الرئيس الصيني يتفقد مقاطعة يوننان ويدعو إلى فتح آفاق جديدة للتنمية

فوزي مرسي
أكد شي جين بينغ الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرئيس الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، خلال جولته التفقدية في مقاطعة يوننان بجنوب غربي الصين مؤخرا أنه يجب على مقاطعة يوننان التطبيق الجدي للترتيبات الإستراتيجية الصادرة من جانب اللجنة المركزية للحزب حول دفع التنمية الكبرى في المناطق الغربية للبلاد وتنمية الحزام الاقتصادي لنهر اليانغتسي، وتطبيق الفكر التنموي الجديد بشكل كامل ودقيق وشامل، والتمسك بمبدأ العمل العام المتمثل في إحراز التقدم مع الحفاظ على الاستقرار، وتركيز الجهود على دفع التنمية عالية الجودة، وتحرير الأفكار وتعزيز الإصلاح والابتكار، وتكثيف الجهود لإحراز التقدم وأخذ زمام المبادرة في القيام بالعمل الجاد، بغية فتح آفاق جديدة في تنمية المقاطعة في عملية التحديث الصيني النمط.
وفي يومي 19 و20 مارس الجاري، زار شي مدينة ليجيانغ وحاضرة المقاطعة كونمينغ على التوالي، برفقة وانغ نينغ أمين لجنة الحزب بمقاطعة يوننان و وانغ يوي بوه حاكم المقاطعة، للقيام بجولة تفقدية.
وبعد ظهر يوم 19 مارس، زار شي منطقة صناعية حديثة للزهور في مدينة ليجيانغ. وفي قاعة العرض، فحص شي معروضات من الورود وزنابق الكالا النضرة، واستمع إلى عرض حول تطور صناعة الزهور في يوننان. وفي منطقة زراعة الورود، اطلع شي على تقنية الزراعة بدون تربة في الدفيئات الذكية، وتبادل حديثا وديا مع القرويين والفنيين العاملين في الموقع. كما زار شي خط الإنتاج لفرز وتغليف الورود، وتفقد العملية بأكملها من الاختيار والفرز إلى التغليف والشحن، وأشاد بنظام اللوجستيات الفعال الذي يضمن تصدير الزهور النضرة في الوقت المناسب إلى الأسواق المستهدفة. وأشار شي إلى أن صناعة الزهور في يوننان تحتضن آفاقا واسعة حيث ينبغي الانطلاق من السلسلة الصناعية بأكملها ومواصلة تنمية الصناعة بشكل عميق ودقيق في مجالات تربية البذور والزراعة والتسويق حتى تتحول “الصناعة الجميلة” إلى صناعة تجلب السعادة والفوائد للسكان المحليين.
وقد أدرجت البلدة القديمة بمدينة ليجيانغ والتي يعود تاريخها لأكثر من 800 سنة، في قائمة التراث الثقافي العالمي. واستقبلت البلدة القديمة تدفقات السياح بعد تساقط ثلوج ربيعية مؤخرا. وزار شي البلدة وتعرف بدقة على تاريخ بنائها وميزات المستوطنات المحلية لقومية ناشي وأحوال الحماية والاستخدام للتراث الثقافي المحلي والتنمية المنسقة بين السياحة والثقافة وغير ذلك. وشعر السكان المحليون والسياح بسعادة غامرة لرؤية شي واستقبلوه بحرارة وقدموا بعض الرقصات والأغاني للترحيب به. وتبادل شي أطراف الحديث مع الجميع وتعرف على أوضاع تشغيل المحلات التجارية وشعور السياح. كما طلب من السلطات المحلية التعامل بشكل جيد بين الحماية والتنمية لتتوهج البلدة القديمة الجميلة بحلّة جديدة جميلة.
وفي قصر مكتب الإدارة لأسرة مو في البلدة القديمة، حيث كان يتم تسجيل تاريخ التبادلات والتواصل بين مختلف القوميات في جنوب غربي البلاد، تفقد شي المباني الرئيسية في داخل القصر وزار معرض منجزات البحوث لثقافة دونغبا لقومية ناشي، وأكد على ضرورة الحماية والاستخدام الجيدين للمواقع الثقافية المهمة مثل قصر مكتب الإدارة لأسرة مو، وحماية وتوريث الثقافة التقليدية الصينية المميزة، وترسيخ الوعي بين الجمهور من كافة القوميات بأن الأمة الصينية هي رابطة مصير مشترك.
وعند مغادرة الأمين العام، تجمع عدد كبير من السكان والسياح حوله لتوديعه. وقال شي للجميع إن مدينة ليجيانغ تتمتع بمناظر خلابة وثقافة مميزة وشهرة عالية وأن بإمكانها شق طريق سليم ومستدام لتنمية السياحة الثقافية، وتمنى لأهالي المدينة أن يعيشوا حياة تتمتع بالسعادة والصحة والانسجام والمستقبل الجميل مثل لقب “خه”، أحد ألقاب قومية ناشي، الذي يعني الانسجام.
وفي صباح يوم 20 مارس، استمع شي إلى تقارير عمل لجنة الحزب والحكومة في مقاطعة يوننان وأعرب عن تقديره للإنجازات التي حققتها يوننان وطرح طلبات للعمل في الخطوة التالية.
وأشار شي إلى أن المضي قدما في تحقيق التحول في الصناعات والارتقاء بمستواها يعتبر عملا رئيسيا للتنمية العالية الجودة. ويختلف كل مكان عن الآخر من حيث هبات الموارد والظروف الأساسية ولا بد لكل مكان الانطلاق من واقعه والالتزام بقانون الاقتصاد وإبراز ميزاته للقيام بعمل جيد ذي صلة بتحقيق التحول في الصناعات والارتقاء بمستواها. وبالنسبة إلى يوننان، يجب عليها أن تأخذ الابتكار العلمي والتكنولوجي كقوة دافعة لتعزيز الصناعات القائمة على الموارد وتحسينها وتوسيعها، وتنمية الصناعات الناشئة الإستراتيجية وصناعات المستقبل بنشاط. وينبغي لها تسريع تنمية الزراعة المميزة التي تتسم بها المناطق الهضبية ودفع صناعة السياحة الثقافية وزيادة الناتج الصناعي ورفع كفاءة الشركات وتعزيز دخول الجماهير. ويتعين عليها أن تستكشف بنشاط آلية لتقاسم المنافع وتوطين الصناعات المنقولة من مناطق أخرى بطريقة منظمة.
وأكد شي على أن يوننان تتمتع بظروف مميزة جغرافيا ولا بد لها دفع الانفتاح العالي الجودة لبنائها كمركز للانفتاح على جنوبي آسيا وجنوب شرقيها. من الضروري بناء مناطق تجارة حرة تجريبية بجودة عالية، وتعزيز بناء ممرات كبيرة للنقل والخدمات اللوجستية والطاقة والمعلومات الرقمية، وجعل المنصات المفتوحة المختلفة نقاط نمو للتنمية الاقتصادية. ومن الضروري توسيع التبادلات والتعاون مع الدول المجاورة في مجالات الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا والمواهب والطب والثقافة وغيرها، بحيث يمكن جعل ثمار البناء المشترك العالي الجودة لـ”الحزام والطريق” ملموسة بشكل أكبر.
وأشار شي إلى أن يوننان تتمتع بالمكانة الإيكولوجية المهمة، وأن من الضروري اتباع مسار التنمية الخضراء بثبات الذي يعطي الأولوية للحفاظ على البيئة الإيكولوجية لتعزيز بناء حاجز الأمن الإيكولوجي في جنوب غربي البلاد. ومن الضروري تحسين نظام المحميات الطبيعية مع اعتبار الحدائق الوطنية ركيزة أساسية لهذا النظام، وتعزيز حماية واستعادة النظام الإيكولوجي، ومواصلة تنفيذ الإدارة الشاملة للتصحر الصخري وتآكل التربة ومستجمعات المياه الصغيرة. ومن الضروري تعزيز التواصل بين التحكم في استخدام الفضاء الإقليمي وإدارة البيئة الإيكولوجية بحسب المناطق، وتعزيز بجدية منع التلوث ومكافحته في المجالات الرئيسية والإدارة الإيكولوجية للبحيرات الرئيسية.
وشدد شي على أن يوننان بها العديد من القوميات، ومن الضروري تعزيز حوكمة المناطق الحدودية التي تضم أعدادا كبيرة من أبناء الأقليات الإثنية، وتوسيع مسار الممارسة مع الاندماج الشامل لجميع القوميات، ومواصلة تعزيز العمل للنهوض بالمناطق الحدودية وإثراء الناس في العصر الجديد، والحفاظ بجدية على تضامن القوميات واستقرار الحدود.
وأشار شي إلى أن قيادة الحزب هي الضمان الأساسي لتطوير القضية وأن أحد الجوانب المهمة للحكم على ما إذا كان مستوى قيادة الحزب وبنائه في منطقة ما مرتفعا أم لا يتمثل في معرفة ما إذا كانت البيئة السياسية جيدة أم لا. ويجب على الكوادر من كافة المستويات أن تأخذ على عاتقها مسؤولية حوكمة الحزب، مع الالتزام بالنزاهة في الأنماط الإدارية والعدالة في معالجة القضايا، حيث تسهم ممارساتهم النموذجية في تعزيز تنقية البيئة السياسية باستمرار. ويتعين على المنظمات الحزبية على كافة المستويات تعزيز نظام التثقيف والإشراف لأعضاء الحزب وكوادره، مع الاضطلاع بأعمال التفتيش والمحاسبة الصارمة للمخالفين للوائح الانضباطية، مما يضمن اجتثاث كافة أشكال السلوك السيئ. وخططت اللجنة المركزية للحزب لإطلاق حملة دراسة وتثقيف شاملة لتعميق تنفيذ روح قاعدة النقاط الثماني لتحسين السلوك الصادرة عن اللجنة المركزية للحزب في الحزب بأكمله. ويتعين على المنظمات الحزبية على كافة مستوياتها والجموع الغفيرة من أعضاء الحزب والكوادر تعزيز الوعي بمسؤولياتهم واستعجال حملة الدراسة والتثقيف، مع ربطها بواقع الحوكمة الذاتية الشاملة والصارمة للحزب، وربط هذه الجهود بالممارسات العملية لتحسين السلوك في مناطقهم وإداراتهم وقطاعاتهم خلال السنوات الماضية. ويجب استيعاب الروح الجوهرية لقاعدة النقاط الثماني واللوائح التفصيلية لتنفيذها، مع إتقان كافة اللوائح الانضباطية، لتشييد أساس فكري وسياسي متين لتشخيص المشكلات وتركيز الجهود الإصلاحية. كما يجب الدمج المتناسق بين عمليات تقويم السلوك وتشديد الانضباط وبين محاربة الفساد، لتوجيه أعضاء الحزب وكوادره نحو الالتزام التلقائي بالقواعد والانضباط مع أداء الواجبات بشجاعة.
ورافق شي في جولته التفقدية تساي تشي، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب ومدير المكتب العام للجنة المركزية للحزب، وكذلك خه لي فنغ ومسؤولون آخرون من الدوائر المركزية الحزبية والحكومية ذات الصلة.
وفي صباح يوم 20 مارس، استقبل شي بكرم قادة الوحدات العسكرية المتمركزة بمدينة كونمينغ من رتبة عقيد فما فوق، إلى جانب ممثلين من الجنود النموذجيين والعاملين المدنيين على المستوى القاعدي. وقدم شي نيابة عن اللجنة المركزية للحزب واللجنة العسكرية المركزية، تحيات صادقة إلى جميع ضباط وجنود الوحدات العسكرية المتمركزة بكونمينغ، والتقط صورة تذكارية جماعية معهم.