مروى قرعوني: الإمارات أثرت في مسيرتي
حصلت الفنانة اللبنانية مروة قرعوني على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان قرطاج الدولي للمونودراما عن مسرحية “هي وهم” إخراج الدكتور مشهور مصطفى والحان الموسيقي خالد العبد الله. اللافت أن مروة قرعوني، التي ساهمت في تنشيط التمثيل الفردي منذ مسرحيتها “سقطة قهوة”، هي أيضًا مخرجة سينمائية، وقد حصلت على جوائز عن أفلامها “ذات”، و”نور من الشرق”، و” لا يهم.” وله تحضيرات وأعمال جديدة تستهدف المرأة التي قررت مروة قرعوني أن يسمع صوتها.
تحدثنا عن مسرحيتها الأخيرة ومسيرتها الفنية.
* ماذا يمكنك أن تخبرنا عن «هي وهم» الذي جاب الوطن العربي وعرض على مسرح «دبا الفجيرة» ضمن مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، وكذلك ضمن مهرجان قرطاج للمونودراما؟
“هي وهم” عمل إبداعي بكل معنى الكلمة، إخراج وسينوغرافيا الدكتور مشهور مصطفى، والحان الموسيقي للفنان خالد العبد الله، ويحكي عن نساء الوطن العربي بشكل عام، ومن لبنان على وجه الخصوص. حيث أن قوانين الأحوال الشخصية مجحفة للغاية بحق المرأة الأم والمطلقة والمعلقة والتي تتعرض للعنف اللفظي والجسدي والنفسي والتي تحرم من حضانة أطفالها في حالات الانفصال والطلاق… فهي باختصار ، لسان حال المرأة، وكلنا سعداء كفريق عمل أنها حصلت على نصيبها من العرض في أهم مهرجان المونودراما العربية في الفجيرة، ونالت تفاعل المشاهدين، وكذلك في مهرجان قرطاج العريق جداً و مهرجانات أخرى في مصر وتونس.
* لقد لعبت دور كل النساء، فكيف تمكنت من التماهى مع كل قصصهن؟
– أتماثل معهم لأن قصصهم حقيقية، حقيقية، مؤلمة، مقنعة، موجودة في مجتمعنا، وتستفزني كإنسان. تحدثت بصوت خمس نساء، كل واحدة منهن حكاية وحكاية، يجمعهن المعاناة التي رويتها، ثم الصمت الذي أثارته من خلال البطلة الرئيسية التي لعبت دورها، وجسدت ألمها من عدم كونها مطلقة لأنها زوجة. “موقوفة” وأم محرومة من أطفالها تطالب بحقها في الحضانة، مشددة على ضرورة تعديل القوانين التي عفا عليها الزمن. ونحن لسنا ضد الرجال، لأنهم أساس المجتمع، ولكننا نلفت انتباهه إلى اضطهاد المرأة، وعدم الانسياق لحرمان الأبناء من الأم، لما يتركه ذلك من آثار نفسية. إنها مدمرة.
* ماذا أضافت لك جائزة أفضل ممثلة مونودراما؟
– هذه الجائزة جعلتني أشعر بالسعادة والدعم والتحفيز؛ ولكي أواصل مسيرتي في الفن والمسرح، وفي دعم المرأة، لا شك أن هذه الجائزة لفريق العمل بأكمله، وليست لي وحدي. لأنهم جميعاً كانوا مبدعين، وكنت أنا مرآة هذا الفريق، وأظهرت آلام النساء بالصور والمناظر والأصوات من بلدي لبنان والعالم العربي.
حالة المسرح
*كيف تنظرين إلى حال المسرح اليوم؟
يشهد المسرح اللبناني حالة جديدة من التقدم، ولدينا إنتاجات جيدة لها نصيبها من النجاح المحلي والأوروبي، لكن المسرحيين اللبنانيين بحاجة إلى الدعم المالي والمعنوي لتحقيق المزيد من الإنتاجات. أما في الوطن العربي فالوضع المسرحي في ذروته، ومن خلال العرض الذي قدمته في الفجيرة لمست الاهتمام. الإمارات تدعم المسرح، وتحتضن أعمال المسرحيين. ولا شك أن دولة الإمارات لعبت دوراً إيجابياً كبيراً في مسيرتي المهنية الحالية، وحصلت على الإقامة الذهبية، الأمر الذي حفزني على العمل بسرعة.
* هل تعتقدين أن صوت المسرح يصل ويستطيع أن يغير الأحوال؟
صوت الفنون مسموع دائما، لكن للأسف صوت المسرح خافت نسبيا، ولكن لدينا إيمان وإصرار بضرورة التأثير والتغيير وسنواصل السعي لإحقاق الحق. تجدر الإشارة إلى أن الدكتور مشهور مصطفى اختار الوقت المناسب لدعم نشاط ومطالب المنظمات النسائية وجمعيات حقوق الإنسان التي تطالب بحق الأم في الحضانة. وجاءت مسرحيته دعما للأمهات ومرآة للحركة النسوية، مؤكدة بذلك أن المسرح مرآة المجتمع وأداة للتغيير ولو بعد حين.
*عرفناك كمخرجة سينمائية، واليوم تواصلين مسيرتك التمثيلية، فكيف يتم هذا التحول؟
– ليس تحولاً بقدر ما هو شغف ووسيلة للتعبير عن هواجسي. لدي شهادة في تخصصين: درست الإخراج السينمائي والتصوير الفوتوغرافي وكذلك التمثيل المسرحي والسينمائي وأحببتهما. أخرجت أفلاماً وأفلاماً وثائقية وشاركت في مهرجانات في لبنان والخارج وحصلت على عدة جوائز. ورغم ذلك بقيت شغوفة بالتمثيل. كنت أرغب في الوقوف على المسرح ومواصلة مسيرتي المهنية، ولا شك أن جائزة أفضل ممثلة ستأخذني إلى أبعد من التمثيل في الفترة المقبلة.
أعمال درامية
* هل لديك نية للوقوف أمام الكاميرا والمشاركة في أعمال درامية أم أنك مجرد ابنة المسرح؟
– المسرح يعلم الفنان الانتقائية. المسرح هو أصعب الفنون التي تعلمنا معنى التحدي والنجاح، لكن هذا لا يمنعني من الرغبة في التمثيل في السينما والتليفزيون إذا أعطيت أدوارا جيدة. أعتبر نفسي ممثلة محترفة، ولا أفرق بين الوقوف على المسرح والوقوف أمام الكاميرا، لكن الأمر يعتمد على الصدفة وشركات الإنتاج والأدوار المقدمة، وليس قدراتي التمثيلية.
* منذ 2015 وتشاركين في المهرجانات العربية. فهل حققت هذه الجولات الشهرة التي تحلم بها؟
– رغم أن السينما والشاشة تمهدان الطريق إلى الشهرة بشكل أسرع من المسرح، إلا أنني وفق اختياراتي الانتقائية تمكنت من تحقيق الشهرة في الدائرة التي أردتها، وأنا سعيدة للغاية بما أنا عليه اليوم. ومن المؤسف أنني اللبناني الوحيد مع فريق العمل الذي يقدم عروضاً في لبنان والإمارات ومصر وتونس. سوريا ودول أخرى. أتمنى أن أرى زملائي اللبنانيين في المهرجانات العربية، لأن ذلك يرفع اسم المسرح اللبناني أكثر ويؤكد حضوره.
*ما هي أعمالك الجديدة؟
– لدي تحضيرات لأعمال جديدة ومستقبلية، منها مونودراما وجماعة عربية، لكن لا أستطيع الكشف عن التفاصيل قبل أن تتبلور الأعمال بشكل كامل.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر