وتوقع تقرير لشركة حديد عز نمو استهلاك مصر من الحديد والصلب في المدى المتوسط، نتيجة عدة عوامل أبرزها تحرير سعر صرف الجنيه، الذي تم في 6 مارس/آذار 2024، والإجراءات الاقتصادية الجديدة التي تم اتخاذها، وكذلك تطبيق تشريعات البناء الجديدة.
لكن التقرير أشار إلى أبرز ثلاثة تحديات تواجه صناعة الحديد في مصر، أبرزها غياب الإجراءات الوقائية من وسائل الحماية التجارية لدعم الصناعة المصرية، على غرار ما تطبقه أغلب الدول المنتجة للصلب، وهو ما يشجع على المنافسة غير العادلة. فعلى سبيل المثال، تطبق الولايات المتحدة الأمريكية تعريفة وقائية بنسبة 25% على واردات البليت، وتبلغ هذه التعريفة في الدول المنتجة الرئيسية 17% في تركيا، و12% في السعودية، و11% في الجزائر. وتطبق فيتنام وجنوب أفريقيا كل منهما تعريفة جمركية بنسبة 10%، بينما لا تطبق مصر أي تعريفة وقائية أو جمركية على البليت.
خلال الربع الأول من عام 2024، بدأت مصانع الدرفلة، مع توافر النقد الأجنبي، في تعظيم استيراد مربعات الصلب (البليت)، والتي تمثل المرحلة الأخيرة في صناعة حديد التسليح، وتمثل حوالي 10% فقط من القيمة المضافة مقارنة بإجمالي الإنتاج الذي يبدأ من الحديد الإسفنجي.
ويتمثل التحدي الثاني في ارتفاع واردات الصلب المسطح (HRC) من 145 ألف طن في الربع الأول من عام 2023 إلى 175 ألف طن في الربع الأول من عام 2024، بزيادة قدرها 21٪، وذلك بسبب غياب أي قيود على الاستيراد تقريبًا، في حين يفرض الاتحاد الأوروبي رسومًا بنسبة 25٪ على وارداته من الصلب المسطح في حال الوصول إلى كميات أو حصص (كوتا) محددة مسبقًا.
وتفرض الولايات المتحدة رسوم إغراق وحماية بنسبة 66% (41% رسوم إغراق على دول معينة، و25% رسوم حماية). وفي تركيا تبلغ التعريفة الجمركية 15% بالإضافة إلى 9% رسوم إغراق على دول معينة. وتفرض البرازيل تعريفة جمركية بنسبة 25%، في حين تفرض المملكة العربية السعودية والجزائر وماليزيا والهند وإندونيسيا رسوماً جمركية بنسبة 10%. وفي مصر تبلغ التعريفة الجمركية على الصلب المسطح 5% فقط.
ثالثاً، تواجه الصادرات حواجز تجارية إضافية، بما في ذلك على سبيل المثال نظام الحصص الجديد الأكثر صرامة في الاتحاد الأوروبي. ويؤدي غياب المعاملة بالمثل إلى خنق الصناعة المصرية وإعاقتها، في حين يؤثر التدفق الكثيف للمنتجات المستوردة إلى مصر، سواء كانت مربعات الصلب (البليت) أو الصلب المسطح (HRC)، على الصناعة المصرية.
لمطالعة المزيد: موقع الدبلوماسي اليوم وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.