الذكاء الاصطناعى يساعد علماء الفلك على فهم المعايير الأساسية للكون
كشف تقرير جديد أن علماء الفلك يستخدمون الآن الذكاء الاصطناعي لتحقيق دقة غير مسبوقة في فهم المعالم الأساسية للكون. كما استخدم باحثون في مركز الفيزياء الفلكية الحاسوبية التابع لمعهد فلاتيرون في مدينة نيويورك الذكاء الاصطناعي لحساب المعالم الكونية الخمسة التي تميز الكون، مما يعزز معرفتنا ببنيته وتطوره.
اكتشف إعدادات الكون
وأوضح ليام باركر، عالم الفلك في مركز الفيزياء الفلكية الحاسوبية والمؤلف المشارك للدراسة، أن “المعايير الكونية الخمسة المعنية تشبه تعليمات التشغيل للكون”. ولتحديد هذه المعايير بدقة استثنائية، استخدم فريق البحث الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات من أكثر من 100 ألف مجرة تم رصدها كجزء من مسح سلون الرقمي للسماء (SDSS). هذا المسح مفيد في علم الكون لأنه يساعد في رسم خريطة الكون من خلال فحص كيفية توزيع المجرات عبر الفضاء.
تعظيم كفاءة البيانات
سمح استخدام الذكاء الاصطناعي للفريق باستخراج رؤى تفصيلية من بيانات مسح سلون الرقمي للسماء، وهي مهمة كانت معوقة في السابق بسبب الحجم الهائل من المعلومات والقيود المفروضة على طرق التحليل التقليدية. سلطت شيرلي هو، المؤلفة المشاركة وعالمة فلك أخرى في CCA، الضوء على التكاليف الهائلة المرتبطة بمثل هذه المسوحات، والتي يمكن أن تصل إلى مليارات الدولارات. باستخدام الذكاء الاصطناعي، تمكن الفريق من دفع حدود ما يمكن أن تكشفه هذه المسوحات، مما يوفر طريقة أكثر فعالية من حيث التكلفة لاستخراج المعرفة القيمة من البيانات المعقدة.
تدريب الذكاء الاصطناعي على الدقة
وتضمنت العملية تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي على 2000 عالم محاكي، كل منها بإعدادات كونية مختلفة. وتضمنت مجموعة التدريب هذه تحديات واقعية مثل التشوهات الجوية وتصوير التلسكوب غير الكامل لضمان دقة الذكاء الاصطناعي. وبمجرد التدريب، تم تطبيق الذكاء الاصطناعي على بيانات فعلية من مسح الباريون سلون دي إس إس، والذي أنتج نتائج مبهرة. والأمر الأكثر أهمية هو أن الذكاء الاصطناعي قلل من عدم اليقين في قياس “تكتل” الكون بأكثر من النصف مقارنة بالطرق التقليدية. ويعادل هذا الإنجاز إجراء تحليلات تقليدية على أربعة أضعاف البيانات، مما يعزز كفاءة البيانات بشكل كبير.
التأثير على الأسرار الكونية
إن التقدم الذي أحرزته الذكاء الاصطناعي في علم الكونيات لا يقتصر على تحسين الأساليب القائمة فحسب، بل ويتعلق أيضا بمعالجة الأسئلة الكونية الرئيسية. ومن بين هذه الألغاز “توتر هابل”، الذي يشير إلى التناقضات بين التقديرات المختلفة لثابت هابل، وهو مقياس لمعدل توسع الكون. وقد تكون الدقة المحسنة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي حاسمة في حل هذا التوتر وتعزيز فهمنا للكون.
ومع ظهور مسوحات جديدة مثل المسح الأوروبي لإقليدس، فإن التقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي طورها فريق CCA ستكون مفيدة في استخراج أقصى قيمة من مجموعات البيانات الجديدة هذه. إن القدرة على تحليل وتفسير كميات هائلة من البيانات الكونية بكفاءة تمثل قفزة كبيرة إلى الأمام في سعينا لفهم أساسيات الكون.
لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.