جودة لطفى يكتب من الآخر.. نهاية إسرائيل
لم يتغير الواقع الإستراتيجي لإسرائيل بعد ما يقرب من عام وعدة أسابيع من الحرب، فما فعلته لم يكن سوى مزيد من الهروب نحو الأمام، يحقق لها بعض الإنجازات التكتيكية لكنه لا يقدم أي إجابة للمجتمع الإسرائيلي عن المستقبل والأسئلة المصيرية فقد دخلت إسرائيل الحرب على وقع صراع داخلي عميق حول هوية الدولة، وفقدان الثقة بين الجيش والمجتمع، وتآكل الردع. وقد أنهت عامًا من الحرب وقد أغرقها تطرفها في حرب متعددة الجبهات.
ومع فوز دونالد ترامب فى الانتخابات الرئاسية فهل سينهى دروع الحرب الدائرة حول العالم أما أن الإسرائيليين يعتقدون أن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب سيكون الأفضل لمصالح إسرائيل. حسب استطلاع للرأي أجراه “المعهد الإسرائيلي للديمقراطية” ونشرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
أما الحديث عن زوال إسرائيل ومتى سيكون ذلك فلا ينبغي أن يشغل بال الكثير لأن هذا أمر متحقق ولا بد، للخبر الصادق الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون….. الحديث.
إذن فهو أمر حتمي؛ لكن الأهم هو ماذا أعددنا لذلك؟ وهل قمنا بالواجب من السعي إلى نصرة إخواننا المستضعفين في فلسطين ودفع عدوان أعداء اليهود عنهم؟ فإن هذا مسؤولية المسلمين جميعاً كل حسب استطاعته
وقالت المتحدثة باسم الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترمب، إنه يريد أن يرى إسرائيل تنهي حروبها قريباً بانتصارات حاسمة.
وفي حديثها لقناة «12» التلفزيونية الإسرائيلية في أعقاب فوز ترمب، سُئلت إليزابيث بيبكو عن تعليقات ترمب في خطاب النصر حيث أعلن: «لن أبدأ الحروب، سأوقف الحروب»، فأجابت بيبكو في محاولة لتهدئة المخاوف في إسرائيل من أن ترمب قد يجبر إسرائيل على وقف القتال ضد «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان دون تحقيق الدولة العبرية أهدافها الحربية: «إنه يريد أن تنتهي الحروب في أسرع وقت ممكن، لكنه يريد أن تنتهي بانتصار حاسم (لإسرائيل)»، وفق ما نقلته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الإسرائيلية.
وقال المفكر الكبير عبد الوهاب المسيرى في مقال سابق له بعنوان “الدولة الصهيونية بين المأساة والملهاة” والذي نشر للمرة الأولى بعد وفاته، كتب المسيري قائلا “على عكس ما يتصور الكثيرون، فإن هاجس نهاية الدولة اليهودية يعشش في الوجدان الإسرائيلي، وهم محقون في ذلك، إذ يجب ألا ننسى أن كل الجيوب الاستيطانية المماثلة (الممالك الصليبية – الجيب الاستيطاني الفرنسي في الجزائر- دولة الأبارتهايد في جنوب أفريقيا) قد لاقت نفس المصير، أي الاختفاء”.
واستعرض المسيري في مقاله بعض النكات التي يطلقها الإسرائيليون وتعبر عن حقيقة رؤيتهم للواقع واستجابتهم له، “وهي رؤية مختلفة عن التصريحات الصهيونية وعن الصورة التي يقدّمها الإعلام العربي وبعض الدراسات الأكاديمية التي تكتفي بدراسة التوراة والتلمود والتصريحات الصهيونية، بدلا من دراسة الواقع الاستيطاني الصهيوني بكل تناقضاته وإنجازاته وإخفاقاته”.
ويرى “المسيري” أن إسرائيل بعد هزيمتها في لبنان عام 2006، اكتشفت حدود القوة ووصلوا إلى مشارف النهاية، وكما قال المثقف الإسرائيلي شلومو رايخ “إن إسرائيل تركض من نصر إلى نصر حتى تصل إلى نهايتها المحتومة”، فالانتصارات العسكرية لم تحقق شيئا، لأن المقاومة مستمرة ما يؤدى إلى ما سماه المؤرخ الإسرائيلي يعقوب تالمون (نقلا عن هيغل) “عقم الانتصار”.