“سفيرإكس” – نافذة جديدة لاستكشاف نشأة الكون وأسرار الحياة.. إطلاق تلسكوب “سفيرإكس” لاستكشاف الكون

كتبت: لمياء الشربيني
أطلقت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) تلسكوب “سفيرإكس”، وهو مشروع طموح يعتمد على تقنية التحليل الطيفي للأشعة تحت الحمراء. تمتد مهمته عامين، ويهدف إلى رسم خريطة غير مسبوقة للسماء، وتحليل مكونات مئات الملايين من المجرات والنجوم، مما يساعد العلماء في دراسة أصول الكون وتطور المجرات والعناصر الأساسية للحياة في الفضاء.
رحلة “سفيرإكس” من الفكرة إلى الإطلاق
بدأت فكرة “سفيرإكس” عام 2014 ضمن معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، ورغم رفضها في البداية، حصلت على الموافقة عام 2019 بميزانية تقدر بنحو 488 مليون دولار. وفي 2025، وصل التلسكوب إلى مراحله النهائية وأصبح جاهزًا للانطلاق بعد سلسلة من الاختبارات الدقيقة.
التصميم المتطور للتلسكوب
يتميز “سفيرإكس” بتصميم مخروطي مبتكر، وحجم صغير بطول 3.2 أمتار، مما يجعله أصغر من العديد من التلسكوبات الفضائية. يعمل في بيئة شديدة البرودة تصل إلى -210 درجات مئوية، ويعتمد على نظام تبريد غير نشط، مما يتيح له مراقبة الأجسام الباهتة بفعالية. كما زُود بثلاث دروع تعكس الضوء تحت الأحمر للحفاظ على برودته ومنع الإشعاع الزائد.
الانطلاق والمهمة
كان من المقرر إطلاق التلسكوب في 27 فبراير 2025 من قاعدة فاندنبرغ الفضائية بكاليفورنيا على متن صاروخ “سبيس إكس فالكون 9”، لكنه تأجل لاستكمال الفحوصات. وأعلنت ناسا انطلاقه رسميًا في 11 مارس 2025 ليبدأ مهمته الفريدة في استكشاف أسرار الكون.
أهداف “سفيرإكس” العلمية
• استكشاف نشأة الكون: رسم خريطة لأكثر من 450 مليون مجرة لفهم مراحل تطور الكون بعد الانفجار العظيم.
• دراسة التوهج الكوني: تحليل الضوء المتراكم عبر الزمن لقياس إشعاع المجرات البعيدة.
• البحث عن مقومات الحياة: رصد المياه والجزيئات العضوية في السحب الكونية الكثيفة حيث تتشكل النجوم والكواكب.
• فهم التضخم الكوني: دراسة توسع الكون السريع بعد الانفجار العظيم من خلال توزيع المجرات.
• إنشاء خريطة طيفية شاملة: التقاط البيانات في 102 طول موجي مختلف ضمن نطاق الأشعة تحت الحمراء، مما يتيح تحديد المكونات الكيميائية للمجرات والنجوم.
آلية العمل المتطورة
يعمل “سفيرإكس” بتقنية طيفية تفكك الضوء تحت الأحمر إلى ألوان مختلفة، مما يتيح للعلماء تحليل خصائص الأجسام السماوية، مثل التركيب الكيميائي والحرارة والكثافة والحركة. كما أنه يمسح السماء بالكامل كل 6 أشهر، ليقدم بيانات دقيقة عن الكون وتطور مجراته.
يُعد “سفيرإكس” خطوة جديدة نحو فهم أعمق لأسرار الكون، مما قد يغير نظرتنا لنشأة الحياة والفضاء الكوني الممتد.