“الغرغرينا”..هاجس مخيف يطارد مرضى السكري
مع التزايد المستمر لحالات مرضى السكري في سلطنة عمان، تتزايد معدلات الإصابة بالغرغرينا، وما ينتج عنها من مضاعفات خطيرة قد تتطلب في بعض الحالات بتر الأطراف المصابة.
وقال الدكتور فيصل بن محمد شاه علم استشاري ورئيس قسم جراحة الأوعية الدموية بالمستشفى السلطاني: تحدث العدوى البكتيرية للقدم السكري عندما يصاب المريض بقرح أو جروح في القدم نتيجة ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل مزمن و الإهمال في التنظيف والعناية المنتظمة بالقدم. قد تسبب العدوى البكتيرية الغرغرينا، والتي يمكن أن تؤدي إلى الغرغرينا. ويؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة إذا تأخر العلاج.
ويوضح الطبيب أن غرغرينا القدم السكرية هي إحدى مضاعفات مرض السكري، وتعني موت أنسجة الجسم نتيجة توقف تدفق الدم إلى الأنسجة أو بسبب العدوى البكتيرية الشديدة نتيجة الإصابة بالقدم السكري. وتزداد فرصة تلوث جروح القدم السكرية بالبكتيريا مع تأخر العلاج وضعف المناعة.
ويشير الطبيب إلى أنه لا توجد إحصائيات دقيقة عن حالات القدم السكري في سلطنة عمان حاليا، إلا أن الإحصائيات العالمية تشير إلى أن هناك احتمال بنسبة 20 إلى 30% للإصابة بتقرحات القدم لدى مرضى السكري المزمن على مدى حياة المريض، ومعدل الإصابة بالسكري. في منطقتنا وفي سلطنة عمان حوالي 15%. %، وهو ما يزيد عن المعدل العالمي البالغ 8% تقريباً، لذا فمن المؤكد أن المعدل السنوي للقدم السكري لدينا أعلى من المعدلات العالمية أيضاً.
الأسباب أنواع الغرغرينا
وأشار الدكتور فيصل إلى أن أنواع الغرغرينا تختلف من شخص لآخر. وهناك الغرغرينا الجافة، وهي النوع الأكثر شيوعاً، وعادةً ما تصيب اليدين والقدمين. ويحدث عندما ينخفض أو يضعف تدفق الدم إلى منطقة معينة بشكل كامل، فتجف الأنسجة المصابة ويتغير لونها إلى الأزرق ثم إلى الأسود. وكذلك الغرغرينا الرطبة والتي تحدث نتيجة إصابة أنسجة الجسم ببعض أنواع البكتيريا. عند الإصابة بالغرغرينا الرطبة، يتوقف تدفق الدم تمامًا إلى المنطقة المصابة، مما يسبب موت الأنسجة. تعتبر الغرغرينا الرطبة أكثر خطورة لأن العدوى من المحتمل أن تنتشر إلى أجزاء أخرى إذا لم يتم العلاج بسرعة. هناك الغرغرينا الغازية، والتي تحدث نتيجة الإصابة بنوع خاص من العدوى البكتيرية التي تفرز الغازات وهي سامة بشكل خطير. تؤدي هذه العدوى البكتيرية إلى احتباس الغازات والسموم داخل الأنسجة. وهذا النوع خطير، إذ يمكن أن يسبب الوفاة خلال 48 ساعة إذا لم يتم علاجه.
تشمل أعراض العدوى البكتيرية وغرغرينا القدم السكرية تغير لون الجلد إلى الأسود أو الأحمر، والشعور بالتنميل في القدمين، وتورم في القدم المصابة، وظهور بثور في المنطقة المصابة، وخروج إفرازات كريهة الرائحة. من قرحة القدم. وكل هذا قد يصاحبه ارتفاع في ضغط الدم. درجة حرارة الجسم.
علاج
وتطرق الدكتور فيصل إلى عدة طرق للعلاج منها إزالة الأنسجة الميتة، حيث يضطر الأطباء في بعض الأحيان إلى إزالة الأنسجة الميتة لمنع انتشار الغرغرينا، وذلك عن طريق الجراحة، وغالباً في حالات العدوى البكتيرية الشديدة في القدم السكرية، يحدث الضرر تحت القدم. عمق الجلد أكبر بكثير مما يظهر في القدم. وفي الخارج، يضطر الطبيب إلى فتح جرح واسع من أجل التخلص من الأنسجة الميتة ووقف انتشار البكتيريا. في بعض الأحيان قد يكون من الضروري إجراء عمليات تنظيف جراحية متعددة حتى يتم التأكد من إزالة جميع الأنسجة الميتة. وفي بعض الحالات المتقدمة والحرجة يكون الحل الوحيد هو بتر وإزالة المنطقة المصابة. مثل اصبع القدم.
ويضيف الطبيب: يتم علاج الالتهاب البكتيري والغرغرينا الرطبة للقدم السكري باستخدام المضادات الحيوية على شكل حقن أو عن طريق الفم. العلاج بالمضادات الحيوية يكون مع أو بدون تنظيف جراحي، ويستمر لفترات مختلفة يحددها الطبيب المعالج حسب طبيعة العدوى وانتشارها.
في بعض الأحيان يتم علاج الجروح الناتجة بعد البتر أو التنظيف الجراحي بالأكسجين المضغوط لتسريع عملية شفاء الجرح، كما يتم علاج قصور الدورة الدموية وتصلب الشرايين إن وجد في نفس الطرف المصاب عن طريق القسطرة العلاجية لتوسيع الشريان المسدود أو المتضيق مع بالون، مع تركيب دعامة أحياناً، وفي كثير من الأحيان. يتم إجراء القسطرة العلاجية بعد الجراحة للقضاء على الالتهاب الحاد ووقف انتشار العدوى.
الاستعداد النفسي
وقال الدكتور فيصل: في بعض الحالات ينتهي الأمر إلى بتر إصبع أو جزء من القدم أو الساق إذا كان تلف الأنسجة شديدا. وهنا يقوم الطبيب بتحضير المريض وأقاربه من خلال شرح الحالة والخيارات المتاحة، ومن الطبيعي أن يكون هناك نوع من النكران والرفض لخيارات البتر. بالنسبة لكثير من المرضى والأقارب، ووفقا لأخلاقيات المهنة، فإن الطبيب لا يفرض العلاج مهما كان على المريض حتى يقبله طواعية، حتى لو تطلب الأمر إعادة شرح الحالة والخيارات عدة مرات، إلا إذا كان المريض غير قادر على اتخاذ القرار، وفي هذه الحالة يتم مناقشة الوضع مع الوالدين لاتخاذ قرار العلاج. ملائم.
ويضيف الطبيب: تقدم وزارة الصحة خدمات التأهيل بعد بتر الأطراف، لكن الزيادة السنوية المستمرة في حالات القدم السكرية يجب أن يصاحبها زيادة في مراكز التأهيل وزيادة في قدراتها الاستيعابية والتخصصية.
وفيما يتعلق بكيفية تقليل فرص الإصابة بالعدوى البكتيرية للقدم السكري أو الوقاية منها، أوضح الطبيب أن ذلك يتم من خلال السيطرة على العوامل المسببة للقدم السكري، وأهمها التحكم في مستويات السكر في الدم، والالتزام بنظام غذائي مناسب، والحفاظ على النظافة. القدمين، وفحص القدمين يومياً من قبل المريض أو أي شخص آخر لمراقبتها. أي تغيرات فيها، تقليم الأظافر بعناية، استخدام الأحذية المناسبة واستخدام جوارب خاصة من الصوف أو القطن، علاج الفطريات بين أصابع القدم والأظافر فورًا في حالة الإصابة بها، تجنب المشي بدون حذاء خاصة على الأسطح الساخنة أو شديدة البرودة، الزيارات الدورية للطبيب وعيادة القدم السكرية. .
الحالات المرضية
يروي محمد بن عيسى البلوشي، أحد المصابين بالتهاب القدم البكتيري، قصته قائلاً: كنت أعاني من مرض السكري منذ فترة طويلة، وفي أحد الأيام أصيبت بجروح صغيرة في قدمي دون أن أعرف السبب. توجهت مباشرة إلى المجمع الصحي وتم تنظيفهم، لكن بعد فترة كبر الجرح وتم تحويلي إلى المستشفى السلطاني لإجراء عملية جراحية. تنظيف الجرح من البكتيريا نتيجة وصول العدوى إلى العظم، وأنا حالياً مازلت في مرحلة التنظيف. ويرى محمد أن الجانب النفسي مهم جداً ودور الأسرة ودعمها يقلل من التفكير والقلق. ويوجه محمد رسالته لمرضى السكر بضرورة الاهتمام الشديد بصحة القدم وأعضاء الجسم بالكامل وعدم إهمالها إذا لاحظوا ذلك. تغير غريب في الجسم .
لا تهمل
ويروي خصيف بن ثاني البويكي إصابته بالغرغرينا فيقول: المشكلة بدأت بدخول مسمار في قدمي. وللأسف أهملت الإصابة وتأخرت في العلاج. ثم أصيبت بحمى شديدة وتوجهت إلى المستشفى، حيث أخبرني الطاقم الطبي، بعد الفحص وإجراء الفحوصات، أنني بحاجة إلى بتر إصبع القدم المصاب، فتم بتره، لكنهم لم يفعلوا. التئم الجرح فعدت إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية لفتح الشرايين في القدم لتوسيعها. أخبروني مؤخرًا أن إصبع القدم الآخر يحتاج أيضًا إلى البتر، وما زلت أذهب إلى المستشفى لتلقي العلاج.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر