أهم الأخبار

سفير تركيا العلاقات التركية المصرية غير قابلة للكسر تنبع من التاريخ المشترك والروابط الثقافية بين البلدين

كتب رفعت عبد السميع
جاء ذلك خلال الندوة التي عقدت في ختام فعاليات معرض القاهره الدولي للكتاب والتي واكبت احتفال مصر وتركيا بمئوية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين حيث
تحدث سفير تركيا في القاهرة صالح موطلو شن حول عمق العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات وقد شارك في الندوة‏ سفير مصر السابق في أنقرة علاء الحديدي.
وقال السفير التركي إن هناك زيارات رفيعة المستوى مرتقبة هذا العام بين البلدين ومن المتوقع أن يزور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مصر.
وأضاف أن الميزة الأولى للعلاقات التركية المصرية هي أنها، بغض النظر عن سياساتها وطبيعتها وتطورها، علاقة غير قابلة للكسر تنبع من التاريخ المشترك والقرابة والروابط الثقافية بين البلدين، مؤكدا أن التاريخ المصري التركي عميق جدًا لدرجة أن مجلدات الكتب لن تكون كافية لشرح عمقه.
وأضاف أن إرادة رئيسي الدولتين تعكس المرحلة الأكثر وعياً وقوة وإستراتيجية في إطار المصالح والقيم والعلاقة التاريخية بين الشعبين. ‎
وأشار إلى أن هناك ما لا يقل عن 10 آلاف طالب مصري يدرسون حاليًا في تركيا. ‎ كما لفت إلى زيارة وزير السياحة والآثار المصري إلى تركيا، موضحا إعادة 152 قطعة أثرية مصرية بحفل رسمي وفي نفس الوقت وتوقيع اتفاقية تعاون.
وحول إمكانية تعزيز العلاقات الثقافية والاقتصادية والتعليمية بين مصر وتركيا، قال السفير صالح مطلو شن هناك بالفعل إمكانات كبيرة في التعليم وهناك أكثر من 10 آلاف طالب مصري في تركيا. وقال إن هناك رغبة لزيادة المنح الحكومية المخصصة لمصر إلى 500 منحة من 100-120.
وأشار إلى مناقشات بين الجانبين لإنشاء جامعة تركية مصرية في مصر. كما أن جامعة الزقازيق لديها مشروع لإنشاء كلية تركية للعلوم والتكنولوجيا.‎ وأعرب عن أمنيته أن تصبح مصر وجهة رئيسية للطلاب الأتراك لدراسة العلوم العربية والإسلامية، كما كانت في الماضي، مؤكدا أن مصر هي العاصمة الثقافية والتعليمية للعالم العربي.
وتحدث السفير عن الثقافة المصرية قائلا: أحيينا ذكرى وفاة ام كلثوم قبل يومين. وأم كلثوم هي أعظم فنانة أنتجها العالم العربي والإسلامي على مستوى العالم. عندما تقول “أم كلثوم” فإن الجميع في تركيا يظهرون احتراما كبيرا. وعمر الشريف، فنان سينمائي عالمي، جاء من مصر
وأضاف أن نجيب محفوظ هو أول كاتب وروائي يحصل على جائزة نوبل في الأدب في العالمين العربي والإسلامي. ‎
أيضا في بداية القرن العشرين تأثرت الموسيقى التركية العثمانية من حيث المقام والنوتة الموسيقية بالموسيقى المصرية.
وحول حجم الاستثمار والتجارة المتبادلة بين البلدين، قال السفير صالح موطلو شن: يشكل الاقتصاد والتجارة البعد الأقوى في العلاقات المصرية المعاصرة الحالية ومن ثم فإن نهجنا في التجارة الاقتصادية هو الاتحاد والنمو معًا.
وأضاف أن هناك بالفعل أرضية لذلك إذ تم إبرام اتفاقية التجارة الحرة اثناء تواجدالسفير هناك على هذا الأساس. لذلك، وعلى أساس اتفاقية التجارة الحرة لدينا أفق واسع جدًا في مجالات التجارة والاستثمار والتمويل والتكنولوجيا، أي الصناعة والمشتريات التكنولوجية والمتعلقة بالصناعة.
وعلى صعيد الاستثمارات، أضاف السفير أن بلاده تتطلع إلى تحقيق حجم التجارة بمقدار 10 مليارات دولار هذا العام. ونتوقع أن يصل حجم التجارة إلى 15 مليار دولار خلال أربع أو خمس سنوات، و20 مليار دولار على الأقل خلال عشر سنوات.
أعتقد أن إجمالي حجم الاستثمارات التركية في مصر سيتجاوز 5 مليارات دولار خلال 5 سنوات. هذه حقيقة رياضية، وأعتقد أنها ستتجاوز بسهولة 10 مليارات دولار خلال 10 سنوات. ‎
وقال السفير إن الاستثمارات التركية في مصر تتركز في القطاعات التي تعتمد على العمالة الكثيفة وليس الاستثمار في الآلات. ويعمل مستثمرونا حاليًا على توظيف 100 ألف شخص في مصر. نحن نركز استثماراتنا على القطاعات التي تخلق فرص العمل.
وأكد أن مصر لديها القدرة على إنتاج القطن في المنسوجات. هناك مستقبل مستقر مع تركيا في مجال المنسوجات. ‎
وأكد السفير التركي أنه لا يري نفسه غريبا في مصر، قائلا: وبعد مرور عامين ونصف، أستطيع أن أقول الآن أنني أصبحت أيضًا مصريًا تركياً. لأني عندما أنظر إلى الشعب المصري، لا أستطيع أن أراه كأجانب، لا أستطيع أن أفعل ذلك.
وقال السفير إن هناك معهد يونس أمره الثقافي في القاهرة ومن بين كافة دول العالم، تأتي مصر في المرتبة الأولى من حيث الاهتمام باللغة التركية. معظم الطلاب المتواجدين على الإنترنت وطلاب الجامعات هم من مصر. نحن نتحدث حاليًا مع وزارة الخارجية. نريد أن نفتح فرعًا لمعهد يونس أمره في الإسكندرية. ‎
وحول وجود تعاون في مجال الدراما والمسلسلات، قال السفير صالح موطلو شن: المسلسلات التلفزيونية التركية تحظى بشعبية كبيرة في مصر بسبب هذا القرب الثقافي والاجتماعي. أنا وزوجتي نشاهد لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات في الأسبوع، ونتحدث عنه، ونتناقش فيه. وأصدقاؤنا المصريون يفعلون الشيء نفسه. هذه المشاكل الاجتماعية والمغامرات والقيم الشخصية تجذب الانتباه لأنها متشابهة. ‎
وتتمتع مصر أيضًا بصناعة سينمائية قوية للغاية، وصناعة مسلسلات تلفزيونية، وفنانين موهوبين وشركات إنتاج. لقد التقيت بالعديد منهم، وما زلت ألتقي بهم انشأ تواصل بينهم وبين المنتجين الاتراك.

وحول المكان المفضل للسفير للذهاب إليه في مصر ووجبته المصرية المفضلة قال السفير إن مكانه المفضل للذهاب إليه هو العريش. لأن الناس هناك طيبون ودافئون. من المستحيل ألا تشعر بذلك. أناس متعاطفون للغاية. الطقس جميل جداً. تتمتع العريش بهواء نظيف للغاية. تتمتع بأجواء رائعة. والأسماك جميلة جداً. لقد أصبحت صديقًا للمطعم هناك. وأصبحت أيضًا صديقًا للميناء. لقد تعرفت أيضًا على أصدقاء في الفندق. هناك مقاهي. على سبيل المثال،
وقال إن الاكلة المفضلة هي الفول لذا إذا أحضرت لي فولً كل يوم لتناول الإفطار أتناوله مع العيش.

وبسؤاله كيف يصف مصر في ثلاث كلمات ، قال السفير : أولاً التاريخ؛ التاريخ يعني مصر. الثاني هو الشرف والفخر. إن الأمة المصرية أمة فخورة جدًا. لأن مصر هي الأمة التي حملت القضية الفلسطينية بدمائها طيلة القرن الماضي. ومصر أمة حققت وحدتها الوطنية على أكمل وجه تحت مظلة الهوية المصرية. ‎
الميزة الثالثة هي رأس المال البشري. وما أقصده هو أن مصر تعد اليوم من الدول التي تمتلك أكبر رأس مال بشري في العالم. وتتمتع مصر بمجموعة غنية من المواهب.
ومن جانبه قال السفير علاء إن مصر وتركيا ساهمتا في إرساء القانون الدولي. و مرت العلاقات في القرن الماضي بمراحل عديدة، لكن الأمر الأكثر لفتاً للانتباه هو أن العلاقات بين الشعوب ظلت بعيدة عن الأوضاع السياسية. وقال إنه أثناء وجوده في تركيا، لم يشعر أبدًا أنه كان في الغربة. وينعكس هذا على العلاقات السياسية والتجارية على حد سواء. نقل العديد من رجال الأعمال الأتراك، وخاصة في قطاع المنسوجات، مصانعهم إلى مصر. ‎

وأكد السفير أن هناك تاريخ مشترك بين البلدين، بخلاف هذا يوجد الأرشيف التركي والاقتصاد والتعليم والثقافة. كما أن هناك العديد من القواسم المشتركة بين الشعبين. ولم يشعر الكثير من رجال الأعمال الأتراك أنهم في الغربة عندما جاءوا إلى مصر، بل إن بعضهم تزوج من مصريين.
وعلق السفير على زيارة وزير الخارجية بدر عبد العاطي قبل أيام إلى تركيا، حيث التقى بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأعتبر أن الزيارة في ظل التطورات في المنطقة تشير إلى أن مصر تولي أهمية للاستماع إلى أنقرة، وأنقرة تولي أهمية للاستماع إلى مصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى