"الجارديان": إبعاد الفلسطينيين وضم الأراضي هدف إسرائيل الحقيقي في شمال غزة
وقال الصحافي البريطاني بن ريف في مقال رأي بصحيفة الغارديان البريطانية: إن “هدف إسرائيل الحقيقي في شمال غزة هو إخراج الفلسطينيين وضم المنطقة”، مشيراً إلى أن المستوطنين الإسرائيليين يحلمون بالعودة إلى غزة منذ ما يقرب من 20 عاماً، و وقد تشجعهم رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة على القيام بذلك.
وأشار ريف إلى عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين الذين يضطرون إلى ترك منازلهم وملاجئهم ومستشفياتهم، يوما بعد يوم، بسبب الغارات الجوية أو نيران المدفعية أو الطائرات بدون طيار أو وصول الألوية المسلحة إلى أبوابهم، للتأكد من هدمها. أو حرق كل ما تبقى، حيث أن السكان المتبقين يتضورون جوعا، ويضطر البعض إلى العيش على الملح والماء وحدهما. ومع عدم دخول أي طعام إلى المناطق المحاصرة منذ أكثر من شهر، حذر خبراء الأمن الغذائي العالمي من احتمال قوي أن تكون المجاعة وشيكة.
وأضاف: تزعم إسرائيل أن عمليتها الحالية في شمال غزة جاءت لقمع محاولات حماس إعادة تأسيس موطئ قدم لها في المنطقة. ولا شك أن الجيش الإسرائيلي يواجه مجموعات صغيرة من مقاتلي حماس ويتكبد خسائر في هذه العملية. ومع ذلك، قال مسؤولون عسكريون إسرائيليون كبار بعد وقت قصير من بدء العملية. الحرب: كانت القيادة السياسية تدفع باتجاه هدف مختلف تماماً وهو ضم المنطقة.
وأشار ريف إلى أن شريحة متنامية من اليمين الإسرائيلي تسعى إلى ذلك "تطهير" شمال غزة من سكانها الفلسطينيين، حتى يتمكن المستوطنون الإسرائيليون من تحقيق ما حلموا به منذ “فك الارتباط” والاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة عام 2005، والذي ظلوا يطالبون به منذ الأيام الأولى للحرب الحالية: إعادة إقامة المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة، وقد أعدوا بالفعل خططاً لذلك.
وبينما تواصل إسرائيل استعداداتها لجعل ذلك أمراً واقعاً، فإن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، الذي اتسمت ولايته السابقة بالتخلي عن المواقف الأميركية والدولية التوافقية منذ فترة طويلة بشأن إسرائيل وفلسطين، قد تضع الدعم الأميركي لضم إسرائيل للأراضي الشمالية في أيدي إسرائيل. غزة على الطاولة بقوة.
وأشار الكاتب البريطاني إلى أن الضغوط الدولية فشلت منذ أكثر من عام في وضع حد للهجوم الإسرائيلي المجنون على غزة، والذي وصفه العديد من الخبراء بـ “الإبادة الجماعية”، والمحاكم الدولية غير قادرة على مواكبة المذبحة التي تشهدها غزة. على الأرض، في حين أن سلسلة من التهديدات الفارغة من واشنطن شجعت حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل وقاعدتها، الذين سيشعرون بأنهم “لا يقهرون بعد فوز ترامب”.
وفي ختام مقاله، استبعد ريف أن يتم استدراج ترامب في اتجاه مختلف أو أن تتخذ إدارة بايدن المنتهية ولايتها موقفا حاسما ضد إسرائيل في أسابيعها الأخيرة.. ولذلك فإن الأمر متروك لبقية المجتمع الدولي يتعين على المجتمع الدولي أن يفرض ضغوطاً حقيقية على إسرائيل في شكل حظر الأسلحة وعقوبات شاملة، ورغم أن الأوان قد فات بالفعل بالنسبة لأكثر من 43 ألف فلسطيني قتلوا حتى الآن في الحرب الإسرائيلية على غزة، فإن أرواحاً لا حصر لها ما زالت تعتمد على ذلك.
لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.