قالت مجلة “تايم” الأمريكية إن الجيش الأمريكي بحاجة إلى محاكاة قوة الطائرات بدون طيار الأوكرانية.
وبدأت المجلة الأميركية تقريرها، الثلاثاء، بافتراض سيناريو خيالي في عام 2028، تسعى خلاله روسيا إلى مهاجمة إحدى دول البلطيق، تزامنا مع هجوم صيني على تايوان.
وأوضحت المجلة أنه في ظل هذا السيناريو، ستسعى روسيا إلى الاستيلاء على أراضي حلف شمال الأطلسي، في حين ستفرض الصين حصارا على تايوان كأمر واقع يهدف إلى تقويض تماسك التحالف.
وتشير تايم إلى أنه وفقاً لهذا السيناريو، فإن القوات التقليدية لحلف شمال الأطلسي ستواجه صعوبة في مواجهة مثل هذا الهجوم الروسي. وقد يستغرق الأمر أسابيع، إن لم يكن أشهراً، حتى تتمكن القوات الأميركية من الانتشار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، موضحة أن الحل الذي تم تبنيه في الحرب الباردة لمثل هذه المشكلة كان التهديد باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية لوقف التقدم السوفييتي بالقرب من الحدود الألمانية، كجزء من خطة حلف شمال الأطلسي لصد التقدم السوفييتي إلى ألمانيا الغربية.
وقالت المجلة الأميركية إن مثل هذا الهجوم من الشرق أصبح ممكنا مرة أخرى، حيث تعمل روسيا حاليا على تشكيل جيشين جديدين أكبر من نصف جيوش حلف شمال الأطلسي مجتمعة. وفي الوقت نفسه، تعمل الصين على بناء عبارات متدحرجة؛ وهي نوع من السفن التجارية تستخدم لنقل المركبات من وإلى السفن، وأصبحت مثل هذه السفن تشارك في مناورات عسكرية.
اعتبرت مجلة تايم أن الولايات المتحدة قالت إن هذه العبارات أصبحت جزءًا من جهد مستدام لتجميع الأصول البحرية اللازمة لفرض حصار طويل على تايوان، وحتى شن حرب بحرية إذا لزم الأمر. وتساءل التقرير عما إذا كان من يتولى منصب رئيس الولايات المتحدة في عام 2028 سيكون قادرًا على مواجهة مثل هذه التحديات باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية وجميع المخاطر المرتبطة بالتصعيد إلى الحرب العالمية الثالثة. وأشار التقرير إلى أهمية الطائرات بدون طيار، وقال إنه على عكس كل التوقعات تقريبًا، تمكنت أوكرانيا من “إيقاف المد الروسي”. وباستخدام أعداد هائلة من الطائرات بدون طيار، وجد التقرير أن أوكرانيا هي أول دولة تنشئ فرعًا عسكريًا جديدًا مخصصًا لأنظمة الطائرات بدون طيار، والمعروف باسم “قوات الأنظمة الأوكرانية بدون طيار”. وفي وقت سابق من هذا الصيف، كشفت القيادة الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ عن استراتيجية تسمى “Hellscape”، والتي تهدف إلى ملء المياه حول تايوان بعشرات الآلاف من القوارب والغواصات والطائرات بدون طيار في حالة تحرك الصين ضدها. كما أعلنت ست دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي مؤخرًا عن نسختها الخاصة من “جدار الطائرات بدون طيار الأوروبي”. لردع روسيا.
وتتجلى أهمية الطائرات بدون طيار في أنها، على عكس الجيوش الدائمة الكبيرة، تعمل في الاحتياط ولا تشغل مساحة كبيرة، ولا تحتاج إلى طعام، ولا تتلقى رواتب. وعلى عكس الأسلحة النووية التكتيكية، لا تنتج الطائرات بدون طيار إشعاعات، لكنها يمكن أن توفر مستوى مماثلاً من الردع التكتيكي.
واختتمت المجلة الأميركية تقريرها بالتأكيد على أهمية وجود مخزون من ملايين الطائرات بدون طيار ذاتية التشغيل، وهو ما يشكل تهديداً حقيقياً ضد أي هجوم عسكري باستخدام المركبات المدرعة، أو هجوم أسطول بحري، إذ إن وجود سرب متقدم من الطائرات بدون طيار يمكن أن يوقف حرباً روسية أو حصاراً صينياً.
لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.