وسلطت صحيفة “الغارديان” البريطانية الضوء على المخاوف التي تعيشها أوكرانيا في أعقاب الهجوم الذي شنته الشهر الماضي على منطقة كورسك داخل الحدود الروسية، وهو ما يعني أن الحرب انتقلت إلى عمق الأراضي الروسية.
وذكرت صحيفة الغارديان في افتتاحيتها أن السؤال المطروح حاليا هو “كيف سيرد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن على هذا الهجوم؟” وما هو الثمن الذي ستدفعه أوكرانيا مقابل انتقال ساحة المعركة إلى داخل الأراضي الروسية؟".
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن الهجوم على منطقة كورسك ساهم بلا شك في رفع الروح المعنوية على الجانب الأوكراني، خاصة بعد فشل الهجوم المضاد الذي شنته القوات الأوكرانية العام الماضي، والذي تسبب في إحباط واسع النطاق بين الجنود، فإن الشعور العام في الوقت الحاضر على الجانب الأوكراني يتميز بالحذر والخوف من رد الفعل الروسي بعد هجوم كورسك.
وحذرت الصحيفة من أن رد الفعل الروسي بدأ بالفعل، حيث شنت القوات الروسية هجوما على منطقة لفوف أول من أمس الأربعاء، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 53 آخرين، فيما أسفر هجوم آخر على معهد للتدريب العسكري في منطقة بولتافا الثلاثاء عن مقتل أكثر من 50 شخصا.
في الوقت نفسه، بدأت القوات الروسية بتكثيف هجماتها على الجبهة الشرقية للقتال، وتحقق تقدماً ملموساً، ما دفع عشرات الآلاف من سكان تلك المناطق إلى التأهب للنزوح من منازلهم، وهو ما يمثل خسارة كبيرة للجانب الأوكراني.
وأشارت المقالة إلى تصريحات الرئيس الروسي التي أكد فيها أن هجوم كورسك فشل في عرقلة تقدم القوات الروسية في منطقة دونباس وأدى أيضًا إلى إضعاف القوات الأوكرانية على جبهات أخرى في ساحة المعركة.
وأشارت المقالة إلى أهمية الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الأوكراني إلى الولايات المتحدة هذا الشهر، والتي سيلتقي خلالها نظيره الأمريكي جو بايدن، في ظل حالة الترقب السائدة في المجتمع الأمريكي قبيل الانتخابات الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وفي الختام، شدد المقال على أهمية استمرار الدول الحليفة في تقديم المساعدات اللازمة لأوكرانيا، خاصة إذا واجهت خطراً مصيرياً يهدد وجود الدولة نفسها، كما هو الحال في الوقت الحاضر.
لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.