فوزي مرسي
شهد نيل القاهرة، مساء اليوم الجمعة، احتفالية الحزب الديمقراطي الكردستاني، بالذكرى 122 لميلاد الزعيم الكردي ملا مصطفى بارزاني، بحضور الدكتور مهند محسن علوان القائم بأعمال السفير العراقي في القاهرة، وعدد من النواب والدبلوماسيين والإعلاميين وأساتذة الجامعات.
وقدم الدكتور مهند محسن علوان التهنئة باسم السفير العراقي الدكتور قحطان طه خلف، وباسم سفارة جمهورية العراق لدى القاهرة، إلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني بمناسبة ذكرى ميلاد مؤسسه الزعيم ملا مصطفى بارزاني، وقدم الشكر للأستاذ شيركو حبيب مسؤول مكتب الحزب الديمقراطي الكوردستاني في القاهرة عن دوره في دعم العلاقات العراقية الكردية المصرية، مؤكدا أن أسمى ما يصل إليه الإنسان هو أن يبقى خالدًا في ذاكرة أهله وشعبه، وهذا ما وصل إليه الزعيم الكردي ملا مصطفى بارزاني، صاحب التاريخ الكبير في العمل على البناء الديمقراطي في العراق، وهو ما يسعى الجميع إليه الآن ونفخر به، وقد عمل شخصيًا مع أول وزير خارجية من الحزب الديمقراطي
هوشيار زيباري.
وقال مسؤول مكتب الحزب الديمقراطي الكوردستاني في القاهرة شيركو حبيب إن الاحتفال بالذكرى 122 لميلاد الزعيم الكردي مصطفى بارزاني هو إحياء لصفات قائد ثوري احترمه العرب والعالم، وفي العام 1929 انتدبه شقيقه الأكبر الشيخ أحمد البارزاني للمساهمة في ثورة الشيخ سعيد پيران في كوردستان تركيا، ثم شارك أخاه الأكبر في قيادة الحركة الثورية الكوردية للمطالبة بحقوق الكورد القومية.
وفي العام 1935 تم نفيه إلى مدينة السليمانية مع أخيه الشيخ أحمد بارزاني، وفي العام 1942 هرب من منطقة نفيهِ ليبدأ حركته الثورية الثانية 1943- 1945 ثورة بارزان، التي قادها ضد الحكومة العراقية المدعومة من قبل البريطانيين.
ونوه إلى تأسيس ملا مصطفى بارزاني الحزب الديمقراطي الكوردستاني في العام 1946 وانتخب رئيساً له ورفع شعار “الديمقراطية للعراق” لإيمانه بأن بناء بلد ديمقراطي كفيل بحل المشاكل و الخلافات،
وفي (كوردستان إيران) عندما أعلن هناك أول جمهورية كوردية في مدينة مهاباد عام 1946 حضر بارزاني الخالد الحفل المقام بمناسبة إعلان الجمهورية وعين قائداً لجيش جمهورية كوردستان حيث منح رتبة جنرال.
واستكمل المسؤول الديمقراطي: بعد انهيار الدولة الكوردية الوليدة، توجه بارزاني الخالد إلى الاتحاد السوفييتي مع 500 من رفاقه سيرًا على الأقدام مجتازين حدودًا جبلية وعرة في إيران وتركيا والعراق تلاحقهم جيوش هذه الدول، حيث واجهوا عقبات كثيرة في طريقهم وصولاً إلى الحدود الأذربيجانية السوفييتية ودخولهم الاتحاد السوفيتي، وبقوا هناك لعشر سنوات.
و في العام 1958 ومع إعلان الجمهورية العراقية دعا الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم القائد التاريخي الكوردي للعودة إلى العراق وتم استقباله استقبال الأبطال وبدأت مناقشات حول إعطاء الكورد بعض مطالبهم القومية، ولكن مطالب البارزاني والشعب الكوردي لم تتطابق مع ما كان في نية عبد الكريم قاسم إعطائه للكورد، فأدى ذلك إلى تجدد الصراع مرة أخرى وقام قاسم بحملة عسكرية على معاقل بارزاني عام 1961.
وخلال عودته من الاتحاد السوفيتي السابق مرورا بمصر استقبله الزعيم العربي خالد الذكر الرئيس المصري جمال عبدالناصر و هو أول زعيم عربي يستقبل البارزاني، وكان من مؤيدي الحقوق القومية للشعب الكوردي ورفض استعمال القوة ضدهم و كان ضد الاقتتال في كوردستان، ولا ينس التاريخ لقاء الزعيمين في القاهرة يوم ٥ أكتوبر ١٩٥٨ وأيضا زيارة البارزاني إلى مدينة بورسعيد التي واجهت العدوان الثلاثي وقتها.
وتابع شيركو حبيب أن ملا مصطفى بارزاني كان مناصرا للقضية الفلسطينية ولازلنا على نفس النهج ندعم الأشقاء الفلسطينيين في قيام وبناء دولتهم و عاصمتها القدس الشريف، ونحن ضد أي مشروع للتهجير القسري للشعب الفلسطيني كما ترفضه مصر تماما، فنحن نشعر بمعاناتهم وندرك خطورة تهجيرهم من ديارهم، ونحترم قرارات السلطة الفلسطينية.
وقال حبيب : أذكر أن ملا مصطفى البارزاني إبان العدوان الثلاثي عام 1956 على مصر، وخلال لقائه مع عدد من الصحفيين المصريين، قال لمراسل صحيفة الأخبار المصرية والمنشورة في عدد 29 أكتوبر عام 1966 “لم أبك في حياتي ولم تعرف عيناي الدموع، ولكن عندما وقع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وجاءت أخباره إلى موسكو وكنت وقتها لاجئا هناك، فجأة دون إرادتي انهمرت الدموع من عيني ولم استطع منعها وكانت هي المرة الأولى و الوحيدة حتى الآن ، فذهبت إلى المسؤولين في موسكو وطلبت منهم أن يفعلوا أي شئ لمنع استمرار العدوان وطلبت أن يرسلوني إلى مصر لأساهم في الدفاع عن بلد شقيق تعرض للعدوان فنحن أخوة و القومية الكردية هي شقيقة القومية العربية على مدار التاريخ”.
واختتم حبيب: نثمن مواقف مصر حكومة و شعبا تجاه العراق بكافة مكوناته، و الشعب الكوردي بصورة عامة و الحزب الديمقراطي، منذ الزعيم جمال عبدالناصر إلى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، لما نلاقيه من حسن المعاملة، وأقدم خالص تهانينا إلى الشعب المصري الشقيق بمناسبة انتصارات يوم العاشر من رمضان، حيث حرر الجيش المصري الباسل أراضيه المحتلة، داعيا الله سبحانه و تعالى أن يتغمد الشهداء في جناته الواسعة.