منوعات

حامد بن زايد يشهد محاضرة بعنوان «الأسرة شريك في التعليم»

أبوظبي/ وام
وشهد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان محاضرة نظمها مجلس محمد بن زايد تحت عنوان “الأسرة شريك في التربية” ألقاها البروفيسور باسي سالبرج الخبير التربوي والباحث والمؤلف الفنلندي.
كما شهد المحاضرة معالي الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم ومعالي سارة عوض عيسى مسلم وزيرة دولة للتعليم المبكر رئيس الهيئة الاتحادية للتعليم المبكر رئيس دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، إلى جانب عدد من القيادات التربوية وكبار المسؤولين في مجال التعليم. .
وناقش المحاضر أستاذ القيادة التربوية بجامعة ملبورن في أستراليا العوامل المؤثرة على العملية التعليمية والتحصيل الأكاديمي للطلبة، وفي مقدمتها أهمية بناء شراكات قوية بين المعلم والأسرة وإيجاد أشكال جديدة ومبتكرة من التعليم. والتعاون بينهما لمواكبة الطبيعة المتغيرة للتعليم ومستقبله، بالإضافة إلى تأثير توفر الأجهزة الرقمية للطلاب في المنزل. مما يضيف بعدا جديدا للتعليم غير المدرسي، ويشكل عاملا مهما في مستوى التحصيل الدراسي، بالإضافة إلى النظرة إلى احتياجات الطفل النفسية والاجتماعية والصحية وغيرها من المحاور التي تلقي الضوء على مختلف جوانبه. العملية التعليمية.
وقال المحاضر إن المدرسة كانت دائماً المصدر الرئيسي للمعرفة والمهارات اللازمة للنجاح وتوفير التعليم الجيد للأطفال والشباب. كما أن للوالدين دوراً حاسماً في تربية أبنائهم وتربيتهم، بما في ذلك غرس القيم، وتهذيب السلوك، وتعزيز الصحة، وإكسابهم المهارات المختلفة للحياة اليومية. لكن الوضع اليوم تغير، وأصبح بإمكان الطلاب الآن تعلم معظم هذه المعارف والمهارات التي كانت تدرس حصريا في المدارس من خلال وسائل بديلة، مثل الوسائط والتقنيات الرقمية. وأوضح أنه في العديد من البلدان، أصبح “التعلم غير الرسمي” خارج ساعات الدراسة التقليدية جزءا لا يتجزأ من التعليم الرسمي، ويمكن الحصول على شهادات تشير إلى أنهم اكتسبوا المعرفة والمهارات بشكل مستقل ومعترف بها من قبل مدارسهم والسلطات التعليمية في بلدانهم .
وأشار إلى أن الفرص الجديدة للتعلم الموجه ذاتيا قد غيرت دور أولياء الأمور في تعليم أبنائهم، وأنه مع اكتساب الأطفال القدرة على التعلم في المنزل من خلال استخدام الأجهزة الرقمية، فإن الاختلافات في النتائج التعليمية قد تتسع بين الطلاب الذين لديهم إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة وأولئك الذين لديهم إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة. لا يمكنهم الوصول إليه.
واستشهد المحاضر بدراسات أجريت في أستراليا وكندا، أظهرت اختلافات في أساليب الآباء في توجيه استخدام أبنائهم لوسائل الإعلام والتقنيات الرقمية، لأسباب تتعلق بالظروف الاجتماعية والاقتصادية، مشيراً إلى أن ما يقرب من ثلث الآباء في أستراليا يسمحون لأطفالهم باستخدام وسائل الإعلام والتقنيات الرقمية. استخدام الهواتف الذكية في السرير كل ليلة، وترتفع هذه النسبة إلى النصف. وفي الأسر ذات الدخل المنخفض، يؤثر هذا بدوره سلباً على مستوى التحصيل الدراسي ويزيد من الفجوة التعليمية بين الطلاب.
وأوضح أن رفاهية الأطفال، والتي تشمل الصحة الرقمية والصحة العامة، أصبحت جانباً حاسماً في المناهج المدرسية في جميع أنحاء العالم، وبينما لا يمكن تحميل المدارس مسؤولية صحة الأطفال، فإن جوانب أخرى مثل السلامة والشعور بالانتماء، وأصبحت الصحة البدنية من العوامل المهمة التي يجب أخذها بعين الاعتبار. تؤخذ بعين الاعتبار في الخطط التعليمية
وقال المحاضر إن الأبحاث حول العالم تؤكد أثر مشاركة الوالدين في تعلم الأبناء في تحسين مخرجاتهم التعليمية، رغم تعدد الآراء حول ما يفيد مشاركة الوالدين في التعليم. عندما تكون هناك شراكات وثيقة بين المعلمين وأولياء الأمور، تصبح النتائج الإيجابية أكثر وضوحا. وخاصة فيما يتعلق باحتياجات الأطفال التعليمية والصحية.
وأعرب عن اعتقاده أنه من خلال التعاون، يمكن للمعلمين والأسر إيجاد طرق مبتكرة لتعزيز الآثار الإيجابية لتعلم الطلاب في المنزل، وزيادة المشاركة المدرسية والرفاهية العامة داخل المدرسة وخارجها.
وتحدث الخبير التربوي عن ممارسات أثبتت نجاحها في تعزيز الشراكة بين أولياء الأمور والمدرسة رغم اختلاف الأنظمة التعليمية، منها: أولاً، اعتبار الأسرة شريكاً وليس متلقياً للخدمة. ولذلك، لكي يصبح الأهل شركاء فاعلين في التعليم، لا بد من إحداث تحول جذري في نظرتهم للعملية التعليمية. ثانياً: إن بناء العلاقات المبنية على الثقة المتبادلة هو العنصر الأساسي للعلاقات السليمة في أي مجتمع أو مؤسسة، كما أن العلاقة الجيدة بين المدرسة والأسرة شرط ضروري للشراكة المثمرة بينهما. ثالثا، بناء “الصحة الرقمية” للجميع من خلال الشراكات بين المعلمين وأولياء الأمور. أصبحت تربية الأطفال أكثر صعوبة بسبب استخدام الأطفال للوسائط والتقنيات الرقمية في المنزل. وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن الأسر غالبا ما تطلب الدعم من المدارس لمعالجة هذه المشكلة. وبالمثل، يأمل المعلمون في الحصول على المزيد من الدعم لمساعدة الأطفال على تطوير عادات رقمية منتجة في المنزل.
وطرح الخبير التربوي فكرة “المدرسة الشاملة” التي تمثل نموذجا لنظام تعليمي متكامل يلبي احتياجات جميع أطراف العملية التعليمية، ويحقق التواصل المطلوب بينهم، الطالب، المعلم، والأسرة، ومواكبة التطورات في مجال التعليم في العالم.
وأشار في هذا الصدد إلى مشروع «مجمعات زايد التعليمية» في دولة الإمارات، الذي يعد من أكبر المشاريع التعليمية الوطنية الهادفة إلى تعزيز جهود الدولة في توفير البنية التحتية التي تواكب التطورات في مجال التعليم، وبما يتماشى مع مع خطط الدولة الطموحة للأجيال القادمة، وتحقيق الأهداف التنموية. شاملة ومستدامة. وقال إن فكرة هذا المشروع المتطور تواكب التطورات التعليمية المتسارعة والمتغيرة في العالم.
وتم خلال المحاضرة عرض فيديو لعدد من التربويين عرضوا فيه آرائهم حول العوامل المؤثرة في العملية التعليمية وأهمية الشراكة بين الأسرة والمعلم والتي تقوم على التعاون والتواصل والإيجابية. وليس التنافس، بالإضافة إلى أثر توفير البيئة التعليمية المناسبة في رفع جودة تعليم الأطفال.
وتذاع المحاضرة غدا السبت على قنوات التليفزيون المحلية في تمام الساعة الخامسة مساءا.
يعقوب علي

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى