القاهرة تواصل مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة
وتواصل مصر جهودها لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار عبر استضافتها جولة جديدة من المفاوضات بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس برعاية مصرية أميركية قطرية، حيث من المقرر أن تستضيف القاهرة المفاوضات في لحظة حاسمة تواجه فيها المنطقة تهديدات قد تحول الصراع إلى حرب شاملة.
واستؤنفت المفاوضات، الجمعة والسبت الماضيين، في العاصمة القطرية الدوحة، رداً على بيان الثلاثي “المصري الأميركي القطري”، الساعي إلى التوصل إلى حل نهائي للعدوان على غزة.
ويرى خبراء أن مصر تواصل ضغوطها على الاحتلال الإسرائيلي بمساعدة الشركاء لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الصراع ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، فيما تؤكد مصر على ضرورة إخراج الاحتلال من محور صلاح الدين “فيلادلفيا” والانسحاب الكامل من غزة.
بدوره قال الدكتور أيمن يوسف: الدور المصري تجاه “نتساريم وفيلادلفيا” موقف بطولي يؤكد عمق التعاون مع الإخوة الفلسطينيين من الجانب المصري، وأن الوجود الإسرائيلي في هذه المحاور يهدد مسار المفاوضات وتبادل الأسرى.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«روز اليوسف»: للأسف هذا التعنت من جانب الاحتلال يعرقل جهود الوسطاء، بينما الجانب الأميركي سعيد بهذا الموقف، لأنه يمارس دبلوماسية النفاق والخداع.
وتابع: “لذلك فإن كل هذه التعديلات تجاه نتساريم وفيلادلفيا لها دور كبير في وقف عملية المفاوضات، ورغم وقوف مصر إلى جانب القضية الفلسطينية، إلا أن هناك توقعا من الإدارة الأميركية وإسرائيل بأن حماس سترفض هذا المقترح، وبالتالي تصبح العقبة من حماس وأنها السبب في عرقلة سير عملية المفاوضات”.
واختتم حديثه قائلا: “الخطوة المهمة أن تقول حماس نعم للصفقة”، مشيرا إلى أن هناك قضايا في صفقة غزة لا تزال معقدة وتتطلب قرارات صعبة، وخلال 10 أشهر كان هناك أكثر من 9 زيارات للمنطقة من قبل الوسطاء، والولايات المتحدة وإسرائيل لا تزالان تماطلان من أجل عدم إبرام صفقة حقيقية.
وفي سياق متصل، قال أستاذ العلوم السياسية جهاد حرب: «أي وجود إسرائيلي في محور نتساريم وفيلادلفي سيعني بعداً أمنياً واضحاً لمصر، والوجود الإسرائيلي يعني غياب الوجود الفلسطيني».
وتابع: “كما أن الإدارة المصرية للمعبر تعتمد على وجود فلسطيني من جانب السلطة، وحتى لو وجدت حماس فلا توجد أزمات من الجانب المصري، ولكن سيطرة إسرائيل على المعبر أمر مرفوض من الإخوة في مصر أمام الشعب الفلسطيني لأنه يعني المساس بالأمن المصري”.
وتابع: “بالطبع حماس والشعب الفلسطيني لديهما الحق في رفض هذه المطالب التي أعلنت، ولم ترد في مسودات سابقة لمقترح وقف إطلاق النار، حيث تعتقد حماس أن أي وجود إسرائيلي دائم في غزة سيكون بمثابة احتلال عسكري”. وأضاف: “مصر التي لعبت دور الوسيط الرئيسي في المفاوضات التي استمرت لعدة أشهر، تعارض بشدة أيضًا الوجود الإسرائيلي على الجانب الآخر من حدودها مع غزة”. من جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، في تصريحات خاصة لـ”روز اليوسف”: إن الدور الذي تلعبه مصر كبير ومهم ويشكل ورقة ضغط مهمة على الجانب الإسرائيلي، خاصة أن مصر أكدت أكثر من مرة أنه لن يكون هناك سلام في المنطقة دون حل جذري وعادل يجنب المنطقة الصراعات والحروب. وتابع الرقب: “مصر بذلت جهداً من أجل وقف نزيف الدم الفلسطيني، وخلال المفاوضات التي استمرت نحو ثلاثة أشهر اعتبرت مصر نفسها شريكاً وداعماً للقضية الفلسطينية والملف الفلسطيني وليس وسيطاً، وتبذل جهداً كبيراً من أجل وقف الحرب على الشعب الفلسطيني، وليس عند منعطف الوساطة، ورفضت مصر ولا تزال ترفض تشغيل معبر رفح طالما هناك وجود إسرائيلي وتدخل إسرائيلي في شؤون المعبر، وهي خطوة مهمة وقرار صارم من الأشقاء في مصر تجاه دعم الشعب الفلسطيني”.
وأضاف: “مصر أصرت على عدم تشغيل المعبر إلا بعد إزالة الاحتلال الإسرائيلي بالكامل منه، وشددت على ضرورة تواجد الجانب الفلسطيني في المعبر، لتأكيد شرعية الوضع الفلسطيني في معبر رفح ومحور صلاح الدين”.
وترى مصر ضرورة أن تؤدي كل هذه المفاوضات إلى وقف الحرب، في الوقت الذي يتهرب فيه نتنياهو من الجلوس على طاولة المفاوضات، والأميركيون يمارسون ضغوطاً كاذبة ووهمية على نتنياهو وحكومته، وفي المقابل يطلقون له الأموال لممارسة المزيد من القتل، وهم يماطلون في إتمام المفاوضات لأنهم يدركون تماماً أن نتنياهو لن ينفذ إلا المرحلة الأولى من الخطة وهي الهدنة، والتي يأخذ من خلالها جزءاً من أسراه، ثم يستأنف الهجوم مرة أخرى على الشعب الفلسطيني وتدمير المزيد من الأحياء والمزيد من القتل الممنهج، في الوقت الذي يأمل فيه الأميركيون أن تمر هذه الفترة بسلام وهدوء حتى نهاية فترة الانتخابات الأميركية.
لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.