أهم الأخبار

“فيروس HMPV في الصين.. هل نحن أمام جائحة ؟”

كتب: خالد الشربيني – السفير 

الصين، ببيئتها المزدحمة والمزيج المعقد بين الإنسان والحيوان، أصبحت أرضا خصبة لانتقال الأمراض المعدية من الحيوانات إلى البشر.

وفي الآونة الأخيرة، ظهر مرض جديد في الصين معروف بـ فيروس HMPV، مما يثير تساؤلات حول كيفية انتشاره وهل سيكون له نفس تأثيرات كورونا أو إنفلونزا الطيور أم لا.

تفشي كورونا وإنفلونزا الطيور

فيروس كورونا، الذي بدأ في سوق ووهان للمأكولات البحرية في الصين، اجتاح العالم بسرعة كبيرة ليصبح جائحة عالمية.

وتسبب كورونا في وفاة ملايين الأشخاص وأثرت بشكل كبير على الاقتصاد العالمي.

وفي نهاية تسعينيات القرن الماضي، كانت الصين أيضًا مركزًا لتفشي إنفلونزا الطيور بعد ظهور اول إصابة بشرية في هونج كونج، وهو مرض معدي يسبب تهديدًا كبيرًا للصحة العامة، خاصة في قطاع الدواجن، وهو ما خلق قلقًا من إمكانية انتقال المرض إلى البشر.

تطورات الفيروس الجديد

في الفترة الأخيرة، أثار انتشار فيروس جديد الهلع في الصين بعد زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بالتهاب الرئة HMPV خاصة عقب خمس سنوات من تفشي جائحة كوفيد-19.

وانتشر (HMPV) في عدة أجزاء من البلاد، لاسيما في المقاطعة الشمالية ما دفع السلطات للاستنفار. كما طالت الزيادة الكبيرة في حالات الإصابة الأطفال دون سن 14 عامًا.

فيما ذكرت الحكومة الصينية، أنه لا يوجد لقاح مضاد للفيروس شديد العدوى، مبينة أن العلاج يكون عبر الرعاية الطبية فقط لذلك تم حث الناس على ارتداء الأقنعة وتجنب الحشود. يشبه فيروس HMPV الأنفلونزا، ويسبب أعراضًا مثل السعال والحمى والصفير واحتقان الأنف. لكنه يمكن أن يتطور المرض إلى التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي، خاصة في الفئات المعرضة للخطر.

 

ما هو HMPV؟

فيروس HMPV هو فيروس تنفسي يُسبب أعراضًا مشابهة لنزلات البرد والإنفلونزا الشائعة. عادةً ما تكون أعراضه خفيفة وتشمل السعال، الحمى، احتقان الأنف، والتعب. ومع ذلك، في بعض الحالات الشديدة، قد يؤدي إلى مضاعفات مثل التهاب الرئوي، خاصة بين الفئات الضعيفة مثل الأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي ضعف المناعة.

تم التعرف على الفيروس لأول مرة في عام 2001، وهو يُنتقل بشكل رئيسي عبر الرذاذ التنفسي من السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة بالفيروس. يمكن أن يُسبب الفيروس التهابات في الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، وقد يؤدي في الحالات الشديدة إلى أمراض تهدد الحياة مثل التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي.

 

في الآونة الأخيرة، تم رصد زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بفيروس HMPV في الصين، خاصة بين الأطفال دون سن 14 عامًا في المناطق الشمالية. وقد أرجع الخبراء هذه الزيادة إلى الظروف الموسمية مثل برودة الطقس وارتفاع النشاط داخل الأماكن المغلقة، مما يعزز انتشار الفيروسات التنفسية.

على الرغم من عدم وجود لقاح أو علاج محدد لهذا الفيروس، فإن العلاج يركز في الغالب على إدارة الأعراض مثل السعال والحمى. السلطات الصينية قد عززت المراقبة الصحية في مواجهة هذه الزيادة، كما تعمل على تطبيق إجراءات وقائية، بما في ذلك التوعية بأهمية النظافة الشخصية والابتعاد عن الاتصال المباشر مع المصابين.

على الرغم من أن الفيروس تم رصده بشكل أساسي في الصين، فقد تم الإبلاغ عن بعض الحالات في دول مجاورة مثل هونج كونج. ومع ذلك، يطمئن المسؤولون في بعض الدول مثل الهند بضرورة تجنب الذعر، حيث يُشبه HMPV الفيروسات التنفسية الأخرى التي تسبب نزلات البرد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى