منوعات

الذكاء الاصطناعي يرسم ويعزف.. يسطو أم يدعم إبداعات البشر؟

شهد منتدى دبي للذكاء الاصطناعي، الذي نظمته مؤسسة دبي للمستقبل يومي 11 و12 أكتوبر، حضوراً قوياً لأحدث الابتكارات التقنية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي في مجالات الموسيقى والرسم، الأمر الذي جذب انتباه الخبراء والزوار، مما أظهر ودور هذه التقنيات الواقعية للمستقبل في العديد من المجالات. من القطاعات.

وعاش الزوار التجربة التفاعلية، وشهدوا معرضاً مميزاً لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، في مجالات الفنون، من بينها التأليف والموسيقى والرسم والتصميم الجرافيكي، وعرض الموسيقى البشرية والذكاء الاصطناعي معاً.

تعود هذه التقنيات إلى القرون الماضية، حيث تم استخدام أساليب قديمة في الرسم والعزف، باستخدام أدوات استغرقت سنوات طويلة للوصول إلى الشكل واللحن المطلوب، بينما يمكن الآن إنجاز هذه التقنيات في دقائق، أو لحظات قليلة، وبواسطة دقة تفوق توقعات الإنسان وخياله.

موسيقى غامرة

حظي زوار “منطقة 2071” في أبراج الإمارات بدبي بفرصة ذهبية لمشاهدة تفاعل الذكاء الاصطناعي والبشر في أداء مشترك، يبدأ بالإبداع الموسيقي البشري، وينتهي بـ Geneative الذي يحلل النغمات ويوظف تقنيات التعلم الآلي يستنتج لحناً مشابهاً يحاكي اللحن البشري ويكمله.

عزف أحد المحترفين الشباب على البيانو، ثم رفع يديه عن مفاتيحه ليسمح لبرنامج الذكاء المدمج بمواصلة المقطوعة بتنوعات مختلفة تستجيب لما عزفه للتو.

ولتقديم تجربة غامرة وإثراء حاسة البصر والسمع، يصاحب العزف الموسيقي نوع آخر من العزف بأشكال وألوان ورسومات صممها الذكاء الاصطناعي، لترجمة صعود وهبوط النغمات وعذوبة أو زئير من اللحن.

الرسم بعين جوخ ودافنشي

استمتع زوار منطقة 2071 في أبراج الإمارات بجهاز أسود، تحدق به في صمت تام وجدية تامة دون أن تتحرك، وكأنك أمام رسامين عباقرة مثل: فنسنت فان جوخ، أو ليوناردو دافنشي، أو رامبرانت، أو فنانين عالميين آخرين، ليرسموا وجهك بتقنيات الذكاء الاصطناعي. توليدي فائق الدقة.

ويكمل الجهاز الصورة في 4 دقائق فقط، بينما استغرق رسم لوحة الموناليزا الشهيرة في متحف اللوفر بباريس على يد دافنشي 4 سنوات.

وفي غضون لحظات قليلة، يتأمل الجهاز ملامح الوجه، ثم يعطي أوامره لذراع إلكتروني يبدأ في رسم صورة لوجهك. وبعد لحظات قليلة فقط، يسلمك صورتك، مع رسم ملامح وجهك عليها وفقًا لرؤية الذكاء الاصطناعي لوجهك.

الذكاء الاصطناعي لم يتعرف على وجهك، بل تعرف عليه بنفسه بالبيانات والبيانات والقياسات والمقارنات، ليصدر أوامر لقلمه ليرسمك، ليس من باب التزوير أو الخداع، بل بناء على مبدأ المدرسة الانطباعية. هكذا انطبعت في ذاكرة الذكاء الاصطناعي. هكذا “رأيتك”. الجهاز.

عندما تنظر إلى صورتك وتقارنها برسم، فإنك تفتح الأبواب أمام أسئلة حول مستقبل يكون فيه الذكاء الاصطناعي التوليدي رساماً وفناناً ومصمماً، وأنت موضوع فنه وسرعته الفائقة. إِبداع.”

الصوت إلى الصور

وقال أمين الزرعوني، الرئيس التنفيذي لشركة بيدو الإماراتية، لـ«الخليج» على هامش منتدى دبي للذكاء الاصطناعي: «توفر الشركة خلال المنتدى تقنيتين باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي. الأول هو تحويل الملفات الصوتية إلى صور مرئية، والتي يتم استخدامها في العامل الافتراضي. أو العروض المرئية. أما التقنية الثانية فهي استخدام الذكاء الاصطناعي للوصول إلى البيانات والوسائط، والتي تشمل ملفات فيديو أو صور أو أشياء أخرى، لتتمكن التقنيات من البناء عليها وتوليد بيانات جديدة. وأضاف الزرعوني: «قامت الشركة بتطوير عدد كبير من المنتجات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي التوليدي، والمصممة لمجموعة متنوعة من المؤسسات والشركات والقطاعات».

دبي تؤسس الصناعة

وقال الدكتور منصور العور، رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، على هامش المنتدى: «تقود حكومة دبي حالياً تطوير نماذج فعلية لتقنيات الذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع شركات عالمية، في كافة القطاعات تقريباً، مع العمل على توفير البنية التحتية والتشريعات لتطوير ومأسسة هذا القطاع. «لمصلحة اقتصاد المعرفة وقطاع التعليم». وأضاف العور، في تصريح على هامش المنتدى، أن دبي بدأت استكشاف العالم التقني منذ أكثر من 20 عاماً، للاستفادة من قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، وصولاً إلى عوالم الذكاء الاصطناعي، والميتافيرس، وإنترنت الأشياء، وغيرها من التقنيات الحديثة.

وأوضح أن تقنيات الذكاء الاصطناعي سيكون لها تأثير كبير جداً على قطاع التعليم وخاصة الجامعي لتخريج كوادر وطنية مطلعة على هذا القطاع لخدمة كافة نواحي الحياة.

وشهد المنتدى مشاركة 1800 خبير ومتخصص و70 متحدثا و30 جهة حكومية وخاصة وشركات تقنية عالمية، لاستكشاف فرص ومستقبل الذكاء الاصطناعي التوليدي وآفاق استخداماته وتطبيقاته لخدمة الإنسانية.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى