ميناء درنة تحول مكباً للجثث.. وقصة عجوز اختبأت بثلاجة تطفو
هذا الميناء الذي كان يستقبل السفن والبضائع والركاب، ويخرج منه الصيادون، أصبح مكباً للجثث والسيارات.
وخلت المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية من العمال والصيادين والمارة. ولم تنتشر في المكان سوى فرق البحث والإنقاذ المحلية والدولية للمساعدة في انتشال ما استقر في قاع حوضه.
بينما تتناثر على رصيف هذا الميناء أغراض شخصية ملقاة في البحر أو يستخرجها الغواصون، من علب حليب الأطفال وأدوات المطبخ أو عبوات مساحيق التنظيف وزجاجات زيت الطهي…
عالقون في السيارات الغارقة
من جهته، أكد رئيس لجنة الأزمات في هيئة الموانئ والنقل البحري الكابتن محمد شليباتا لوكالة فرانس برس أنه يتم تنسيق الجهود “للبحث عن العالقين، إذ من المتوقع أن يكون هناك أشخاص داخل منشأتهم”. السيارات التي غرقت.”
وأوضح، أن “الميناء تم تقسيمه إلى قطاعات، وتم تخصيص فريق محدد لكل منطقة”.
أصبح الماء بني اللون
وتتم عمليات البحث عن طريق الغطس والاستشعار، حيث «تنعدم الرؤية» في المياه الداكنة التي تحولت إلى اللون البني بسبب الوحل، بحسب ما أوضح الغواصون.
ومن المرجح أن تستغرق عملية انتشال ما استقر في قاع حوض الميناء، أو حتى في قاع البحر بعيدا عن الميناء، وقتا طويلا.
رجل عجوز داخل الثلاجة
وعن أغرب حالات الإنقاذ التي شهدها رصيف هذا الميناء، روى عدد من البحارة قصة امرأة عجوز اختبأت داخل الثلاجة. وأوضح أن الثلاجة كانت تطفو على سطح الماء، فيما كانت المرأة تصرخ طلبا للمساعدة.
وأسرع إليها بعض البحارة فوجدوها عارية، فسألوها: أين أختي؟
كما أشاروا إلى أنه تم انتشال رجل مصري. وأكد لهم أنه كان نائماً واستيقظ ليجد نفسه عائماً في عرض البحر، دون أن يدرك كيف وصل إلى هناك.
يشار إلى أن الفيضانات الناجمة عن إعصار دانييل قبل أسبوعين في ليبيا أودت بحياة 3845 شخصا على الأقل، بحسب حصيلة جديدة غير نهائية أعلنها أمس السبت محمد الجراح المتحدث باسم اللجنة المشرفة على عمليات الإغاثة.
لكن هذه الحصيلة، التي تشمل فقط الجثث المدفونة والمسجلة لدى وزارة الصحة، “من المرجح أن ترتفع”.
خاصة أن الجثث التي دفنها السكان على عجل في الأيام الأولى بعد الكارثة لم تدخل ضمن هذه الحصيلة، بحسب المتحدث ذاته.
وتعمل السلطات على إحصاء الضحايا المدفونين دون معرفة هوياتهم، وكذلك المفقودين الذين ارتفع عددهم إلى أكثر من 10 آلاف، بحسب تقديرات السلطات والمنظمات الإنسانية الدولية.
فيما تتواصل عمليات البحث للعثور على جثث تحت الأنقاض أو في البحر.
يشار إلى أن إعصار دانيال كان له تأثير كارثي بشكل خاص على مدينة درنة التي يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة وتطل على البحر الأبيض المتوسط، إذ أدى إلى انهيار سدين وتسبب في فيضانات جرفت كل شيء في طريقها. مما أدى إلى تفاقم عدد الضحايا.
كما تسبب في نزوح أكثر من 43 ألف شخص، بحسب آخر إحصائيات المنظمة الدولية للهجرة.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر