Site icon السفير

بين العمر والمال.. هل يساوم محمد صلاح على سنوات مجده في ليفربول؟

بين العمر والمال.. هل يساوم محمد صلاح على سنوات مجده في ليفربول؟
القاهرة: «السفير»

الصياد المحترف عادة ما يطمئن فريسته ويظهر لها مدى طيبته، وهذا جزء من خطته، حتى تقع في فخه وينقض عليها في لحظة ضعف، هكذا بدت التصريحات الذكية التي أطلقها محمد صلاح نجم منتخبنا الوطني، بعدما كان بحق رجل المباريات الثلاث التي خاضها ليفربول منذ بداية الموسم الحالي 2024-2025، حيث قاد فريقه للفوز بنتيجة كاملة وأحرز ثلاثة أهداف وصنع مثلها.

 

كلمات صلاح كانت بمثابة شفرة مربكة، تركت الجميع في حالة من الترقب والتساؤل: هل يخطط النجم المصري لخطوة مفاجئة، أم أنها مجرد لعبة نفسية لزيادة الضغوط والحصول على عقد جديد مع زيادة راتبه؟ كانت تصريحاته بمثابة إشارة إلى أن شيئًا كبيرًا على وشك الحدوث، مما زاد من التكهنات وأشعل خيال الجماهير.

لم تسعد جماهير ليفربول بالفوز على غريمها التقليدي مانشستر يونايتد، بثلاثية نظيفة، على ملعبها التاريخي “أولد ترافورد”، سوى لدقائق قليلة، قبل أن يخرج محمد صلاح نجم الفريق بتصريحاته الذكية، ليضع الجماهير في حالة من الترقب في انتظار قرارات الإدارة، التي لا يخفى عليها قوة حضور محمد صلاح كلاعب مبدع قادر على تغيير مجرى المباراة داخل وخارج الملعب أيضاً من خلال وجهته الإعلانية المثالية.

وصرح صلاح بعد المباراة أن مسؤولي نادي ليفربول لم يتفاوضوا معه بشأن تجديد عقده الذي سينتهي الصيف المقبل أي بنهاية الموسم الجاري، وطلب من الجماهير الاستمتاع بموسمه الأخير معه.

ولم تكن هذه التصريحات هي الأولى لقائد منتخبنا الوطني في هذا الشأن، إذ فعلها بنفس الطريقة في المرات السابقة عندما أراد تجديد عقده، ولكن مع زيادة راتبه في العقد الجديد بما يتناسب مع حجم نجوميته ومساهماته مع الفريق، ما وضع الإدارة أمام خيارين، إما التعاقد معه سريعاً قبل نهاية عقده، أو مواجهة الجماهير الغفيرة التي لن تغفر لهم رحيل «الملك المصري» الذي لا يخيب آمالهم في اللحظات الحرجة ويحمل على كتفيه آمال المدينة التي لم تشهد تتويجاً بالألقاب طيلة الثلاثين عاماً التي سبقت موسم 2019-2020، عندما قادهم «مو ماسلا»، كما يلقبونه بالفوز بدوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي والدوري الإنجليزي وكأس العالم للأندية والكؤوس المحلية.

أما عن ألقابه الفردية مع ليفربول قبل بداية الموسم الجاري، فقد شارك صلاح في 349 مباراة في كل المسابقات، سجل خلالها 211 هدفا وقدم 87 تمريرة حاسمة، وتوج بجائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في الدوري الإنجليزي الممتاز في ثلاثة مواسم، وجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز لموسمين.

وهذا ما تعرفه إدارة ليفربول أيضًا جيدًا، لكنها تعتقد أن الفريق تحت إدارة الهولندي أرني سلوت سيعتمد بشكل أكبر على الشباب، وأن سقف أعماره لن يصل إلى الثلاثين، لذلك أرجأت مناقشة عقود محمد صلاح وفيرجيل فان ديك والشاب ألكسندر أرنولد الذي يريد الذهاب لخوض تجربة جديدة في إسبانيا والانضمام إلى ريال مدريد.

ومن المتوقع أن يدرس النادي ملفات الثلاثي واستمرار تواجدهم لنسبة كبيرة لمدة عامين على الأقل، أو التوقيع معهم وعرضهم للبيع في سوق الدوري السعودي الذي لا يزال يبدي اهتمامه بالتعاقد مع لاعبين محترفين من الدوريات الخمس الكبرى، خاصة اللاعب المصري الأبرز في التاريخ، والذي أراده نادي الاتحاد بشدة وكان مستعدًا لدفع مبلغ إجمالي يصل إلى 200 مليون يورو للحصول على خدمات محمد صلاح، لكن اللاعب أصر على استكمال حلمه الأوروبي ولم يوافق ليفربول أيضًا على العرض الضخم.

لكن طموح محمد صلاح قد يدفعه للحديث مع وكيله رامي عباس، لدراسة عرضه المجاني لأحد أندية الدوري الإسباني الكبرى، وقد يرحبون بهذه الفكرة، وستكون تجربة جديدة للاعب وكثيرون ممن تجاوزوا الثلاثين من العمر سبقوه في تجربتها وانتقلوا إلى الفرق الكبيرة بفضل مكانتهم وخبرتهم، لذلك سنستمع لنصيحة محمد صلاح ونستمتع بموسمه الأخير مع ليفربول حتى يحدث المتوقع.

لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.

Exit mobile version