نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مزاعم بأن مشاكل الدفع “تهدف إلى دفع روسيا إلى قبول السلام مع أوكرانيا”، قائلاً إن “الشائعات حول خطط الصين المزعومة لفرض اتفاقية سلام بين روسيا وأوكرانيا من خلال خلق عقبات في المدفوعات غير صحيحة”.
وردا على سؤال عما إذا كان يشتبه في أن الصعوبات في المدفوعات بين روسيا والصين “قد تكون نتيجة لمثل هذه الخطط”، أجاب لافروف “بالتأكيد لا”، وقال “لقد قيل هذا من قبل، أولئك الذين يريدون من روسيا قبول “الصيغة الأوكرانية” التي تشبه الإملاءات… هذا ليس أمرا خطيرا”.
خلال قمة مجموعة العشرين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اقترح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ما أسماه “صيغة السلام”. ومن بين الأمور التي دعت إليها “استعادة وحدة أراضي أوكرانيا وتأكيد روسيا عليها بموجب ميثاق الأمم المتحدة في بند قال زيلينسكي إنه “غير قابل للتفاوض”، وسحب القوات الروسية، ووقف الأعمال العدائية، وإعادة الحدود بين أوكرانيا وروسيا إلى حالتها السابقة”.
ونقلت وكالة أنباء تاس الروسية عن لافروف قوله في مقابلة تلفزيونية “يجب أن يكون لدى روسيا رؤية واضحة للصورة العالمية هنا، حيث أن الاقتصاد الصيني لديه علاقات قوية مع الاقتصاد الأمريكي”. وأضاف وزير الخارجية الروسي “الجميع يبحث الآن عن فرص جديدة، لكن الاقتصاد الصيني الكبير، الذي لديه تجارة كبيرة مع الولايات المتحدة والدول الغربية بشكل عام، يعتمد عليها أكثر مما كانت تعتمد عليه بلادنا”.
وقال السفير الصيني لدى روسيا تشانغ هانجوي لوكالة تاس في وقت سابق إن موسكو وبكين “يمكنهما حل المشاكل الحالية المتعلقة بالمعاملات المصرفية بنجاح”. وأضاف: “لا شك أن الصين ستعمل تدريجيا على تقليص هذا الاعتماد، مع تعزيز التعاون مع شركائها الذي سيكون خاليا من أي إملاءات”.
تُعَد الصين أكبر شريك تجاري لروسيا، حيث استحوذت على ثلث التجارة الخارجية لروسيا العام الماضي، وتوفر بكين سلعًا مثل المعدات الصناعية الحيوية والسلع الاستهلاكية التي تساعد روسيا على تحمل العقوبات الغربية. كما توفر بكين سوقًا مربحة للعديد من الصادرات الروسية التي تعتمد عليها الصين، من النفط والغاز إلى المنتجات الزراعية، حيث تستورد الصين حوالي 50% من النفط الخام الروسي.
وفي العام الماضي، تبادل البلدان ما يزيد قليلا على 220 مليار يورو، وهو ما يمثل زيادة بنسبة تزيد على 25 في المائة خلال عام واحد.
لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.