هذه العبارة منسوبة إلى وليم شكسبير، والمعنى نراه ونعيشه بشكل يومي وفي كل مكان، بدءاً بالسياسة وانتهاء بلعبة كرة القدم.
و الحقيقة أن القطيع يستنفر ويتجمع في لمح البصر، لأنه يتحرك بمثيرات الشهوة و الغريزة، فعلى رائحة الدم تتجمع قطعان الذئاب مثلاً و أسراب النسور و العقبان وكل الحيوانات المتوحشة.
و هكذا بمنطق ذهنية الجماعة التي تجرح سريعاً حين يخص الأمر وجودها وحقوقها أو نرجسيتها القومية، يندفع الناس للدخول في المظاهرات ومعارك الشوارع،
لكن لن يكون هناك شخص عاقل أبداً، فالعقلاء ينفرون من كل ما يلغي الإرادة ويقود للغوغائية.
لا يتحرك العقلاء بـ«سيكولوجية الجماهير»
كما يطلق عليها جوستاف لوبون في كتابه المعروف بالاسم نفسه، لأنهم في أكثر الظروف التباساً يظلون محتفظين بشخصياتهم الواعية، بحيث يصعب تزييف وعيهم أو توجيههم.
بينما في حالة الجمهور تتلاشى الشخصية الواعية للفرد، وتصبح شخصيته اللاواعية في حالة من الهياج، ويخضع الجميع لقوة التحريض وتصيبهم عدوى انفلات العواطف، بحيث تلغى شخصية الفرد المستقل، ويصبح عبارة عن إنسان آلي يتحرك بقوة الهستيريا الجماعية كما يقول «لوبون».
يعي العقلاء أنه حين تضج الجماهير بشكل مفاجئ وتبدأ في إصدار أحكام غير مدروسة وغير متزنة أو عشوائية نتيجة حدث ما، فالخطاب المسيطر يكون عاطفي بامتياز وذاهب باتجاه واحد، ويضج بأفكار التخوين والعدائية، ولا يخلو من الحيرة والضبابية وعدم الوضوح، خاصة أنه لا خطاب عقلانياً يواجه ذلك كله أو يعقله.
وهنا فنحن لا نتخذ موقفاً مع أو ضد، لكن ننظر إلى تأثير هذا الهيجان الجماهيري في مصر والعالم العربي ودول أخرى كثيرة، وفي تماسك مكونات المجتمع أولاً وأخيراً، فمتى تولت الجماهير قيادة الحدث.
فالله وحده يعلم إلى أين يمكن أن تنتهي الأمور، خاصة ونحن نتحدث عن ارتفاع شديد في مستوى الهيجان النفسي والعاطفي، بسبب تقاطع قضية معينة مع المشاعر الوطنية والقومية.