
قال الكاتب الأمريكي المخضرم توماس فريدمان إن “الحرب المريرة التي أكملت عامها الأول اليوم الاثنين بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية ربما أخفت الآمال في حل الدولتين وجعلته أقرب إلى المستحيل”.
وأضاف فريدمان، في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أن “أياً من الطرفين، حتى بعد عام من الصراع، لم يحقق نصراً واضحاً، أو حتى روى قصة معاناته بشكل عادل خلال الحرب التي أصبحت الأولى في تاريخ الحروب العربية الإسرائيلية بلا إسم أو إسم”. منتصر واضح… يمكننا أن نتعاطف مع الفلسطينيين المحرومين من الجنسية وعرب الضفة الغربية الذين يعيشون تحت وطأة الاستيطان والقيود الإسرائيلية، لكن في رأيي لا شيء يمكن أن يبرر ما فعلته حماس في 7 أكتوبر من القتل، تشويه واختطاف وإساءة معاملة أي إسرائيلي. يمكنهم أن يضعوا أيديهم عليها دون أي هدف أو قصة، سوى تدمير الدولة اليهودية”.
وشدد فريدمان على أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لم تروي أي قصة نظيفة لنفسها في غزة أيضاً، إلى درجة أنها شنت حرباً أصبحت الآن أبشع حرب إسرائيلية فلسطينية منذ عام 1947. وعليه، وكما زعمت منذ البداية، وكان يتعين على إسرائيل أن توضح أن هذه ليست مجرد حرب للدفاع عن نفسها، بل إنها حرب لتدمير حماس أيضاً من أجل خلق شيء أفضل: الحل الوحيد الممكن العادل والمستقر المتمثل في دولتين لشعبين.
وقال: “لقد رفضت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشدة القيام بذلك، لدرجة أنها بعد مرور عام لم تخبر شعبها أو جيشها أو مورد الأسلحة الأمريكي بما تريد بناءه في غزة بدلاً من ذلك”. حماس غير النصر الكامل واستمرار إسرائيل في قصف المدارس. لقتل العدد القليل من مقاتلي حماس المختبئين في الداخل، فضلا عن فشلها في صياغة أي مستقبل لشعب غزة غير الحرب الدائمة، بدا كما لو أن قتل أخرى (حماس) هو الهدف بغض النظر عن عدد المدنيين الذين قتلوا. وهذه حرب أبدية من شأنها أن تقوض مصداقية إسرائيل وأميركا.
ورأى فريدمان أن «الافتقار إلى قصة جيدة يضر بإسرائيل بطرق أخرى، حيث يُطلب من الإسرائيليين إرسال أبنائهم وبناتهم للقتال كل يوم ضد أعداء (حماس) و(حزب الله)، ومع ذلك لا يمكنهم التأكد مما إذا كانوا سيفعلون ذلك أم لا». الذهاب إلى الحرب لإنقاذ إسرائيل أو الحياة السياسية”. بالنسبة لرئيس وزرائهم، خاصة وأن هناك سببا أكثر من كاف للاعتقاد بأن نتنياهو يريد أن تستمر هذه الحرب، أن يؤجل شهادته المتوقعة في محاكمته بتهم الفساد، وأن يؤجل إجراء تحقيق مستقل في كيفية فشل حكومته في منع أسوأ هجوم. على اليهود منذ المحرقة، بالإضافة إلى منع إجراء انتخابات إسرائيلية جديدة. وربما يقلب ميزان الانتخابات الرئاسية الأميركية لصالح دونالد ترامب!
وأشار الكاتب الأمريكي إلى أن “شركاء نتنياهو اليهود المتطرفين في اليمين المتطرف قالوا له إنهم سيسقطون حكومته إذا وافق على وقف الحرب في غزة قبل تحقيق “انتصار كامل” غير محدد على حماس وإذا حاول جلب السلطة إلى السلطة”. السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، التي تبنت عملية السلام في أوسلو، للمساعدة في حكم غزة بدلاً من حماس، وهو ما تخشاه حماس كثيراً”.
وأوضح أن غياب القصة يضر بإسرائيل استراتيجيا، فكلما كان لإسرائيل شريك فلسطيني شرعي، مثل السلطة الفلسطينية (بعد إصلاحها)، كلما زادت فرصتها في الخروج من غزة وعدم ترأس (تمرد) دائم هناك. وكلما زاد عدد الحلفاء المستعدين للمساعدة في إنشاء قوة دولية. يقول فريدمان: “لملء أي فراغ في جنوب لبنان، كلما زاد فهم أسباب أي ضربة عسكرية إسرائيلية ضد إيران”.
لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.