عرب وعالم

نصب الخيام أمام المنازل المهدومة.. إعلامية فلسطينية تروى معاناة نازحى غزة

القاهرة: «الدبلوماسي اليوم»

لم يعد الفلسطينيون يفكرون في بيوتهم المدمرة، أو عائلاتهم النازحة، أو أفراد العائلة الذين فقدوهم خلال هذه الحرب، بل كل ما يفكرون فيه هو متى تنتهي هذه الحرب؟ لا يعرفون ماذا سيحدث لهم إذا توقفت الحرب. هل سيعودون إلى بيوتهم؟ ماذا سيفعلون بالأموال التي فقدوها خلال الحرب؟ ماذا عن الأثاث في المنزل المدمر؟ ماذا عن أعمالهم التي توقفت نتيجة الحرب وليس من السهل إعادتها بعد انتهاء الحرب؟ إنهم يعرفون جيدًا أن وضعهم بعد 7 أكتوبر 2023 مختلف تمامًا عما كان عليه قبل 7 أكتوبر، لكن تفكيرهم الوحيد هو الدعاء كل يوم أن تتوقف آلة الدمار الإسرائيلية في القطاع.

وتكشف عن هذه المعاناة الإعلامية الفلسطينية فاطمة أبو نادي، التي تؤكد أن رغبة أي فلسطيني في غزة في الوقت الحاضر هي العودة إلى منزله رغم الدمار، قائلة: “كل ما رآه الفلسطينيون بأعينهم تحولت بيوتهم إلى ركام في لحظة، لكن رغبتهم هي العودة إلى بيوتهم حتى لو كانت ركاماً، وحياتهم أصبحت مثل لعبة توم وجيري بين الهدم والبناء. لا يوجد بناء للبيوت الآن، مجرد خيمة، نحن نعمل فقط على تفكيك الخيمة والعودة إلى منازلنا فور انسحاب الجيش الإسرائيلي”.

وأضاف أبو نادي في تصريحات لـ”اليوم السابع” من غزة: “أي مواطن فلسطيني في مدينة غزة نزح من مدينة إلى أخرى أو موجود في المدينة نفسها ودُمر منزله وخسر سيارته وشركاته ومؤسساته، رؤيته الوحيدة الآن رغم تشريده لأكثر من 10 أشهر عن منزله وأملاكه وشركاته، أن يحمل الخيمة التي هو فيها في المكان الذي نزح إليه كما هي ويذهب بها إلى منزله، هذه أعظم أمنياته أن يحمل خيمته وينصبها أمام أنقاض منزله المهدم أو بجانبه”.

وتوضح فاطمة أبو نادي أن خيالات بناء أو هدم منزل مدمر صعبة، والخيال الوحيد الذي يملكه المواطن الفلسطيني عندما تنتهي الحرب، وخاصة الفلسطيني المهجر خارج مدينته، ​​هو العودة إلى منزله ونصب خيمة أمامه، فهو لا يريد مغادرة مدنه. وتتابع: “أصبحت حياة الفلسطينيين بين مخبأ ومخبأ، حيث يفككون الخيمة ويحملونها ويتنقلون بها من مكان إلى آخر، ويتعاملون مع الخيمة وكأنها منزل بديل مقابل المنزل الذي هدم. أنا ابنة مدينة غزة ولا أريد البقاء في جنوب القطاع، وابن شمال غزة لا يريد البقاء في خانيونس، وابن حي الزيتون لا يريد البقاء في دير البلح، ويبقى تفكيره محصوراً بالعودة إلى منزله حتى لو حمل الخيمة على كتفه ونصبها أمام ركام منزله”. “السيناريو الذي نتخيله بعد العودة هو أن همنا الأكبر هو العودة إلى بيتنا حتى لو كان ركاماً، وبعدها سنبحث ماذا نفعل، لكن إعادة الإعمار والبناء أمر صعب جداً، لأن الركام في غزة يحتاج إلى سنوات طويلة لإزالته، ولن تكون هناك مرحلة بناء الآن إلا بعد إزالة الركام”.

لمطالعة المزيد: موقع الدبلوماسي اليوم وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى