تحذيرات في بولندا والتشيك من مخاطر الفيضانات بسبب «بوريس»
حذرت السلطات في جمهورية التشيك وبولندا من استمرار خطر الفيضانات في العديد من مناطق البلدين، نتيجة الإعصار “بوريس”.
وذكرت وسائل إعلام تشيكية يوم الاثنين أن أربعة أشخاص على الأقل فقدوا نتيجة الفيضانات، فيما حذرت السلطات من مخاطر ارتفاع منسوب الأنهار، مع إعلان حالة الطوارئ في بعض المناطق.
وأمرت بعض المحافظات بإخلاء بعض السكان من منازلهم.
من جهة أخرى، أعلنت السلطات البولندية عن انهيار سد ثان في جنوب غرب البلاد نتيجة استمرار هطول الأمطار الغزيرة، مشيرة إلى أن السد الذي انهار يقع في مدينة ستروني سلاسكي، بالقرب من الحدود البولندية مع جمهورية التشيك.
انهار سد في قرية ميدزيجورز الجبلية القريبة يوم السبت.
وفي السياق ذاته، أكدت وسائل إعلام بولندية أن التنقل بين التشيك وبولندا توقف بشكل كامل بسبب الفيضانات التي تشهدها المنطقة.
شهدت العديد من المدن في أوروبا الوسطى أمطار غزيرة في الأيام الأخيرة، ما أدى إلى فيضانات هائلة أدت إلى مقتل عدة أشخاص، وإجبار الآلاف على الفرار من منازلهم، وتدمير البنية التحتية للكهرباء والنقل.
من ناحية أخرى، ستشهد البلدان قريبا كوارث مناخية غير مسبوقة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، حيث ستشهد بعض مناطق العالم زيادة في الجفاف، مثل جنوب أفريقيا، والأمازون، وبعض مناطق أوروبا.
وفي الوقت نفسه، ستشهد مناطق أخرى مثل شرق الولايات المتحدة، وشرق وجنوب آسيا، وأستراليا، ووسط أفريقيا زيادة في كميات الأمطار.
في ظل التغير المناخي الشديد الذي يشهده الكوكب حالياً، اكتشف العلماء أن هناك زيادة متوقعة في وتيرة وشدة هطول الأمطار تزامناً مع درجات حرارة قصوى بمعدلات أكبر من الظروف الجافة والحارة.
وبحسب الدراسة التفصيلية المنشورة في مجلة “مستقبل الأرض”، فإن تأثير الظروف الحارة والرطبة يشير إلى أن موجات الحر تعمل في البداية على تجفيف التربة وتقليل قدرتها على امتصاص الماء. وهذا يجعل من الصعب على المطر اختراق التربة، وينتشر بدلاً من ذلك على السطح، مما يساهم في حدوث الفيضانات والانهيارات الأرضية وتلف المحاصيل.
وأشار هايجيانغ وو، الباحث في جامعة شمال غرب آسيا والمحيط الهادئ في الصين والمؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة، إلى أن هذه الأحداث الجوية المتطرفة المعقدة أثرت بشدة على الزراعة والصناعة والنظم البيئية، مما يجعلها موضوع اهتمام كبير في العقود الأخيرة.
استخدم الفريق سلسلة من نماذج المناخ للتنبؤ بالأحداث المناخية المعقدة، وهي عبارة عن مجموعات من عوامل الطقس والمناخ والمخاطر المتعددة التي تمكنهم من التنبؤ بالتأثيرات القوية المحتملة بحلول نهاية القرن إذا استمرت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الزيادة.
وتشير نتائجهم إلى أن بعض مناطق العالم سوف تشهد زيادة في حالات الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة، مثل جنوب أفريقيا، والأمازون، وأجزاء من أوروبا. وعلى النقيض من ذلك، سوف تشهد العديد من المناطق الأخرى، مثل شرق الولايات المتحدة، وشرق وجنوب آسيا، وأستراليا، ووسط أفريقيا، زيادة في هطول الأمطار. ومن المتوقع أن تغطي هذه الأحداث الشديدة الرطوبة والحرارة مناطق أكبر وأن تكون أكثر شدة من أحداث الجفاف والحرارة الشديدة.
وتشير الأبحاث إلى أن الدول العربية المجاورة لهذه المناطق من العالم قد تتأثر بهذه الكوارث، وخاصة الدول العربية الواقعة في القارة الأفريقية.
وفي المستقبل، سوف تزداد احتمالات وقوع أحداث مناخية متطرفة مصحوبة بالرطوبة والحرارة، حيث تزداد قدرة الغلاف الجوي على الاحتفاظ بالرطوبة بنسبة 6% إلى 7% لكل درجة مئوية تزيد في درجة الحرارة. ومع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، سوف يحتفظ الغلاف الجوي الأكثر دفئًا بمزيد من بخار الماء، مما يعني إمكانية هطول المزيد من الأمطار.
وستتأثر المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، والتي هي بالفعل معرضة للمخاطر الجيولوجية، مثل الانهيارات الأرضية والتدفقات الطينية، بشكل خاص بأحداث الطقس الرطب والدافئ.
قد تؤدي زيادة هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة إلى المزيد من الانهيارات الأرضية التي تهدد البنية التحتية المحلية، في حين قد تؤدي الفيضانات وارتفاع درجات الحرارة إلى تدمير المحاصيل.
ويقول العلماء إن الزيادة في الأحداث الجوية المتطرفة، مثل الفيضانات في أوروبا في عام 2021، تتطلب استراتيجيات للتكيف مع تغير المناخ تأخذ في الاعتبار الظروف الرطبة والدافئة.
وأضاف وو “نظرًا لأن خطر الأحداث المناخية المتطرفة المركبة في المناخ الدافئ هو أكثر من مجرد ظروف جافة وحارة، فيجب علينا تضمين هذه الأحداث المناخية الشديدة الرطوبة والحرارة في استراتيجيات إدارة المخاطر”. “إذا تجاهلنا خطر الأحداث المناخية المتطرفة والحارة وفشلنا في اتخاذ التدابير المبكرة الكافية، فستكون لها تأثيرات لا يمكن تصورها على أمن المياه والغذاء والطاقة”.
لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.