ثقافة وفنون

النقش على سطوح سائلة.. ندوة في اتحاد الكتاب

كتبت: مريم جمعة
تصوير: أسامة بيومي

عقدت نقابة اتحاد الكتاب ندوة لمناقشة كتاب النقش على سطوح سائلة للكاتبة الإماراتية مريم الزرعوني مما أثار تساؤلات الحضور هل انتقل النقش من على الصلب إلى النقش على السائل؟ أدارت هذه الندوة الناقدة الأدبية د. هدى عطية أستاذة بكلية الآداب بجامعة عين شمس ورئيسة الشعبة النقدية بنقابة اتحاد الكتاب،
و د. أسامة البحيري أستاذ النقد الأدبي والبلاغة في كلية الآداب بجامعة طنطا
الناقد د. محمد عبدالله الخولي
بدأت د. هدى عطية بتعريف مفصل عن الكاتبة الإماراتية مريم الزرعوني هي شاعرة وروائية وعضو مجلس اتحاد الكتاب في الإمارات، حاصلة على بكالوريوس العلوم في تخصص الأحياء وأيضًا حاصلة على دبلوم متقدم في تصميم وإدارة المجوهرات، أيضًا هي فنانة تشكيلية.
لها عدة أعمال أدبية من أبرزها:
(تمتمات) ديوان شعري، (رسالة من هارفارد) التي حازت على جائزة العويس الإبداعي. (أبي.. الكناري الكبير) كتاب للأطفال، (النقش على سطوح سائلة) وهي مجموعة من المقالات النقدية.
وضحت د. هدى أن عنوان هذا الكتاب ليس نقش على سطوح صلبة كما هو معروف بذاتها ولكنه نقش على المساحات البينية وهي مساحات أكثر قربا من العمق الثقافي الذي يمكن أن يُتناول به هذا العمل، وتجول بنا الكاتبة في مساحات بين التراث وتأثير التراث على الغرب والمساحات متنوعة ومتنقلة بين فنون التشكيل وفنون الأدب.
ثم انتقلت د. هدى الحديث إلى د. أسامة البحيري الذي أيضًا حلل هذا العنوان بقوله أنه استوقفه حيث يجمع الدلالة العامة للمقالات، فأشاد بما أشارت له د. هدى بأنه يعبر عن الانتشار والتمدد والمساحة البينية التي تعكسها الثقافة وتختزنها هذه المقالات.
ويتابع حديثه أن مضمون هذا الكتاب يعكس التكوين الثقافي للكاتبة حيث احتوى على العديد من الثقافات المتعددة، والحضور المصري كان لافت ومتميز افتتحت به الكاتبة مقالاتها بعميد الأدب العربي طه حسين فهي تعد مسيرة لافتة وتعد نبراسا ومنارة لكل مثقف.
واختتم حديثه بأن الكتاب قدم مبدعة تقف على أرض صلبة لأن جذورها تمتد في ثقافتها العربية والمحلية والإنسانية العامة وينتظر منها المزيد من التقدم.
ثم نقلت د. هدى الحديث إلى د. محمد عبدالله الخولي الذي قال عنه: إن العنوان ينتمي إلى النظرية الأدبية بإشراقها (مقالات) فهي منذ البداية حددت الإطار الأدبي الذي ستضع فيه هذا الكتاب والنقش ثابت والسيولة متحركة وكأن الكاتبة تحاول من خلال تركيبية العنوان أن تضع القارئ بين نقيضين النقش والسيولة وبينهما السطح الذي تحاول الكاتبة ممارسة فعلين عليه مرة واحدة الفعل الأول متابعة سيولة المعاني ودلالته ثم تحاول القبض على معنى من هذه المعاني وتقوم بنقشه على هذا السطح، وهذا السطح ما هو إلا الوسيط الذي بينها وبين القارئ وهو الصفحة أو الكتاب. واختتم حديثه بأن الكاتبة في المقال الثاني عندما تعرضت بوصفها ناقدة إلى تحليل قصيدة «مع جريدة» لنزار قباني لم تقف عند حدود التحليل، ولكنها استخرجت المضمرات الاجتماعية والثقافية في الوطن العربي وتشظي الفحولة والذكورة على الجسد الأنثوي، ولذلك قالت إن هذه القصيدة في كينونتها وعموميتها هي خاضعة للمعتاد.
ووصف الكتاب بالتحفة الفنية التي أهدتها في زمن قليل ونادر.
انتقل الحديث إلى الكاتبة مريم الزرعوني التي جاوبت على تساؤلات ومداخلات الحضور، واختتمت حديثها بأبيات شعرية لها «إلى أبي» الذي أهدته إلى والدها الذي توفي قبل ثلاث سنوات:
تنحرف بي العجلات نحو الموقف قبل الأخير
أعرف أنني وصلت أتأمل كرسي أبي
في سيارته التي بجانبي
ككابوس يناور على الرحيل
الثانية بعد منتصف الليل
لا وجوه أراها أو زقزقات أطفال تجرح قلبي ولا ظلال
القطط السائبة مكسورة القلب
تقف في صف متعرج تلعق الخطى
تحك أذيالها بحاوية القمامة وتشكو عصى أمي
فأعرف أني وصلت
لم تكن تعرف المفاتيح لأبوابنا طريقا
قبل أن يخلع أبي مصاريعها ويخرج للمرة الأخيرة
كل عودة متراس تثقل به قدماي
وقسم بمحوي الأبواب من البيوت والقواميس
ولكنما صرير المفاتيح أبدا يرن كجرس كنيسة
فأعرف أنها عودة قصرية إلى الذي تعرفه الأسر في البيت
وفي ختام هذه المناقشة كُرمت الكاتبة مريم الزرعوني بشهادة تقدير من النقابة.

0a5b1622 d4ad 40f8 bc1b 2a4e99d1dc3a cd73ddaf 1fb3 4151 904e 122e58a9c64e 6f685b42 9edd 4359 85ef d87002fa3e76 430c0b5d fb27 4494 8602 46b26205c643 4e4dc3d4 d2af 4fad a3be 2aff87340eb2 73dcf681 c185 4ae6 aeb7 862d671f90e3 6b424f73 7805 41f0 905c 623c1f5f1419 eea5ac37 b2db 4c8a 821b 8465a85dee49 eabebb9e edaf 4d76 9ff6 a641f099468d e2b7321d a648 4344 ab32 38d8b6662cd8

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى