أقدم بملايين السنين.. اكتشاف جديد يغير معلوماتنا عن عمر مجرة درب التبانة
كشفت دراسة جديدة أن قرص درب التبانة الرقيق ربما يكون أقدم بكثير مما كان يُعتقد سابقًا، وذلك بفضل اكتشاف نجوم قديمة تقع على مقربة من شمسنا بشكل مدهش. وباستخدام بيانات من تلسكوب جايا الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، وجد الباحثون أن بعض هذه النجوم تشكلت بعد أقل من مليار عام من الانفجار العظيم، مما يجعلها عمرها أكثر من 13 مليار عام.
يتحدى هذا الاكتشاف الاعتقاد السائد منذ فترة طويلة بأن القرص الرقيق لمجرة درب التبانة، حيث توجد معظم النجوم، بما في ذلك الشمس، قد تشكل منذ ما بين 8 إلى 10 مليارات سنة. وبدلاً من ذلك، تشير النتائج الجديدة إلى أن تشكل هذه المنطقة من المجرة بدأ قبل ما بين 4 إلى 5 مليارات سنة مما كان يُعتقد سابقًا. وقد يؤدي هذا التعديل الرئيسي للخط الزمني إلى تغيير فهمنا بشكل كبير لتاريخ وتطور درب التبانة.
تمكن باحثون بقيادة سمير نيبال، وهو مرشح للدكتوراه في معهد لايبنتس للفيزياء الفلكية في بوتسدام بألمانيا، من تحديد أعمار هذه النجوم القديمة باستخدام تقنيات التعلم الآلي المتقدمة. ومن خلال تحليل البيانات التي جمعتها مركبة جايا الفضائية، تمكن الفريق من تقدير أعمار ومحتوى المعادن لأكثر من 800 ألف نجم في جوار الشمس – وهي منطقة تمتد على مسافة حوالي 3200 سنة ضوئية حول الشمس. وتُظهر النتائج، التي نُشرت على خادم arXiv للطباعة المسبقة وأعلن عنها معهد لايبنتس للفيزياء الفلكية في 31 يوليو، أن العديد من هذه النجوم يزيد عمرها عن 10 مليارات سنة، وبعضها يزيد عمره عن 13 مليار سنة.
إن وجود مثل هذه النجوم القديمة في القرص الرقيق لمجرة درب التبانة هو اكتشاف مدهش ومثير للاهتمام. وإذا أخذنا في الاعتبار أن عمر الكون نفسه يبلغ نحو 13.8 مليار سنة، فإن وجود هذه النجوم يشير إلى أن هذا الجزء من مجرتنا لابد وأن يكون قد تشكل في وقت مبكر للغاية من تاريخ الكون، خلال أول مليار سنة بعد الانفجار العظيم.
وتسلط الدراسة الضوء على جانب غير متوقع لهذه النجوم القديمة: محتواها المعدني. كانت النجوم التي تشكلت في بداية الكون فقيرة بالمعادن لأنها تشكلت عندما كان الكون يتكون في معظمه من الهيدروجين والهيليوم.
لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.