تقنية

أسماك قرش "بتصيف" فى أفواج لوجهة سياحية أمريكية

القاهرة: «السفير»

تسافر أسماك القرش آلاف الأميال إلى مكان غير عادي لقضاء العطلات، ويحير سلوكها العلماء. يُعد قرش النمر الرملي نوعًا ضخمًا يمكن أن يصل طوله إلى 12 قدمًا ويصل وزنه إلى 640 رطلاً. وهو مشهور بأنه القرش الوحيد الذي يبتلع كميات كبيرة من الهواء قبل العودة إلى موطنه المائي، حيث يخزن الهواء في معدته بينما ينتظر عبور فريسته في طريقه. تولد أسماك قرش النمر الرملي في مياه فلوريدا وكارولينا الشمالية، لكن عددًا من أسماك القرش الصغيرة توقفت في وجهة غير متوقعة أبعد إلى الشمال، في ميناء بوسطن.

كان الباحثون في حوض نيو إنجلاند للأسماك منشغلين بوضع العلامات وإطلاق سراح أسماك القرش التي يشتبه في أنها تستخدم الميناء كمنطقة حضانة. ووجد العلماء أن أسماك قرش النمر الرملي تتجه شمالاً فور ولادتها لتجنب الحيوانات المفترسة، وخاصة أسماك القرش الأكبر حجماً. كما توفر المياه المحيطة بولاية ماساتشوستس بوفيه من طعامها المفضل، وهو سمك المينهادن الأطلسي. ومع ذلك، لا يتوقع معظم سكان بوسطن رؤية أسماك القرش في مدينتهم، وخاصة في الميناء.

كان ميناء بوسطن، الذي كان يشار إليه ذات يوم بأنه أقذر مياه في أمريكا، مليئًا بالمعادن الثقيلة ومياه الصرف الصحي الخام ومياه الصرف الصحي الغنية بالنيتروجين حتى بدأت الولاية في أخذ جهود التنظيف على محمل الجد في عام 1991، عندما شرعت هيئة موارد المياه في ماساتشوستس في مشروع متعدد السنوات للحد من التلوث. ولا يزال الجهد مستمرًا حتى يومنا هذا. يرى العلماء عودة أسماك قرش النمر الرملي كعلامة على تحسن الظروف. كان نوع القرش الأكثر شيوعًا في ساحل نيو إنجلاند الجنوبي في أوائل القرن العشرين، لكن الصيد الجائر على طول الساحل الشرقي أدى إلى القضاء على 70 إلى 90 في المائة من السكان بين أواخر السبعينيات وأوائل التسعينيات.

بدأت حكومة ولاية ماساتشوستس في مطالبة الصيادين بإطلاق سراح أسماك قرش النمر الرملي التي تم اصطيادها، لكن هذا لم يكن حلاً سريعًا. يواجه هذا النوع مستقبلًا غير مؤكد وهو مدرج حاليًا على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة باعتباره مهددًا بالانقراض. وعلى الرغم من حمايته في دول مثل الولايات المتحدة وأستراليا، فإن هذا النوع معرض لخطر الاختفاء إلى الأبد إذا استمرت الأعداد في الانخفاض.
ويعمل الباحثون على إعادة إدخال هذه الأسماك إلى حوض أسماك نيو إنجلاند من خلال المراقبة المستمرة. ويصطاد الباحثون أسماك القرش باستخدام أساليب الصيد التقليدية، قبل وضع علامات عليها. وتتلقى كل سمكة قرش علامة قياس عن بعد صوتية، وهي جهاز صغير يصدر صوتًا ويسمح بتتبعها عن بُعد أثناء سباحتها صعودًا وهبوطًا على طول الساحل.

وقد قام فريق البحث بتتبع 11 سمكة قرش نمر رملية صغيرة منذ الصيف الماضي ومراقبة تحركاتها لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر متتالية في ميناء بوسطن. ويبدو أن الزوار ذوي الأسنان الكبيرة يصلون في يوليو ويبقون حتى منتصف سبتمبر. ومع زحف البرد في الهواء، تبدأ أسماك القرش رحلتها جنوبًا إلى المياه الأكثر دفئًا. ومن خلال تتبع أسماك القرش وتسجيل عدد الأسماك التي تصطادها، يعمل فريق حوض نيو إنجلاند للأحياء المائية على تقدير عدد السكان. كما يهتم الباحثون بفهم سلوك أسماك القرش بشكل أفضل، بما في ذلك تفضيلها للميناء.

لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى