عاجل| كيف فعلتها إسرائيل؟.. تفاصيل أكبر خرق استخباراتي في تاريخ حزب الله
تعرض مقاتلو حزب الله اللبناني لأكبر خرق استخباراتي في تاريخ الألوية العسكرية للحزب.
أصيب مئات الأشخاص في لبنان بعد ظهر اليوم عندما انفجرت أجهزة استدعاء يستخدمها مقاتلو حزب الله للتواصل، مع تأكيد مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.
وأدت موجة الانفجارات المفاجئة وغير المتوقعة، التي بدأت حوالي الساعة 3:45 بعد الظهر بالتوقيت المحلي واستمرت نحو ساعة، إلى إصابة العشرات من عناصر حزب الله والمدنيين، وأثارت حالة من الذعر والفوضى على نطاق واسع في جنوب لبنان والعاصمة بيروت.
وظهر في الصور التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي وبثتها شبكات لبنانية وإسرائيلية، ضحايا مصابين بجروح خطيرة ممددين على الأرض، محاطين بالمارة المذعورين.
وأظهرت مقاطع فيديو مروعة أخرى تم تصويرها داخل مستشفيات لبنانية كيف أصيب بعض الضحايا بجروح بالغة في الرأس، وجروح عميقة في أرجلهم وبطنهم، أو بترت أيديهم بسبب الانفجارات القوية.
وأكدت مصادر أمنية متعددة وأحد أفراد العائلة مقتل عنصرين على الأقل من حزب الله، أحدهما نجل نائب، وفتاة تبلغ من العمر 10 سنوات، بحسب وكالة فرانس برس.
وذكرت وكالة مهر للأنباء أن السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني أصيب أيضا في الهجوم.
وقال مسؤول إن الحادث المروع يشكل أكبر خرق استخباراتي في تاريخ الجماعة المسلحة، مع تزايد التكهنات بأن التكنولوجيا تعرضت للاختراق أو التخريب بطريقة ما من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية.
وقال مصدر مقرب من حزب الله لوكالة فرانس برس إن الحادث كان نتيجة مباشرة لهجوم "خرق اسرائيلي" وقال مسؤول آخر لوكالة أسوشيتد برس شريطة عدم الكشف عن هويته إن الانفجارات ربما تكون ناجمة عن بطاريات الليثيوم التي تزود أجهزة النداء بالطاقة، والتي يمكن أن تشتعل عندما ترتفع درجة حرارتها. وقال حزب الله في بيان رسمي إن “أجهزة النداء التابعة لموظفين في وحدات ومؤسسات مختلفة لحزب الله انفجرت”، مضيفًا أن الانفجارات “أدت إلى مقتل فتاة واثنين من إخوتنا”. وقال الحزب اللبناني إنه “يجري تحقيقًا أمنيًا وعلميًا واسع النطاق”. حول أسباب الانفجارات “المتزامنة”، دون ذكر إسرائيل.
وفي وقت سابق من هذا العام، حث زعيم حزب الله حسن نصر الله أعضاء حزبه على العودة إلى استخدام أجهزة الاستدعاء للاتصالات الحيوية، معتقدًا أن الهواتف الذكية الحديثة ستكون أكثر عرضة للهجمات الإلكترونية من قبل القوات الإسرائيلية.
كيف يمكن أن تحدث هذه الانفجارات؟
ومن المرجح أن يكون المصدر المحتمل للانفجارات هو بطارية الليثيوم أيون التي تزود أجهزة الاستدعاء التي يستخدمها حزب الله بالطاقة.
رغم أن بطاريات الليثيوم أيون تُستخدم عادةً في الإلكترونيات الاستهلاكية، إلا أنها قد تنفجر بعنف في بعض الحالات.
تنفجر بطاريات الليثيوم أيون بسبب ظاهرة تسمى الهروب الحراري، وهي عبارة عن تفاعل كيميائي متسلسل يحدث عندما تتعرض البطارية لتغير سريع في درجة الحرارة.
ومع تقدم هذا التفاعل الكيميائي، فإنه يمكن أن يؤدي إلى إطلاق مفاجئ للطاقة، مما قد يتسبب في انفجار الأجهزة بقوة وحرارة شديدتين.
يتم تشغيل الهروب الحراري عندما ترتفع درجة حرارة البطارية أو يتم ثقبها أو شحنها بشكل زائد.
غالبًا ما تستخدم أجهزة الاستدعاء قنوات اتصال غير مشفرة وبرامج قديمة، مما يجعلها أهدافًا سهلة للغاية للهجوم.
ومن المتصور أن يكون عدو حزب الله قد تمكن من اختطاف إشارة البث الخاصة بجهاز النداء وزرع فيروس يؤدي عند تفعيله إلى ارتفاع درجة حرارة البطارية.
ومع ذلك، كما هو الحال مع الهواتف المحمولة والعديد من الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية الأخرى، تعتمد أجهزة الاستدعاء أيضًا على بطاريات الليثيوم القابلة لإعادة الشحن للعمل.
ولم يصدر حتى الآن أي تأكيد رسمي بشأن سبب انفجار أجهزة الاستدعاء في وقت واحد.
لكن مصادر عسكرية لبنانية أشارت إلى أن العبوات الناسفة فُجرت كجزء من هجوم إسرائيلي.
ومن المحتمل أن تكون المخابرات الإسرائيلية قد تعرضت هذه الأجهزة للاختراق وقامت بشحن البطارية عن بعد، ما تسبب في حدوث خلل حراري.
أجهزة الاستدعاء أحادية الاتجاه عبارة عن أجهزة استقبال سلبية وبالتالي لا يمكن تعقبها، ولكن عند إرسال رسالة فإنها تقوم بتنشيط جميع أجهزة الاستدعاء في المنطقة.
من خلال اختطاف إشارة البث، قد يتمكن الخصم من إصابة كل جهاز استدعاء على الشبكة في نفس الوقت.
ربما تم زرع فيروس في شبكة النداء الخاصة بحزب الله وتركه كامناً على الأجهزة حتى انتشر على نطاق واسع.
ربما تم تشغيل هذا البرنامج الضار أو تنشيطه عن بعد وفقًا لمؤقت مبرمج مسبقًا.
ولم يعلق المسؤولون الإسرائيليون على المسألة حتى الآن.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، نقلا عن مصادر طبية، إن “عشرات الجرحى نقلوا إلى المستشفيات بعد تفجير نظام النداء اليدوي باستخدام تكنولوجيا متطورة”، ونقلت الوكالة نداءات عاجلة من مستشفيات جنوب البلاد للناس للتبرع بالدم.
وفي جبل لبنان، شاهد مراسل رويترز دراجات نارية تتجه مسرعة نحو غرفة الطوارئ، حيث كان الناس يصرخون من الألم ومغطون بالدماء.
وتم التقاط مشاهد مماثلة من قبل المصورين خارج المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت.
وقال مدير مستشفى النبطية العام في جنوب البلاد حسن وزني لرويترز إن نحو 40 مصابا يتلقون العلاج في منشأته، وإن الإصابات تشمل الوجه والعينين والأطراف.
وطلبت غرفة عمليات الأزمة في لبنان التابعة لوزارة الصحة من جميع العاملين في المجال الطبي التوجه إلى مستشفياتهم للمساعدة في التعامل مع العدد الهائل من الجرحى الذين يأتون لتلقي الرعاية العاجلة.
وشددت أيضًا على أنه لا ينبغي للعاملين في المجال الصحي استخدام أجهزة الاستدعاء.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الانفجارات المفاجئة التي هزت جنوب لبنان بعد ظهر الاثنين جاءت بعد ساعات من غارة جوية إسرائيلية على لبنان أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص.
وتتبادل قوات الاحتلال إطلاق النار بشكل شبه يومي مع مقاتلي حزب الله اللبناني منذ أن شنت حركة حماس هجوم “طوفان الأقصى” على الكيان الصهيوني المحتل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي أدى إلى اندلاع العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة. وقالت وزارة الصحة إن “غارة للعدو الإسرائيلي” على قرية بليدا الحدودية أدت إلى مقتل “ثلاثة أشخاص وإصابة اثنين آخرين”، دون أن تحدد ما إذا كانوا مقاتلين أم مدنيين. وقال جيش الاحتلال إن سلاحه الجوي “قضى على ثلاثة مقاومين” من حزب الله كانوا في “موقع للبنية التحتية للحزب” في منطقة بليدا.
ولم يعلن حزب الله على الفور مقتل أي من مقاتليه، لكنه أعلن مسؤوليته عن سلسلة من الهجمات على القوات والمواقع الإسرائيلية بالقرب من الحدود يوم الثلاثاء.
وأفادت الوكالة الوطنية للاعلام عن وقوع عدة اعتداءات اسرائيلية في جنوب البلاد.
وجاءت الوفيات الأخيرة بعد ساعات من إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن المجلس السياسي والأمني ”حدّث أهداف الحرب” لتشمل “العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم”.
وقد أدى العنف عبر الحدود منذ ما يقرب من عام إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص على جانبي الحدود.
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم الاثنين إن “العمل العسكري” هو “السبيل الوحيد المتبقي لضمان عودة المستوطنات الشمالية في إسرائيل”.
وقد أسفرت أعمال العنف في لبنان عن مقتل نحو 627 شخصا، بينهم 141 مدنيا على الأقل.
وعلى الجانب الإسرائيلي، بما في ذلك في هضبة الجولان السورية، أعلنت سلطات الاحتلال عن مقتل 24 جندياً و26 مدنياً على الأقل.
لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.