أهم الأخبار

السفير محمد حسين سلطاني ايران في ظل العقوبات حققت إنجازات وندعم جهود مصر وقطر لتحقيق الاستقرار ومنع تهجير الفلسطينيين من اراضيهم

كتب رفعت عبد السميع
سعادة السفير محمد حسين سلطاني رئيس مكتب رعاية مصالح الجمهورية الإيرانية بالقاهرة في احتفالية رائعة بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لليوم الوطني للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بداية كلمته قال
أطيب تحياتي و تمنياتي للحضور الكريم و تحية خاصة إلى سعادة السفير “أحمد شاهين” نائب وزير خارجية مصرللشئون الآسيوية ، وسعادة الدكتور “عمرو موسى” وزير الخارجية الأسبق ، ومسؤولي وزارة الخارجية المصرية الموقرون ، والسفراء المحترمون، والشخصيات السياسية والاجتماعية الكريمة، وأود أن أعرب عن عميق امتناني للإعلاميين و أستاذة الجامعة الحاضريين ، والإيرانيين المقيمين بجمهورية مصر العربية ، والجمهور الكريم الذي شرفني بحضوره ملبيا دعوتنا وشرفنا بالحضور إلى حفل الذكرى السادسة والأربعين لليوم الوطني للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

أود في البداية أن أهنئ السفراء الكرام، وكل الأخوة المسيحيين حول العالم بالعام الجديد 2025 وميلاد النبي عيسى ثاني رسول إلهي للعالم ، وأعبر عن أملي في أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم ، أملين أن يشهد العام الجديد إرساءاً للسلام والهدوء والأمن ونهاية الأزمات والحروب المستمرة.

في الوقت الذي نحتفل فيه بذكرى الثورة الإسلامية، والتي تمكنت فيها الأمة الإيرانية من الإطاحة بنظام الشاه التابع ونيل الاستقلال والحرية في (1978) ، نجد إن إيران اليوم قد حققت إنجازات لا حصر لها في مختلف المجالات العلمية والتكنولوجية. والفضاء والمجالات العسكرية ، حيث تحتل إيران اليوم المرتبة الرابعة في العالم في مجال تكنولوجيا النانو، كما أنه قد تم اطلاق ثلاثة أقمار صناعية في مدار الأرض باستخدام مركبات الإطلاق المصنعة محليًا.

هناك 2183 جامعة في إيران في كافة التخصصات فمنها الطبي والهندسي والتكنولوجي وكذلك العلوم الإنسانية ، 85 منها مصنفة طبقا لتصنيف تايمز للتعليم العالي، ويدرس فيها حالياً 3.2 مليون طالب وطالبة، كما تحتل إيران المرتبة 15 عالمياً بـ 78 ألف منتج سنويا.

ويجدر الإشارة بأن هذه التطورات قد تحققت في ظل العقوبات البالغة الصعوبة و القمعية علي الدولة الإيرانية والتي تواجه تلك العقوبات منذ 45 عامًا. ومع ذلك، لم تتمكن هذه القيود من إعاقة تقدم الجمهورية الإسلامية الإيرانية. بل على العكس من ذلك، تسببت العقوبات في اعتماد الأمة الإيرانية، وخاصة جيل الشباب، على نفسه و على استقلاليتهم وقدراتهم. نعتقد أننا اليوم نستطيع أن نقول “أننا نستطيع”.

ولا ينبغي أن ننسي دور المرأه الإيرانية في تحقيق هذه النجاحات فبعد الثورة الإسلامية الإيرانية أصبحت المرأة الإيرانية تتمع بكثير من الحقوق والإمكانيات فهي تشكل النسبة الأعلى في التعليم سواء على صعيد التدريس أو الدراسة حيث تبلغ نسبة طالبات الجامعات أكثر من 60 بالمئة من طلبة الجامعات وتتسلم أيضا مناصب مختلفة في المراكز الصحية كثيرًا فهي ذات حضور فعال في جميع مؤسسات الدولة ، وتتساوى حقوق المرأة والرجل أمام القانون دستوريا وفقا للتعاليم الإسلامية.

کما تساهم المرأة الإيرانية في الحياة السياسية بدور حيوي وفعال فهي تشغل مناصب عالية وحساسة في الدولة كمنصب نائب رئيس الجمهورية في الشؤون القانونية، ونائب أمور المرأة والأسرة، ونائب رئيس الجمهورية ورئيس مؤسسة الحفاظ على البيئة، ووزير للصحة ومنصب نائب رئيس الجمهورية لشؤون العلوم والتكنولوجيا ومنصب محافظ مدينة.
إن الجهود والإجراءات التي تبذل اليوم في القارتين الآسيوية والأفريقية تهدف في الواقع إلى إعادة وإحياء الازدهار العلمي وإرساء فنون التقنيات والاكتشافات الجديدة ، حیث تم تشكيل مجموعة البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون ومجموعات أخرى من أجل خلق هيكل اقتصادي جديد وتنسيق لخلق الاستقلال المالي والنقدي للدول الآسيوية والأفريقية في القارتين الكبيرتين والغنيتين. كما أن التوقيع الأخير على اتفاقية شاملة واستراتيجيّة بين إيران و روسيا، يعدّ أيضاً أحد الإجراءات التي من شأنها إبراز قدرات الدول الإقليميّة.

ولا شك أن سر تحقيق هذا النجاح يتطلب التعاون والتقارب بين دول المنطقة و القارة. وقد اتخذت إيران ومصر مؤخرا خطوات مهمة في هذا الصدد، وفي الوقت الذي تطبع فيه العديد من العلاقات بين دول المنطقة، نری أن العلاقات بين طهران والقاهرة أتخذت طريقا إيجابيا. حيث كان اللقاء الأخير بين رئيسي البلدين في القمة الاقتصادية لمجموعة الدول الثماني النامية في القاهرة اجتماعاً مهماً وفعالاً، وخلص مسؤولون من البلدين إلى أن قدرات إيران ومصر يمكن أن تساهم في ديناميكية ونمو العلاقات الثنائية.، وكذلك إرساء السلام والأمن وحل الأزمات.

لقد حان الوقت لإنهاء إثارة الحروب وإثارة التوترات ، والتي يعتبر الكيان الصهيوني السبب الرئيسي لهذه الأزمات في الشرق الأوسط وإن الشعب الفلسطيني، باعتباره قضية ذات أولوية بالنسبة للمنطقة والعالم الإسلامي، والذي يكافح منذ 77 عاماً من أجل نيل حقوقه المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ورفع الاحتلال عن الأراضي الفلسطينية. و نحن هنا نهنئ الشعب الفلسطيني والمقاومة الشريفة بالانتصار الأخير في حرب غزة خلال 15 شهراً.
ومنذ بداية أزمة غزة وحتى الآن، دعمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مواقف وجهود مصر وقطرالشقيقتين لتحقيق وقف إطلاق النار ومنع الإبادة الجماعية وكذلك تهجير الفلسطنيين من أراضيهم ، واستمرت في الإصرار على تنفيذ خطة الاستفتاء كخطة مشروعة وديمقراطية تجنباً للتطهير العرقي وعودة التوتر والحرب لا شك أن استمرار جرائم نتنياهو في الضفة الغربية بعد كل هذه الجرائم والقتل والدمار في غزة ينبع من طبيعة هذا النظام الوحشية التي يدينها حتى أتباع الديانة اليهودية، وهذا النظام يتجاوز كل القوانين والقرارات والأعراف التي تحكم الأمم تحت الاحتلال وبمشاركة وتأييد أمريكية.

إن ما حدث مؤخراً في الشرق الأوسط لا يمكن أن يكون القصة الكاملة للمنطقة ، فتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة لن يتحقق بإزالة قبح التنازلات مع النظام الصهيوني أو بتغيير الأنظمة.
ونود التأكيد علي أننا نؤيد وحدة سوريا وسلامة أراضيها وتشكيل حكومة شاملة بمشاركة كل القبائل والمجموعات و المحافظة علي حقوق الأقليات.

وفي النهاية لا شك أن ثمار صمود الشعب الفلسطيني التي أصبحت اليوم نموذجاً يحتذى به لدول العالم لن تذهب سدى، ولابد من محاكمة مجرمي الحرب على كل هذه الجرائم.وسفك الدماء. وعلى أمل بناء عالم يسوده العدل والمساواة والسلام والتعايش السلمي، أحيي مرة أخرى حضور كل الحاضرين في هذا الحفل.
} مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}
صدق الله العظیم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى