النفايات الفضائية تمثل تهديدًا وشركات أوروبية تسعى لحل المشكلة.. هل تنجح؟

الفضاء مكان مزدحم، ويقدر علماء الفلك أن أكثر من 10 آلاف قمر صناعي نشط كان في المدار الشهر الماضي، وهو أربعة أضعاف العدد قبل خمس سنوات فقط.
وقد أثار الارتفاع الكبير في عمليات الإطلاق الإثارة حول سباق فضائي جديد، ولكن حركة المرور الكونية ربما تتجه نحو انهيار كارثي.
وعلى الأرض، يتابع مركز عمليات الفضاء بالمملكة المتحدة التهديدات بقلق متزايد. ففي شهر يوليو/تموز وحده، حذر المركز مشغلي الأقمار الصناعية في المملكة المتحدة من 1795 خطر تصادم، وفي الأشهر الستة الماضية، تم إرسال ما يقرب من 12 ألف تنبيه.
ولكن ليس من الممكن تجنب كل الحوادث، ففي عام 2021 تعرض قمر صناعي عسكري صيني لأضرار بسبب قطعة من صاروخ روسي، وفي شهر مارس/آذار تحطمت قطعة من الحطام الفضائي على سطح منزل في فلوريدا.
مع تزايد أعداد مجموعات الأقمار الصناعية، يتزايد خطر وقوع المزيد من الحوادث، وهذا يمنح شركات التكنولوجيا الفضائية تركيزًا جديدًا: تجنب الاصطدام.
وأصبحت أوروبا أرضًا خصبة لمخططاتهم، حيث وجهت العديد من الشركات الناشئة اهتمامها إلى المخلفات الفضائية.
هناك أكثر من 130 مليون قطعة من الخردة تدور حول الأرض حاليًا بسرعات تصل إلى 15 كيلومترًا في الثانية، وإذا اصطدمت واحدة منها بقمر صناعي، فإن التأثير قد يكون مدمرًا.
تقدم Spacetech مجموعة من الطرق للتخلص من الفوضى.
تريد شركة ClearSpace السويسرية الناشئة استخدام روبوت لجمع النفايات، وقد وقعت الشركة عقدًا مع شركة الصواريخ الفرنسية العملاقة Arianespace للقيام بالمهمة الأولى.
لدى شركة Solstorm النرويجية فكرة مختلفة تمامًا: تسخير طاقة الرياح الشمسية لإخراج النفايات من المدار. كما تقدم الشركة الناشئة أيضًا اكتشاف الاصطدامات.
بالإضافة إلى ذلك، لدى شركة IENAI الإسبانية الناشئة خطة دفع أخرى، حيث تعمل الشركة على تسخير الدفع الكهربائي لتجنب الاصطدامات وإخراج الأقمار الصناعية المعطلة من المدار،
وقد أنتجت فرنسا أيضًا حلولاً مثيرة للاهتمام.
الشركة الأولى هي Look Up Space، التي تبني رادارات على الأرض لتتبع الأشياء غير المرغوب فيها في السماء، والشركة الثانية هي Dark، التي تصنع قفاز ملاكمة يعمل بالصواريخ للتخلص من الحطام.
وعلى الجانب الآخر من الحدود الألمانية، تركز شركة Vioma، التي يقع مقرها في ميونيخ، على إدارة حركة المرور الفضائية، ومن خلال الجمع بين شبكة الاستشعار ورسم الخرائط الفضائية في الوقت الحقيقي، يمكن للشركة تقليل خطر الاصطدام.
الاستعداد للإطلاق
ولا تزال كل هذه الشركات الناشئة بحاجة إلى إثبات نجاح مفاهيمها على أرض الواقع، ويأمل خبراء الفضاء أن يحدث ذلك بسرعة.
وقال خبير التأمين الفضائي باسكال ليكينت في يناير/كانون الثاني: “إن خطر الاصطدام في المدار الأكثر ازدحاما – على بعد 800 كيلومتر من الأرض – أصبح الآن واحدا في الألف”.
“قبل بضعة عقود فقط، عندما كان عدد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي أقل بكثير، كان خطر الاصطدام واحد في المليون.”
ومع عدم إظهار عمليات إطلاق الأقمار الصناعية أي علامات على التباطؤ، يتوقع ليكونت أن ينمو التهديد، ومن المرجح أن نشهد ارتفاع هذا الخطر إلى ما يقرب من 1 في المائة خلال العقد المقبل.
لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.