من نيودلهي إلى الخرطوم.. تآلف وانسجام عالمي تحت سماء حديقة السويدي

تتميز المملكة العربية السعودية بتنوع ثقافي غني يعكس تراثها التاريخي وجغرافيتها الواسعة، حيث تتشابك العادات والتقاليد وتختلف من منطقة إلى أخرى لتشكل لوحة فنية فريدة تجمع بين الأصالة والتجديد. فمن الفنون الشعبية المتنوعة والملابس التقليدية المميزة إلى المأكولات المتنوعة واللهجات المختلفة، تتناغم هذه التفاصيل لإبراز هوية ثقافية متكاملة. وفي ظل رؤية المملكة 2030، تزايدت المبادرات الثقافية والانفتاح على التبادل الثقافي، مما جعل المملكة العربية السعودية وجهة تحتفي بتنوعها الداخلي وتفتخر بتراثها. إنها قديمة وترحب بثقافات العالم، لتكون حقاً وطناً للجميع، ومن هنا كانت بداية ليالي منتزه السويدي التي تجمع ثقافات مختلفة من تسع دول ضمن مبادرة لتعزيز التواصل مع السكان تم إطلاقها تنظمه وزارة الإعلام بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه تحت شعار “تناغم عالمي”.
وكانت نقطة الانطلاق هي “أيام الهند”، حيث استقبلت الحديقة زوارها بأنشطة مبهجة أظهرت تنوع وثراء الثقافات الهندية، مما خلق جواً استثنائياً من الفرح والتفاعل. وجسد الزوار والمقيمون السعوديون، إلى جانب أفراد من الجنسية الهندية، صورة رائعة عن التناغم الحضاري بين الحضور.
وتلا ذلك “أيام الفلبين” التي أضافت رونقاً خاصاً من خلال العروض الفلبينية الحية سواء من خلال الفرق الموسيقية أو العروض البهلوانية وسط تفاعل واسع من الزوار، ثم جاءت “أيام إندونيسيا” حيث كان للطعام الإندونيسي نصيب كبير من الإعجاب وذلك بسبب ارتباط العديد من الزوار به من خلال تجربتهم للمطبخ الإندونيسي التقليدي.
ثم جاءت «أيام باكستان» التي جلبت معها أجواء التراث الباكستاني الأصيل من خلال الحرف اليدوية والمنسوجات الفاخرة، والتي حظيت باهتمام خاص من الزوار.
أما «أيام اليمن» فقد حظي بحضور كبير، حيث بدت الفنون التقليدية اليمنية واضحة، من الموسيقى الشعبية إلى الفنون الحرفية، في مشهد عكس عمق الروابط الثقافية بين المملكة واليمن، وكان الفنانون اليمنيون أبرزهم نجوم الليل من خلال تقديم الأغاني التراثية التي لاقت تفاعلاً وإعجاباً واسعاً من الجمهور.
وتوالت ليالي الحديقة مع “أيام السودان” التي حملت معها طيفاً من الألوان الثقافية السودانية الغنية، حيث استمتع الزوار بالعروض الموسيقية المميزة التي تعكس تنوع السودان من شماله إلى جنوبه، بالإضافة إلى المأكولات السودانية التقليدية التي لاقت استحساناً كبيراً من قبل الجميع، ولم تخل الليالي من إيقاعات الدالوكا. وأغاني الطمبور التي أضافت لمسة من البهجة. كما استعرض الحدث التراث السوداني في أبهى صوره، من الحرف اليدوية الفريدة إلى الأزياء التقليدية التي تعكس تنوع مناطق السودان، وسط تفاعل ملحوظ من الزوار. من جنسياتهم المختلفة.
وهكذا جمع «منتزه السويدي» تحت سماءه تجارب ثقافية متنوعة تعكس عمق الانسجام بين المواطنين والمقيمين، وتظهر جانباً من التنوع الثقافي الذي تحتضنه المملكة اليوم، ليظل هذا المشهد الثقافي النابض بالحياة يستقبل الزوار حتى نهاية شهر نوفمبر الجاري.
نُشر هذا المقال من نيودلهي إلى الخرطوم.. وئام ووحدة عالمية تحت سماء حديقة السويدي لأول مرة على هارموني.
لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.