تجربتي مع كوفيد…
دكتور/ محمد جمعة
لم أكن متيقنا من أنني سأمر بهذا الابتلاء الذي وهبني الله اياه نعم إن أي ضرر أو نفع هو بيد الله وحده وأنا لست من المروجين لنظرية المؤامرات الفيروسية والحروب الوهمية وإنما أؤمن بأن كل ما يصيبنا هو ما كتب الله لنا ولو اجتمع اهل الأرض علي عن يضروك بشيء فلن يضروك إلا بما كتب الله عليك وإن اجتمعوا علي أن ينفعوك بشيء فلن ينفعوك بشيء إلا قد كتبه الله لك
تلك خلاصة القول والابتلاءات والاوبئة علي مر العصور فظهر الطاعون والجدري والايبولا والايدز وكلما تطور العلم تم اكتشاف اسرار جديدة وأوبئة جديدة وهذا يصب في جانب صحة الانسان رغم ما نراه من مظاهر المرض والهلع في المستشفيات والمدن علي مستوي العالم فقد اصبح الانسان البسيط يدرك خطورة النواحي الصحية وأصبح يبحث عن كل الأمور التي يمكن أن يستعين بها إذا ما قدر الله عليه الابتلاء بهذا الوباء
ومن خلال ما مررت به هذا الشهر وهو نهاية السنة ٢٠٢٠م شهر ديسمبر شعرت بتكسر شديد في العظام لدرجة الوهن العام في الجسم ثم بدأ السعال أو الكحة الجافة وهنا بدأت أدرك أن الموضوع ليس دور برد وبدأت أشرب المشروبات الساخنة الموصي بها مع استعمال المواد الطبيعية كالعسل والليمون وبعض الادوية المهدئة للسعال وكان هذا اكبر خطأ وقعت فيه حيث تم تسكين السعال قليلا ولكن بدأ الفيروس يتغلل وينطلق الي الرئة ولكن الحمد لله في اليوم الثالث قررت الذهاب الي اخصائي وتم عمل الكشف والوصفة العلاجية التي بدأت اشعر بعدها بالتحسن البسيط
وبعد اربع ايام بدأ التنفس يضيق وكان لابد من استخدام الاكسجين والبخار للمساعدة علي التنفس واستمر ذلك لمدة عشر ايام في عزل كامل بعيد عن الاسرة بالمنزل مع شرب كمية مناسبة من الماء والطعام الصحي الموصي به حتي مع فقدان الشهية لابد من الأكل لمد الجسم بالطاقة الضرورية وقياس مستوي الاكسجين في الدم كل ساعة للتأكد من عمل الرئة بالشكل السليم وهنا اشير الي عدة نقاط لابد من أن تكون أساسية عند التعامل مع هذا المرض
أ
ولا: الاجتهاد مرفوض وأخذ ادوية دون طبيب لانه يسبب مضاعفات لا يحمد عقباها
ثانيا :الالتزام بالعزل الكامل من الامور المهمة في سرعة الشفاء
ثالثا :الحالة النفسية وعدم الهلع من الاصابة من عوامل الشفاء
رابعا : عدم الارهاق وبذل مجهود زائد خلال فترة العلاج
خامسا :اتباع ارشادات طبيبك المعالج بدقة والالتزام بها
سادسا :عدم التعامل بشكل مباشر مع الابناء او الموجودين بالمنزل قدر الامكان
وما لاحظت من قصور في عدم توافر بعض الادوية البسيطة التي تنتج محليا وكذلك عدم توافر انابيب الاكسجين بالصيدليات ويجب فرض وجود عدد خمس انابيب اكسجين بكل صيدلية حتي تكون في متناول المريض والحصول عليها يصبح سهلا ومن الملاحظ ان الكثير من الادوية مبالغ في سعرها مع ضعف نتيجتها ولم أري بلد في العالم كله ليس لدية جهة لقياس فعالية الدواء بل أن هناك يوميا اعلانات تليفزيونية لأدوية وكأنها عصائر طازجة
كما ان ارتفاع اسعار التحاليل والاشعة عائق أمام فئات المجتمع الكادح وعلي الدولة اتخاذ اجراء عاجل بدعم القطاع الطبي ومنظومة التحاليل والاشعة لحماية الناس من توغل الامراض وهم غير قادرين علي كشفها
كما انني من خلال التجربة واستشارة بعض الثقات من الاطباء أصدقائي علمت ان هناك قصور كبير في المعلومات من جانب العاملين بالقطاع الطبي والصيادلة ويجب عمل ندوات ومحاضرات توعية حقيقية ببرتوكول العلاج الذي يتناسب مع حالة كل مريض ويجب ألا يجتهد الطبيب حيث الاجتهاد ربما يؤثر علي مسار العلاج اذا ما اجتهد بشكل خاطيء في تفسير شكوي المريض ولابد ان يكون قرار الطبيب صارم وجازم ومبني علي علم وثقة حيث ان معظم الكوادر الطبية مر عليها الاف الحالات خلال هذا العام المنصرم وكان لابد من عمل دراسة لآلاف الحالات لمعرفة الاعراض والاعمار وطرق العلاج لنستفيد من هذه الدراسة في وضع خطط علاجية حيث بدأت تظهر سلالة جديدة من هذا الفيروس وفي النهاية أتمني من الله أن يرفع هذا البلاء عن البلاد والعباد وعلينا جميعا توخي الحرص والحذر حفظ الله الجميع