عذرا اختلط الأمر

عذراََ اختلط الأمر
 بقلم  عبد الصاحب  أميري  

كان يوما صعباََ قاتلاََ
الحرب اشتغلت من جديد
اعتدنا عليها دون إرادتنا، بل فرضّت علينا بضرب الحديد
حافلاتنا اشتعلت ناراََ، الجثث انتشرت على الطّريق
الطّائرات تقصف دون هدف
هربت بجلدي فزعاََ. ألهث وقعت في بئر عتيق
الطّائرات لن تهدأ
هذه آية من آيات موطننا العزيز

عذراََ اختلط الأمر عندي
لا أدري كم لبثت في البئر، أم البئر لبث فيّ
سمعت موكب عرس
مقبلاََ نحوي
النّاس فرحة تطرب
عجباََ، النّاس في الصّحاري على جثث القتلى ترقص
اختلط الأمر عندي، أحقّاََ ما اسمع
جنّ جنوني
خرجت من البئر محتاطا، أتجسّس ، لم أصدّق عيني
كنت في منتزه كبير 
القوم فرحين يصفّقون بالعرس يحتفلون
ما أرى
لا
اختلط الأمر عندي

نظرت بعين الفاحص حولي ، لعليّ أبصر، شرارةَ الحرب، أداعبها كعادتي
أجعلها قصيدةََ أو نثراََ
رحت أبحث، وكأنّ العالم
بين ليلة وضحاها
كلّ شيء فيه تغير
ابتسامة على الوجوة زرعت
القوم تضحك
هل اليوم عيد ، عيد ميلاد قائد سعيد
أم للجنان انتقلنا
بدأت أسأل
النّاس تضحك بسؤالي
تتعجّب، لا أحد يعلم
أهي الجنان، أم ثورة قامت دون دماء
عذراََ اختلط الأمر عندي

بات اليوم ربيعاََ، بل من الرّبيع أزهى، بدأت أسأل
أين حرّ الصّيف
فجأة ولّى
أين آثار الحرب
لا أرى أثراََ،
لا موتى، لا حرب، لاقتال
لا مقاتلين
لا أحد يهتف،لا أحد يشّتم
لا صراخ أسمع، لا عويل
لا امرأة تلطم خدّيها، تبكي زوجها المقتول ظلما
تصّرخ دون وعيّ، النّاس حولها، التمّت
تطلب ثأر زوجها القتيل، بالقوم تتوسّل
بدأت أسأل
النّاس تضحك تتهامس
مجنون ظهر توّا
عندها تمنّيت، ماذا لو أجد حبيبتي
ها هنا تظهر
كلّ شيء بلمح البصّر تغيّر
معجزة تحدث، حبيبتي من خلف البحار تظهر
وإذا بصوت يناديني، صوت حبيبتي
-ها أنا اتيت
عذراََ اختلط الأمر عندي