أهم الأخبارعاجل

بوليتيكو: إسرائيل تشكل اختبارا مبكرا ومتقلبا لحملة هاريس الرئاسية

القاهرة: «السفير»

ورأت صحيفة (بوليتيكو) الأميركية أن إسرائيل أصبحت اختبارا مبكرا ومتقلبا لحملة هاريس الرئاسية، إذ يتهم الجمهوريون كامالا هاريس باحتضان المتظاهرين المعادين للسامية، في حين يحثها التقدميون على تحدي تصرفات إسرائيل في حربها مع حماس.

 

وقالت الصحيفة – في تقرير نشرته اليوم الاثنين – إن هذا التناقض يجعل إسرائيل اختبارا مبكرا ومتقلبا لقدرة هاريس على التعامل مع قضية السياسة الخارجية الخطيرة التي تركت القادة الأميركيين في حيرة لعقود من الزمن.

 

وأضافت الصحيفة الأميركية أنه على الجانب الجمهوري، انتقدت صحيفة نيويورك بوست هاريس بسبب موقفها من هذه القضية في عناوين رئيسية صارخة وسلسلة من القصص السلبية عقب قرارها تجاهل خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس الأميركي الأربعاء الماضي.

 

في هذه الأثناء، يخطط الديمقراطيون على اليسار لكيفية استغلال نفوذهم في قضية تلقى صدى عميقا بين الكتل الانتخابية التي تريد استقطابها.

 

من جانبه، قال حاتم أبو دية، رئيس شبكة الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة والمتحدث باسم مسيرة المؤتمر الوطني الديمقراطي، في مقابلة مع بوليتيكو: “في كل مرة تحدثنا فيها خلال الأشهر الستة الماضية عن الإبادة الجماعية ومن المسؤول ومن المتواطئ ومن أيديهم ملطخة بالدماء، قلنا إن الإبادة الجماعية موجودة”. "كامالا القاتلة".

 

وقالت الصحيفة: في غضون خمسة أيام، وجدت هاريس نفسها متورطة في قضية مستعصية، وهي قضية من شأنها أن تربك أي مرشح ديمقراطي. وباعتبارها من ذوي البشرة الملونة، فقد أعربت عن دعمها المدروس للمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، مما جعلها عرضة بشكل خاص لاتهامات بمعاداة السامية من قبل الجمهوريين. ومع ذلك، سعت إلى استخدام نبرة مساومة عندما أدلت بتصريحات يوم الخميس الماضي أكدت فيها دفاعها عن إسرائيل، بينما أدانت معاملة المدنيين في غزة.

 

وفي سياق متصل، نقلت الصحيفة عن الرئيس السابق دونالد ترامب قوله أمام حشد من الناس في تجمع انتخابي يوم الأربعاء الماضي في ولاية كارولينا الشمالية: "إنها تهرب من إسرائيل، حتى لو كنت ضد إسرائيل أو ضد الشعب اليهودي، عليك أن تأتي وتستمع، لكنها ضد الشعب اليهودي تمامًا.".

 

وبحسب الصحيفة، فقد دعمت هذه الرؤية مذكرة من اللجنة الوطنية الجمهورية يوم الأربعاء انتقدت هاريس لتخطيها خطاب نتنياهو واتهمت هاريس بـ “الإشادة بالمحتجين المعادين للسامية”.

 

وأشار موقع بوليتيكو إلى أنه حتى مع حشد الجماعات اليسارية البارزة حول هاريس هذا الأسبوع، فإنهم كانوا يشيرون إلى حدود لدعمهم لها على أساس الطريقة التي تعاملت بها مع الحرب بين إسرائيل وحماس وحثوا على المواجهة مع نتنياهو.

 

من جانبه، علق نهاد عوض، مدير مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، الذي انتقد الولايات المتحدة لدعمها للهجوم الإسرائيلي: “إذا كانت تريد تجنب مصيره، فعليها أن تتوصل إلى سياسة مختلفة، خاصة عندما يتعلق الأمر بقضية غزة. الناخبون الشباب في الولايات المتأرجحة الذين صوتوا ضد جو بايدن يتوقعون سياسة مختلفة – ليس في اللهجة”. ولكن في تحول ملموس نحو نهج إنساني يعترف بكرامة الشعب الفلسطيني، قال عباس علوية، وهو موظف سابق في الكونجرس ساعد في قيادة حملة “غير ملتزمة”. في ميشيغان، حملة سياسية ضد دعم بايدن القوي لحرب إسرائيل في قطاع غزة: “أعربت نائبة الرئيس هاريس عن تعاطفها مع محنة المدنيين في غزة أكثر مما فعل الرئيس بايدن على الإطلاق، وهذه علامة إيجابية”. وأضاف: “الخطوة التالية هي أن تلتقي حملة هاريس الناشئة بالمحتجين وأن تكون واضحة معهم بشأن ما قد تفعله إدارتها المحتملة بشكل مختلف”.

 

 

 

وتابعت الصحيفة: إن فريق هاريس يأمل في إيجاد التوازن. وبعد لقائها بنتنياهو، تحدثت إلى الصحافة عن اللقاء الفردي، مؤكدة التزامها الثابت تجاه إسرائيل، مع تذكير الجميع بالفظائع التي ترتكب ضد المدنيين الفلسطينيين.

 

وقالت الصحيفة الأميركية إن هناك خلافات بين هاريس وبايدن بشأن قضية إسرائيل وغزة منذ عدة أشهر، فمنذ بداية الحرب كانت هاريس تخبر زملاءها في الإدارة، ومنهم بايدن، بأنها تريد من البيت الأبيض أن يبدي اهتماما عاما أكبر بالوضع الإنساني في غزة.

 

ونتيجة لهذا، يتعين على هاريس ــ التي لديها نحو 100 يوم لإقناع الناخبين في مختلف أنحاء أميركا بدعمها ــ أن تتنقل الآن عبر التضاريس الوعرة لواحدة من أكثر القضايا الدولية تعقيدا التي تواجه البلاد.

 

وعلى النقيض من الطبيعة المتماسكة للجمهوريين فيما يتصل بهذه القضية، فإن الديمقراطيين منقسمون. فقد ترسخت المعارضة العالمية للحرب في غزة بين التقدميين في الولايات المتحدة، في حين تظهر استطلاعات الرأي أن هذه القضية لا تحتل مكانة بارزة في أذهان أغلب الناخبين. ووفقاً للصحيفة الأميركية فقد سجلت الكتل المنتقدة أصوات احتجاجية في الانتخابات التمهيدية بمثابة تحذير للديمقراطيين.

لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى