يمكن أن يكون للمشاعر السلبية مثل الغضب تأثير عميق، ليس فقط على صحتنا العاطفية والعقلية ولكن أيضًا على صحتنا الجسدية. يمكن أن تؤدي نوبات الغضب القصيرة إلى مشاكل في القلب لأنها يمكن أن تلحق الضرر بالخلايا التي تشكل الأوعية الدموية. يمكن لهرمونات التوتر التي يتم إطلاقها عندما يكون الشخص غاضبًا أن ترفع أيضًا ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، مما قد يعرضك لخطر أكبر للإصابة بأمراض القلب. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون بالفعل من أمراض القلب، يمكن أن تؤدي نوبات الغضب المتكررة أيضًا إلى نوبات قلبية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر الإجهاد الناجم عن الغضب أيضًا على أنظمة أخرى في أجسامنا مثل الهضم وكذلك المناعة، وفقًا لـ Healthshots.
عندما نغضب، يخضع جسمنا لعدة تغيرات فسيولوجية. تتراوح هذه التغيرات من الانزعاج الخفيف إلى الغضب الشديد. ترسل اللوزة الدماغية إشارات إلى الغدد الكظرية لإطلاق هرمونات التوتر، مثل الأدرينالين والكورتيزول. تعمل هذه الهرمونات على زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم ومستويات الطاقة، مما يجهز الجسم لاستجابة “القتال أو الهروب”. ثم تتوتر العضلات، ويصبح التنفس أكثر سرعة. يمكن أن تكون هذه التغيرات مفيدة في نوبات قصيرة، لكنها ضارة إذا استمر الغضب.
تشير دراسة حديثة نشرت في مجلة جمعية القلب الأمريكية إلى أن المشاعر السلبية مثل الغضب يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. كان المشاركون في الدراسة من البالغين الأصحاء الذين تم تكليفهم بمهام مثل مهمة تذكر الغضب، أو مهمة تذكر الحالة المزاجية المكتئبة، أو مهمة تذكر القلق، أو حالة محايدة عاطفياً. استمرت هذه المهام لمدة ثماني دقائق. بينما تذكروا الذكريات التي شعروا فيها بالغضب أو القلق أو الحزن، تتبع الباحثون التغيرات في توسع الأوعية الدموية لديهم، بالإضافة إلى تحليل إصابة الخلايا. أظهر أولئك الذين كانوا في مهمة تذكر الغضب علامات ضعف وظيفة الأوعية الدموية.
هكذا يؤثر الغضب على وظائف الجسم المختلفة
1. الجهاز القلبي الوعائي
يمكن أن يؤدي الغضب إلى زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم، مما قد يؤدي إلى مشاكل في القلب على المدى الطويل. عندما نغضب، يحدث فائض من هرمونات التوتر المعروفة باسم الكاتيكولامينات. يمكن أن يؤدي هذا إلى ارتفاع ضغط الدم، فضلاً عن تسارع ضربات القلب، وفقًا لهذه الدراسة التي نشرها المعهد الوطني للسرطان.
2. الجهاز المناعي
الغضب المزمن قد يضعف جهاز المناعة، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى. وجدت دراسة نشرت في مجلة Immunology أن الغضب يمكن أن يؤثر على المناعة، اعتمادًا على سبب الغضب. أظهرت الدراسة أن التفاعلات الزوجية العدائية يمكن أن تؤدي إلى المزيد من الالتهابات.
3. الجهاز الهضمي
يمكن لهرمونات التوتر أن تعطل عملية الهضم، مما يسبب آلام المعدة، أو حرقة المعدة، أو متلازمة القولون العصبي. كما يمكن للغضب أن يؤثر على النشاط الحركي والكهربائي للقولون في متلازمة القولون العصبي،
4. الجهاز العضلي
يمكن أن يؤدي الغضب إلى إحداث قدر كبير من التوتر في الجسم. وقد يؤدي هذا التوتر العضلي إلى الصداع وآلام الظهر ومشاكل أخرى في الجهاز العضلي الهيكلي.
كيفية السيطرة على الغضب؟
رغم أن الغضب قد يكون رد فعل طبيعي تجاه مواقف معينة، إلا أن نوبات الغضب القصيرة والشديدة قد تؤدي إلى مشاكل في القلب، فضلاً عن التسبب في مشاكل في العلاقات. ومع ذلك، فإن اتخاذ بعض الخطوات العملية قد يساعدك على التحكم في غضبك. خطوات مثل التفكير قبل الرد، والتحدث فقط عندما تكون هادئًا، وأخذ قسط من الراحة عند الحاجة يمكن أن تساعدك على الهدوء.
لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.