الجامعة العربية تؤكد أنها تولى اهتماما بالغا لحماية الأطفال من مخاطر الصراعات
وأكدت جامعة الدول العربية أنها تولي موضوع حماية الطفل اهتماماً كبيراً، خاصة في ظل التحديات والمخاطر التي تواجه الملايين نتيجة الأزمات والصراعات التي شهدتها عدد من دول المنطقة العربية، وما خلفته من آثار سلبية على الأطفال، كالانفصال عن الأسرة، والعنف، والإيذاء الجسدي والنفسي، والاستغلال الجنسي، بالإضافة إلى الإهمال وأشكال أخرى من المخاطر التي قد يتعرض لها الطفل اللاجئ أثناء رحلة الهروب أو داخل مخيمات اللاجئين أو غيرها من الأماكن سواء الريفية أو الحضرية.
جاء ذلك في كلمة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في الاجتماع الإقليمي لمتابعة تنفيذ إعلان القاهرة. "الاستراتيجية العربية لحماية الطفل في سياق اللجوء في المنطقة العربية"والتي عقدت عبر الفيديو كونفرانس اليوم وألقتها الوزيرة المفوضة لبنى عزام مدير إدارة الأسرة والطفولة. وقالت لبنى عزام إن جامعة الدول العربية أظهرت التزاما قويا بحماية الأطفال اللاجئين، حيث تعاونت مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في صياغة "الاستراتيجية العربية لحماية الطفل في سياق اللجوء في المنطقة العربية" والتي أقرتها القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في بيروت بلبنان عام 2019.
وأضافت أنه تم إرفاق خطة عمل إقليمية بها تحدد الخطوات اللازمة على المستوى الإقليمي، مع تشجيع الدول الأعضاء على وضع خطط عمل وطنية، موضحة أن خطة العمل أوصت بعدد من المؤشرات على المستويين الوطني والإقليمي، وتنفيذ أنشطة رئيسية لضمان دمج قضايا حماية الطفل في أنظمة التعليم والصحة الوطنية، بالإضافة إلى تقديم خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي. وعليه، ستعمل جامعة الدول العربية مع الشركاء والدول الأعضاء على تمديد الإطار الزمني للاستراتيجية العربية لدعم تنفيذها بفعالية.
وأوضحت أن اجتماع اليوم يكتسب أهمية خاصة لأنه يهدف إلى مراجعة ما تم إنجازه على المستوى الوطني منذ اعتماد الاستراتيجية وخطة العمل المرفقة بها، بالإضافة إلى الحصول على معلومات دقيقة عن التحديات التي تواجه الدول الأعضاء فيما يتعلق بالتنفيذ، ومراجعة التدابير الحالية أو المخطط لها لآليات الوقاية والاستجابة لحماية الطفل.
وأعربت عن أملها في أن تسفر المناقشات والعروض خلال اليوم عن بلورة رؤى جديدة وتحديد خطوات ملموسة من قبل الجهات المعنية على المستوى الوطني، حول تنفيذ الاستراتيجية وخطة العمل المرفقة بها، والتي ستمثل الوسيلة للمضي قدماً في الاستراتيجية العربية لحماية الأطفال في سياق اللجوء في المنطقة العربية وخطة العمل المرفقة بها. وفي ختام كلمتها، أكدت على أنه لا يجب أن ننسى أطفال فلسطين، وخاصة أطفال غزة، الذين من المفترض أن يعيشوا في بيئة آمنة، لكنهم يجدون أنفسهم محاصرين في دوامة من الخوف والقتل والدمار، نتيجة العدوان الوحشي للجيش الإسرائيلي، الذي يحرمهم من طفولتهم الطبيعية ويؤثر عليهم بشكل كارثي. وأكدت أن معاناة أطفال غزة ليست مجرد أرقام وإحصائيات، بل هي قصص إنسانية مؤثرة تعكس ضرورة تقديم الدعم والمساعدة وإيجاد حلول دائمة لإنهاء هذه الإبادة الجماعية، حتى نتمكن من إيصال أصواتنا لهؤلاء الأطفال، ونعمل جميعاً على تحقيق العدالة والكرامة لهم ولأسرهم. من جانبها أكدت هاجر موسى مسؤولة التنسيق مع الحكومات في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في كلمتها أن الاجتماع الإقليمي حول متابعة تنفيذ الاستراتيجية العربية لحماية الطفولة في سياق اللجوء في المنطقة العربية يأتي في إطار التعاون القائم بين جامعة الدول العربية والأمم المتحدة وفي إطار الجهود المشتركة مع جامعة الدول العربية والحكومات في المنطقة العربية، مؤكدة التزامنا كشركاء نحو النهوض بقضايا الطفولة العربية واضعين نصب أعيننا خلق بيئة عربية داعمة لحماية الأطفال وخاصة الأطفال اللاجئين وغيرهم من النازحين باعتبارهم الفئة الأكثر احتياجاً. عقدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (قطاع الشؤون الاجتماعية – إدارة الأسرة والطفولة) اليوم، بالشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، “الاجتماع الإقليمي حول متابعة تنفيذ الاستراتيجية العربية لحماية الطفل في سياق اللجوء في المنطقة العربية” عبر تقنية الفيديو كونفرانس، بحضور أصحاب المصلحة الرئيسيين والمسؤولين من الدول الأعضاء، بما في ذلك المسؤولون عن حماية الطفل في وكالات الأمم المتحدة، بالإضافة إلى الممارسين وصناع القرار بشأن القضايا المتعلقة بحماية الطفل في البلدان المعنية.
وتأتي الاستراتيجية تنفيذاً للتوصية الصادرة عن الاجتماع الثاني عشر للجنة متابعة القضاء على العنف ضد الأطفال، الذي عقد بالأمانة العامة في نوفمبر 2014، والذي طلب من الأمانة الفنية (قطاع الشؤون الاجتماعية – إدارة الأسرة والطفولة) إعداد استراتيجية عربية لحماية الأطفال اللاجئين بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ويهدف الاجتماع إلى استعراض ما تم إنجازه على المستوى الوطني منذ اعتماد الاستراتيجية وخطة العمل المرفقة بها، بالإضافة إلى الحصول على معلومات دقيقة عن التحديات التي تواجه الدول الأعضاء في مجال التنفيذ. كما يسعى إلى مراجعة التدابير القائمة أو المخطط لها لآليات الوقاية والاستجابة لحماية الأطفال، والمشاركة في خطوات ملموسة والالتزام بتنفيذ نهج شامل يضم الوزارات المعنية للمضي قدماً.
لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.