حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم الاثنين، من أن الاكتظاظ في مراكز الإيواء في غزة ونقص المياه الجارية والتهديد المستمر بالمرض يجعل الظروف الصحية كارثية وتزداد سوءا يوما بعد يوم.
وفي تنبيه جديد، سلطت الأونروا الضوء على كيفية تحول ملاجئ سكان غزة إلى أهداف للحشرات والقوارض بعد أكثر من 11 شهراً من الحرب، وهو ما يعكس المخاوف العميقة بين العاملين في المجال الإنساني بشأن نقص مستلزمات النظافة الأساسية التي تركت الأسر غير محمية من الأمراض المعدية.
وفي إطار هذه التحذيرات، أكد خبراء مستقلون بارزون في مجال حقوق الإنسان خلال اجتماع للأمم المتحدة في جنيف أن إسرائيل تستخدم حق الوصول إلى المياه النظيفة لمليوني ونصف المليون شخص في غزة كوسيلة للضغط.
وقال بيدرو أراوجو أغودو، المقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان في الحصول على مياه الشرب الآمنة والصرف الصحي: “الماء هو الغذاء الأساسي الذي نحتاجه، ولا يمكن تعويضه. ولكن في الوقت نفسه، إذا لم نضمن مياه الشرب الآمنة، فإنها تصبح الناقل الأكثر فظاعة للأمراض والموت في العالم، وفي هذه الحالة، يتم استخدام هذا بوضوح كسلاح في غزة ضد السكان المدنيين الفلسطينيين”.
وأضاف أغودو، الذي يقدم تقاريره إلى مجلس حقوق الإنسان بصفته خبيرا مستقلا في مجال الحقوق، أن سكان غزة يعيشون الآن على معدل 4.7 لتر من المياه للشخص الواحد يوميا، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى الموصى به وهو 15 لترا خلال حالات الطوارئ من قبل منظمة الصحة العالمية.
وأضاف أن “الخزان الجوفي الساحلي هو المصدر الطبيعي الوحيد للمياه العذبة في غزة، وقد اضطر هذا العدد الكبير من السكان إلى ضخ ثلاثة أضعاف كمية المياه التي يتلقاها الخزان الجوفي من خلال التجديد الطبيعي”، مما أدى إلى تلوث مياه البحر أثناء الحصار الإسرائيلي لغزة.
وبالإضافة إلى ذلك، احتجزت إسرائيل 70% من المواد اللازمة لبناء وتشغيل محطات معالجة مياه الصرف الصحي باعتبارها مواد “مزدوجة الاستخدام”، مما منع معالجة مياه الصرف الصحي بشكل صحيح، مما أدى تدريجياً إلى تلويث المياه الجوفية بالبراز.
وأضافت منظمة الصحة العالمية أن سعر قطعة الصابون زنة 75 غراماً يبلغ 10 دولارات في غزة، في حين لم تعد الشامبو والمنظفات وسائل غسل الأطباق متوفرة في الأسواق.
وتابعت أن غسل اليدين البسيط بالصابون يعد من أكثر الطرق فعالية للوقاية من انتشار الأمراض المرتبطة بظروف النظافة السيئة، مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي والجرب والتهابات الجلد الأخرى، محذرة من أن هذا النقص في مواد النظافة يؤثر على الأطفال والنساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
وأضافت في دعمها لدعوات السماح بدخول ما لا يقل عن خمس شاحنات من الصابون ومستلزمات النظافة الأساسية إلى غزة يوميا من البائعين التجاريين، سواء في الجنوب أو الشمال، “هذا من شأنه أن يحمي ما يقرب من واحد من كل ثلاثة أطفال يعانون من الإسهال ويمنع انتشار الجراثيم إلى الأغذية والمشروبات والأسطح”.
في هذه الأثناء، قال خبراء مستقلون كبار في مجال حقوق الإنسان يوم الاثنين إنه “لم يعد هناك مكان على الإطلاق” لنشطاء المجتمع المدني للعمل بأمان، في أعقاب الغارات الجوية والهجمات البرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي.
وقالت المقررة الخاصة ماري لولور وخبراء آخرون يقدمون تقارير مستقلة إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف إن أقدم منظمة لحقوق الإنسان في غزة، المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، شهد في الأشهر الأخيرة مقتل موظفيه وتضرر مكاتبه بشكل لا يمكن إصلاحه أثناء العمليات التي شنتها القوات الإسرائيلية.
لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.