منوعات
تداعيات قيام داعش بضرب مطار كابول
بقلم .. الاستاذ الدكتور سيد غنيم . . زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا .. أستاذ زائر بالناتو
مع قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب عام ٢٠١٨ بسحب القوات الأمريكية بدأ التفكير الجدي في تحديد موعد الانسحاب، واعتبارا من مارس ٢٠٢٠ تقلصت عمليات طالبان العسكرية ضد القوات الأمريكية في أفغانستان، وفي المقابل زادت عمليات داعش العسكرية ضد طالبان.
عقب بدء انسحاب القوات الأمريكية المتتالي وبدء سيطرة طالبان على مفاصل أفغانستان، وتحديداً في ٢٦ أغسطس ٢٠٢١، قام عنصر إرهابي تابع لتنظيم داعش بتفجير نفسه داخل مطار كابول مما تسبب في مقتل وإصابة عناصر من طالبان ومن قوات المارينز الأمريكي.
سؤال يطرح نفسه:
وماذا عن موقف طالبان تجاه تنظيمي داعش والقاعدة؟
علينا أن نتذكر أن تنظيم القاعدة قد أتى من قلب أفغانستان في عهد طالبان. ومنذ أيام، ومع استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان، أعلنت القاعدة ولائها لطالبان.
من جانب آخر، تنظيم داعش يحارب تنظيم القاعدة في أفغانستان وفي مناطق أخرى، فالبغدادي كان قد انشق عن الظواهري بسبب خلافات بين البغدادي وزعيم جبهة النصرة (سابقاً)/ هيئة فتح الشام (حالياً) في سوريا عام ٢٠١٣/٢٠١٤.
ومن هنا يمكن استنتاج أن الضرر يتقاسمه كل من طالبان والقاعدة بجانب الولايات المتحدة.
فهجوم تنظيم داعش على مطار كابول واستهداف عناصر من طالبان قد يدفع تنظيم القاعدة للرد نيابة عن طالبان التي أعلنت القاعدة في أفغانستان ولائها لها مؤخراً.
ويضع طالبان بين شقي رحى أمام المجتمع الدولي.. الأول: أن تعتمد طالبان على القاعدة وتدعمها في مواجهة داعش، وهو ما يورط القاعدة، لأنها ستكون أمام المجتمع الدولي داعمة لأهم حركة إرهابية في العالم.. والثاني ألا تعتمد طالبان على القاعدة أو تدعمها، وتقوم بمواجهة داعش منفردة، وذلك سيذكي موقف طالبان أمام العالم خاصةً بعد خطابها السلمي الجديد، حيث ستظهر طالبان على أنها تواجه إرهاب داعش دون تعاون مع تنظيم إرهابي آخر وهو القاعدة.
أما الولايات المتحد فقد تفكر في العودة لأفغانستان مجدداً.