Site icon السفير

صفية بن زقر.. رحيل رائدة الفن التشكيلي السعودي

صفية بن زقر.. رحيل رائدة الفن التشكيلي السعودي
القاهرة: «السفير»

فقدت الساحة الفنية السعودية، اليوم الخميس، أيقونة بارزة، برحيل الفنانة التشكيلية الرائدة صفية بن زقر، بعد مسيرة حافلة بالإبداع.

تركت الفنانة الراحلة بصمة خالدة على الساحة الثقافية والفنية، حيث ساهمت أعمالها الفنية في إثراء الحركة التشكيلية وتوثيق التراث.

بدأت رحلتها عندما عادت إلى السعودية بعد أن أنهت دراستها الثانوية في القاهرة، حيث لاحظت الفنانة الراحلة تغيرات كبيرة في العادات والتقاليد التي عاشتها في طفولتها، ووجدت في هذا التحول مصدر إلهام فني، مما دفعها إلى توثيق التراث السعودي من خلال أعمالها الفنية، حفاظاً على الهوية الثقافية.

وقالت عن ذلك: «وجدت هدفاً ألهمني لرسم وتوثيق العادات والتقاليد خوفاً من انقراضها، ولضمان عدم تخزين هذا التراث».

ولدت صفية بن زقر في قلب مدينة جدة القديمة عام 1940م، وتشربت عاداتها وتقاليدها منذ الصغر، وكانت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بروح المدينة، حتى بعد انتقالها إلى القاهرة عام 1947 مع عائلتها.

وعندما عادت إلى جدة في عام 1963، وجدت نفسها مدفوعة برغبة ملحة في الحفاظ على هذا التراث الغني، واستخدمت الفن كوسيلة للتعبير عن حبها لمدينتها وتوثيق هويتها.

حائز على وسام الملك

تُعرف الفنانة صفية بن زقر، الحاصلة على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى عام 2017، بأنها فنانة التراث السعودي لاهتمامها بتوثيق التراث من خلال لوحاتها الفنية التي كرست هذا الهدف منذ أكثر من ثلاثين عاماً.

أسست عام 1995 دار صفية بن زقر التي حولتها إلى منصة ثقافية شاملة تنير الأجيال، تضم لوحاتها ومقتنياتها الفنية، وتقيم ورش عمل فنية للكبار والصغار، إلى جانب المحاضرات الثقافية والفنية.

قدمت مكتبتها الخاصة للدار لتكون مرجعاً ثقافياً باللغتين العربية والإنجليزية – الأدب والفن – لكل مهتم وباحث.

كما خصصت جزءاً منها للأطفال، حيث تقوم المكتبة على مبدأ أن «الطفل عندما يقرأ يفتح نافذة صغيرة على العالم، وعندما يصبح صديقاً للكتب ينفتح له العالم كله»، وتضم مكتبة الأطفال كتباً فنية وأدبية وتاريخية وموسوعات علمية.

رائد الفنون الجميلة

كانت صفية من أوائل الفنانات السعوديات اللواتي قدمن مساهمات جدية في تطوير حركة الفنون البصرية في المملكة.

بدأت مسيرتها الفنية مبكراً، إذ أقامت أول معرض فني لها في جدة عام 1968م، على الرغم من ندرة الإمكانات المتاحة.

وقد حقق نجاحاً كبيراً، إذ استطاع تحويل مدرسة للبنات إلى معرض فني متكامل، وبالتالي فتح آفاق جديدة أمام الفنانات السعوديات.

وبعد ذلك أقامت معارض محلية في الرياض وجدة والظهران والجبيل والمدينة المنورة وينبع وأبها.

كما أقامت معارض دولية في باريس وجنيف ولندن، حتى بلغ مجموع معارضها الفردية 18 معرضاً و6 معارض جماعية، اشتهرت من خلالها صفية كفنانة تراثية سعودية محلياً وعالمياً.

هذه المقالة صفية بن زقر.. رحيل رائدة الفن التشكيلي السعودي تنشر لأول مرة في صحيفة الوئام

لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.

Exit mobile version