ومع التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبحت الهواتف الذكية محورًا رئيسيًا لتنفيذ هذه الابتكارات، لكن العديد من المستخدمين والمراقبين يشعرون أن هذه الميزات، على الرغم من الترويج لها بشكل كبير، تبدو وكأنها فكرة لاحقة أكثر من كونها تحسينًا أساسيًا لتجربة المستخدم.
مع كل ميزة جديدة يتم الإعلان عنها، يتبادر إلى الأذهان سؤال: هل ستصبح هذه الميزة جزءًا من حياتنا اليومية؟ يبدو أن العديد من ميزات الذكاء الاصطناعي المتوفرة حاليًا على الهواتف الذكية لم تكن مصممة لتلبية احتياجات المستخدم اليومية عمليًا.
على سبيل المثال، قد تبدو ميزات مثل أدوات الكتابة المدعومة بالذكاء الاصطناعي من Apple وGoogle، والتي تهدف إلى تصحيح الأخطاء النحوية وتحسين النصوص، مفيدة، ولكنها ليست ذات صلة كبيرة بالمحادثات اليومية بالنسبة للمستخدم العادي. في الرسائل النصية ليست مشكلة ملحة تتطلب استخدام الذكاء الاصطناعي.
وقمنا أيضًا باختبار العديد من ميزات الذكاء الاصطناعي المتوفرة حاليًا، مثل أدوات تحرير الصور وإنشاء المحتوى المرئي، وبينما توفر هذه الميزات تجربة مسلية ومبتكرة، فإنها غالبًا ما تفقد جاذبيتها بعد فترة قصيرة من الاستخدام.
ومن ناحية أخرى، هناك ميزات أخرى نجحت في تقديم قيمة مضافة، مثل ميزة “دائرة البحث” من جوجل، والتي تتيح للمستخدم البحث عن أي شيء على الشاشة بمجرد رسم دائرة حوله، وميزة كما أثبتت ميزة “الذكاء البصري” من آبل فعاليتها في توفير المعلومات الفورية. عند مسح البيئة المحيطة باستخدام كاميرا الهاتف.
المشكلة الرئيسية هي أن العديد من ميزات الذكاء الاصطناعي تبدو وكأنها وظائف إضافية منفصلة وليست جزءًا من تجربة المستخدم الأساسية. ولتحقيق النجاح الحقيقي، تحتاج شركات التكنولوجيا إلى دمج الذكاء الاصطناعي بسلاسة في واجهة المستخدم، بحيث يصبح أداة فعالة تعمل في الخلفية لتحسين الأداء اليومي للهاتف الذكي.
ومع دخولنا عام 2025، يتطلع المستخدمون إلى رؤية تغييرات جذرية في كيفية تطبيق الذكاء الاصطناعي على الهواتف الذكية. ومن المتوقع أن تتطور هذه التقنيات لتصبح أكثر عملية وملاءمة للحياة اليومية، مع التركيز على تحسين الأداء بدلاً من مجرد الترويج لها كميزات ثورية.
وعلى الرغم من ذلك، يتمتع الذكاء الاصطناعي بإمكانات هائلة لتغيير تجربة الهاتف الذكي، لكن تحقيق هذا الوعد يتطلب تركيزًا أكبر على احتياجات المستخدمين الحقيقية بدلاً من التركيز على التسويق والوعود المستقبلية.
لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.