تقنية

ذكرى ميلاده .. جاود كريم مؤسس يوتيوب وصاحب أول فيديو على المنصة

القاهرة: «السفير»

تخيل أنك تعود بالزمن إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما كان الإنترنت لا يزال في بداياته، وكانت مشاركة مقاطع الفيديو تجربة شبه مستحيلة. في هذا الوقت، جاءت فكرة جريئة من ثلاثة شبان في شركة ناشئة صغيرة، لتغيير مظهر الإنترنت بالكامل، وكان من بينهم جواد كريم، الذي تحتفل ذكراه اليوم بعيد ميلاده، الشاب الذي أطلق أول فيديو على منصة كانت مجرد فكرة، واليوم أصبحت جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية.

جواد كريم ورحلة تأسيس اليوتيوب

ولد جواد كريم في 28 أكتوبر 1979 في ألمانيا لأب بنغالي وأم ألمانية. مع بدايات شغفه بالتكنولوجيا، قرر كريم دراسة علوم الكمبيوتر في جامعة إلينوي في أوربانا شامبين، حيث التقى بزميليه ستيف تشين وتشاد هيرلي، اللذين سيتعاون معهم لاحقًا في مشروع من شأنه أن يغير المفهوم. من… فيديو رقمي.

ظهور الفكرة

الفكرة بدأت بموقف بسيط! في عام 2004، واجه كريم مشكلة في مشاركة فيديو لحفل عشاء مع أصدقائه، وكانت الطريقة الوحيدة هي إرسال الفيديو عبر البريد الإلكتروني، والذي كان أداؤه ضعيفًا في استقبال الملفات الكبيرة. وهنا جاءت الفكرة: منصة يمكن للمستخدمين من خلالها تحميل مقاطع الفيديو ومشاركتها بسهولة. وسرعان ما بدأت الفكرة تتشكل، وتحولت إلى مشروع على شكل يوتيوب، تم إطلاقه رسميًا في عام 2005.

أول فيديو في تاريخ اليوتيوب: لحظة تاريخية

في 23 أبريل 2005، نشر جواد كريم أول فيديو له على اليوتيوب بعنوان “أنا في حديقة الحيوان”، والذي كان مدته 18 ثانية فقط وتم تصويره في حديقة سان دييغو. كان الفيديو الذي يظهر فيه كريم وهو يتحدث عن الأفيال في الحديقة، بمثابة بداية حقبة جديدة لعالم المحتوى الرقمي، وعلى الرغم من بساطة الفيديو إلا أن هذا الحدث كان علامة فارقة حيث كان العالم يتابع الخطوة الأولى نحو تحول كبير في طريقة استهلاك المحتوى.

يوتيوب: من منصة بسيطة إلى قوة عالمية

نمو غير مسبوق

بعد إطلاق موقع يوتيوب، حقق الموقع نمواً هائلاً في فترة قصيرة. وبحلول نهاية عام 2006، كانت جوجل قد استحوذت على موقع يوتيوب مقابل 1.65 مليار دولار، مما يجعلها واحدة من أهم الصفقات في عالم التكنولوجيا. وهكذا أصبح جواد كريم وزملاؤه رواداً في إنشاء واحدة من أكبر المنصات على الإنترنت.

تأثير اليوتيوب على المجتمع

اليوم، لم يعد اليوتيوب مجرد منصة للترفيه، بل أصبح أداة للتعليم والتواصل الاجتماعي. أصبح بإمكان المستخدمين العاديين الآن مشاركة أفكارهم وتجاربهم، وأصبح التعلم الإلكتروني جزءًا أساسيًا من حياة الملايين من خلال مقاطع فيديو تعليمية ومهارية تغطي جميع المجالات.

تطوير اليوتيوب وإنشاء المحتوى الرقمي

ورغم أن جواد كريم ترك يوتيوب بعد استحواذ جوجل عليه، إلا أن دوره في تأسيس المنصة وتأثيره في تطويرها لا يزال حاضرا. أسس كريم نوعاً جديداً من الاقتصاد الرقمي يعتمد على «المحتوى المرئي»، وهو اليوم جزء أساسي من حياة الملايين حول العالم. ساهم كريم في خلق نموذج عمل ساعد على ظهور فئة جديدة من صناع ومبدعي المحتوى المستقلين، مما ساهم في إنشاء مجتمعات جديدة عبر الإنترنت.

يوتيوب اليوم: الإرث الذي تركه جواد كريم

واليوم، يعد اليوتيوب منصة متكاملة تتجاوز حدود المحتوى التقليدي، وأصبحت القوة الدافعة لتغيير مفهوم الترفيه والتواصل والتعلم حول العالم. واليوم توفر المنصة أكثر من مليار ساعة مشاهدة يوميًا، ويمكن لأي شخص أن يصبح نجمًا مشهورًا، أو مدرسًا ملهمًا، أو حتى شركة إعلامية مستقلة.

لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى