الدكتور مصطفى عثمان يكتب كبسولات….. بناء العلاقات
كل فرد لديه علاقات (معارف _ أقارب _ زملاء _ جيران _ أصدقاء) بأعداد كبيرة ؛ لكن قد تكون في مجملها عير مرضية و لا تفي باحتياجاتك ؛ غير مرضية لأنها تفتقد إلى القوة الحقيقية لأن أصحاب هذه العلاقات يفتقدون إلى العمق ؛ بالتالي تصبح علاقات شخصية لا قيمة لها .
من الصعب على هذا النوع من العلاقات تقديم سوى رضا خافت لك ؛ لهذا سنستعير خبرة أحد مدربي الاتصال و الثقة أدوار ايزينو Eduard Ezeanu ؛ يقول هذا المدرب أن هناك طرق بسيطة لكنها فعالة لبناء علاقات هادفة :
مقابلة العديد من الأشخاص : هذه المبادرة من الطبيعي أن تلعب دورا مهما في بناء علاقات قوية ؛ يأتي ذلك لأنك بحاجة لبناء علاقات بأشخاص متنوعة ؛ فإن مقابلتك لشخص أو شخصين في العام فإن ذلك لا يتيح لك مقابلة أشخاص يتناسبوا معك في الشخصية و المصالح و القيم بشكل جيد ؛ و إنما فرصة مقابلة العديد من الأشخاص تحقق لك توسيع دائرتك الاجتماعية باستمرار ؛ من المرجح في ظل هذا التنوع أن تقابل أشخاص تتطابق معهم و يتمتع هؤلاء بإمكانيات هائلة ليصبحوا أصدقاء جيدين ؛ شركاء موثوق بهم ؛ و هذا هو الدافع من وراء مقابلة المزيد من الأشخاص .
تكلم عن الأشياء محل اهتمامك : تصبح العلاقة أقوى عندما يكتشف شخصان أنهما يؤمنان بنفس الأشياء و لديهما اهتمامات متشابهة ؛ هذه القواسم المشتركة فيما يتعلق بالقيم و المصالح هي التي تخلق أقوى أتصال عاطفي .
من الملاحظ أن الكثير من الناس يحرصون على أجراء محادثات سطحية تتضمن أشياء تافهة مثل الحديث عن الطقس أو البرامج التليفزيونية أو حياة النجوم في مجال ما ؛ لكنهم نادرا ما يتحدثون عن ما يهمهم حقا ؛ هذه الطريقة لتؤدي إلى تطوير العلاقات
تحدث عن الأشياء التي تهمك حقا و أعطى الاخرين فرصة معرفة ما تهتم و تؤمن به ؛ اذا كان الاخرين لهم نفس الاهتمام فسيخبرونك بذلك فورا ؛ بالتالي ستخلق بينكم أرض مشتركة ذات مغزى و ستشعر بالمزيد من الروابط
لا تخفى عيوبك و إخفاقاتك : الكثير من الناس يحاولون أن يأتوا بالكمال ؛ لا يحاولون أبدا أظهر عيوبهم و إخفاقاتهم و لا يذكرون أبدا أي شيء يمكن أن يحرجهم ؛ ما تعبر عنه من كمال و ما تريد أن تخفيه من عيوب و إخفاقات هو مجرد واجهة لتبدوا مثاليا أمام الناس ؛ لكنك تعلم أنك لست كذلك ؛ و الناس أيضا تعرف ذلك ؛ انت بشر ؛ و البشر لديهم عيوب .
و مع ذلك بإخفاء عيوبك فان ما تنجح فيه هو الظهور بمظهر بارد غير شخصي ؛ تبدو كأنك تمثل رخامي و لست شخصا حقيقيا ؛ و هذا يجعل من الصعب جدا بهذا المظهر الزائف الرخامي على أي شخص التواصل العاطفي معك .
يتواصل البشر مع البشر ؛ و لا يتواصل البشر مع النماذج المثالية الرخامية ؛ ضع هذه الحقيقة في اعتبارك و لا تخشى من أظهار ضعفك و انسانيتك و هذا ما يأخذ العلاقة بينك و بين الناس إلى ابعد مستوى ,
الاستقامة : الاستقامة تعنى التوافق بين الأفكار و الاقوال و الأفعال ؛ فعندما تقول ما تعتقد و تفعل ما تقول فأنت تتحلى بالاستقامة المطلوبة ؛ هذه سمة حاسمة ؛ لأنك إذا كنت تتحلى بهذه السمة يمكن للناس أن يثقوا بك ؛ هذه الثقة مصدرها صدقك ؛ عدم سطحيتك ؛ وفاءك بوعودك ؛ هذه الثقة هي إحدى الركائز الأساسية لعلاقة قوية سواء في حياتك الشخصية أو المهنية ؛ فمهم كان التحدي حاول دائما التحلي بالاستقامة و النزاهة .
كن صريحا مع الأشخاص من حولك : حتى و لو كانت الصراحة تؤذيهم في البداية ؛ المهم أن يثق الناس بك ؛ و دائما أفعل ما وعدت به ؛ و الأفضل من ذلك فكر مرتين قبل أن تعد بشيء ؛ و أعد بما تستطيع و تكون قادرا و مستعد للوفاء بما تعد .
دعم و مساندة الاخرين Be there for other : الدعامة الأساسية لبناء العلاقات القوية هي أن تعمل من أجل الاخرين ؛ فالعلاقات تقوى إذا كا بإمكاننا الاعتماد على بعضنا البعض و الحصول على الدعم و المساندة عند الحاجة سواء كان هذا الدعم في صورة كلمات رقيقة أو عمل ضخم .
بالطبع لا يكون بمقدورك أن تعمل من أجل الجميع طول الوقت ؛ قوتك و طاقتك و مواردك محدودة ؛ لكن ما يمكن فعله هو تحديد الأشخاص المهمين في حياتك ثم السعي لان تقدم لهؤلاء الدعم و المساعدة قدر الإمكان … بالتالي ستصبح علامة فارقة في حياة من تكون من أجلهم .
بهذا يكون لك القدرة على تقوية مجموعة واسعة من العلاقات و الارتقاء بهذه العلاقات إلى أقصى حد ممكن ؛ علاقاتك القوية تشعرك بمزيد من الرضا و تجعلك أكثر ارتباطا بالعالم بآسره ؛ تشعرك أن حياتك لها قيمة حقيقة و تفتح أمامك عالم من الفرص ؛ و تجعل مهمتك في هذه الحياة هي السير فقط عبر الأبواب المفتوحة .