرصاص أطلقه الجيش الإسرائيلي.
كما اغتالت إسرائيل بشكل مباشر 3 صحفيين هم، محمد شاهين، وعبد الحميد الكولك، ويوسف محمد أبو حسين. بالإضافة إلى ذلك، قُتل صحفي فلسطيني يدعى يوسف أبو حسين بعد أن أصاب صاروخ إسرائيلي منزله في غزة.
عام 2021
دمرت غارة إسرائيلية مبنى في غزة كان يضم مكاتب لوكالات أنباء عالمية مثل الجزيرة ووكالة الأنباء الأمريكية “أسوشيتد برس”، ما أثار انتقادات من منظمات حقوقية وإعلامية.
عام 2022
قُتلت شيرين أبو عقلة في شهر مايو 2022 أثناء تغطيتها لغارات عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة. وحمّل الفلسطينيون إسرائيل مسؤولية القتل. وقالت إسرائيل في البداية، إنها ربما تكون قُتلت بنيران نشطاء، لكنها قالت في وقت لاحق إن جنديًا ربما أصابها بالخطأ خلال تبادل لإطلاق النار.
عام 2023
استشهد الصحفي الفلسطيني محمد الصالحي في السابع من أكتوبر، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق البريج وسط قطاع غزة، خلال تغطيته الأحداث على الشريط الحدودي.