دكتور / محمد جمعة
قبل رحيل الرئيس ترامب عن البيت الأبيض بأقل من شهر بدأ يغتسل من ذنوبه ويتبرأ من أعضاء المافيا الدولية التي ساندها أثناء فترة حكمه وكما رأينا أن هذا الرئيس مارس البلطجة السياسية والنفوذ وتخطي كل حدود القانون واستحلب الخليج بمئات المليارات فالسعودية وحدها قدمت نصف تريليون دولار لتثبيت كرسي ولي العهد وتغاضي ترامب عن الممارسات القمعية التي تمارسها الأنظمة تجاه شعوبها.
لم يكن ترامب رئيسا لأكبر دولة في العالم تقوم علي اساس الديمقراطية والحفاظ علي الأمن والسلم الدوليين وتملك اقوي جيش وأقوي اقتصاد بل تعامل مع فترة حكمه كزعيم عصابة كاوبوي فهذا يخفي مصائبه مقابل ابتزازه وهذا ديكتاتوره المفضل.
نعم لقد مارس البلطجة السياسية في جميع القضايا حتي التي تخص الشأن الداخلي الأمريكي وانتفض الشعب ضده حين قتل الأمن أحد الأمريكيين بدم بارد وطلب ترامب من الجيش النزول للشارع لكن لأن امريكا دولة مؤسسات رفض قائد الجيش وجاءت الانتخابات الأمريكية مخيبة لآمال ترامب وحزبه رغم أن هناك ٧٤مليون امريكي يساندون هذا البلطجي وانتخبوه ويؤيدون سياساته الا أنه من وجهة نظري أنه تم ازاحة ترامب عمدا من البيت الأبيض لأن ممارساته كانت ستؤدي الي تفكك الولايات وانهيار أكبر قوة في العالم.
أمام افعاله الشنعاء ودعمه للاستبداد والديكتاتورية في العالم نعم نجاح بايدن نجاح تكتيكي لانقاذ صورة امريكا أمام العالم ومحاولة لرأب الصدع الذي سببه ترامب مع شعوب العالم فقد اهتم بالحكام والأحذية اللامعة ونسي هموم الشعوب وأوجاعها وهنا ينتهي الفصل الأول من سيناريو خروج ترامب من البيت الابيض.
ولكن كان لابد أن يغسل أخطاؤه ويدفن مصائبه قبل الرحيل فبدأ كوتشنر يعلن مكافآت التطبيع مع الكيان الصهيوني وبدأ بالإمارات ثم البحرين ثم السودان وأخيرا المغرب
وما قام به كوتشنر بتكليف من ترامب هو تنفيذ لسياسة امريكية مؤسسيه تريد للرئيس الجديد بايدن الخروج للعالم بشكل حضاري بعيد بريق الحلم الأمريكي ودولة العدل والمساواة والقانون وكم كتبت وناديت وتوسلت للحكام العرب الاستناد الي الشعوب والاستقواء بالداخل لانه الحصن المنيع أمام اي تغول من اي شكل
ولكنهم يجلسون علي الكراسي وقد اصابهم الغرور والصمم وها نحن نعيد الكرة من جديد حيث عقوبات وملاحقات وقضايا وصورة مذرية عن حقوق الانسان في معظم الدول العربية.
لماذا يقوم الحكام العرب بذلك ضد شعوبهم وهم يعلمون أن مصيرهم واحد ولهم في من قبلهم عبرة واية أليس لهم عقول يتدبرون بها.
ماذا لو اهتموا بشعوبهم وأقاموا الموئسسات العدل بين الناس وصرفوا تلك المليارات التي ادلوا بها الي الغرب نظير شراء اسلحة ورشاوي للسكوت علي قضايا دولية.
ماذا لو اتفقت تلك الاموال علي التعليم والصحة والسكن والغذاء ماذا ستقولون لله تعالي وقت الحساب أليس فيكم رجل رشيد.