مسبار صينى يكتشف أدلة تدعم نظرية وجود محيط قديم ضخم على المريخ
في تطور مثير للاهتمام لاستكشاف المريخ، كشفت المركبة الفضائية الصينية زورونج عن سمات جيولوجية تشير إلى أن محيطًا شاسعًا ربما كان يغطي جزءًا من سطح المريخ في يوم من الأيام. ويقدم هذا الاكتشاف، الذي نُشر يوم الخميس 7 نوفمبر 2024 في مجلة Nature، منظورًا جديدًا للنظرية التي نوقشت منذ فترة طويلة. والتي تقول أن المحيط القديم احتل ما يصل إلى ثلث المريخ منذ حوالي 3.7 مليار سنة.
تشير الأدلة التي جمعها Zhurong إلى تكوينات في منطقة اليوتوبيا الشمالية للكوكب والتي قد تمثل بقايا شاطئ المريخ، مما يثير تساؤلات حول قدرة المريخ على دعم الحياة في الماضي.
علامات النشاط المائي على المريخ
بعد هبوطها في عام 2021، بدأت Zhurong مهمتها على كوكب المريخ يوتوبيا بلانيتيا، وهي منطقة تقع في نصف الكرة الشمالي للكوكب حيث تم ملاحظة علامات وجود الماء سابقًا. حدد المسبار ميزات مثل المخاريط المحفورة، والأحواض متعددة الأضلاع، وأنماط الأسطح المحفورة، وفقًا لما ذكره بو وو، المؤلف الرئيسي. بالنسبة للدراسة التي أجرتها جامعة هونغ كونغ للفنون التطبيقية، تتوافق هذه الهياكل مع الخصائص المرتبطة عادة بالنشاط المائي القديم.
على سبيل المثال، قد تكون التكوينات الشبيهة بالفوهات قد نشأت من البراكين الطينية، وغالبًا ما تحدث في المناطق التي يوجد بها قدر كبير من الماء أو الجليد.
كما عززت بيانات الأقمار الصناعية والتحليلات التي أجريت على الأرض هذه الفرضية، مما يشير إلى أن الخط الساحلي ربما كان موجودًا ذات يوم بالقرب من موقع هبوط زورونج. في حين أن هذه النتائج توفر رؤى، إلا أن وو قال إنها لا تؤكد وجود محيط مريخي دون أدنى شك، وهو ادعاء يتطلب عينات فيزيائية أخرى من المريخ.
آراء الخبراء حول النشاط الجيولوجي المريخي
لم تكن استنتاجات الدراسة مقبولة على نطاق واسع بين الباحثين، وأعرب الدكتور بنيامين كارديناس، عالم الجيولوجيا من جامعة ولاية بنسلفانيا، عن بعض الشكوك، مما يشير إلى أن رياح المريخ على مدى مليارات السنين من المرجح أن تؤدي إلى تآكل الأدلة على أي خط ساحلي قديم. وأشار كارديناس، الذي درس التغيرات السطحية على سطح المريخ، إلى أنه حتى معدلات التآكل الأبطأ على المريخ يمكن أن تؤدي إلى تآكل هذه الميزات بمرور الوقت. ومع ذلك، فهو يعترف بأن نظرية المحيطات المريخية القديمة لا تزال معقولة.
الآثار المترتبة على الحياة على المريخ
إذا كان لدى المريخ بالفعل محيطًا شاسعًا، فإن فهم طبيعته يمكن أن يوفر أدلة حول قابلية الكوكب للسكن وكيف يمكن أن تنشأ الحياة في بيئات خارج كوكب الأرض.
وأشار الدكتور كارديناس إلى أن العديد من العلماء يعتقدون أن أقدم أشكال الحياة على الأرض نشأت في البيئات المحيطية، إما بالقرب من فتحات قاع البحر الغنية بالمعادن أو في الأحواض الساحلية الضحلة حيث يلتقي الماء والهواء، وتؤكد هذه النتائج إمكانية استضافة المريخ لحياة مماثلة. البيئات الداعمة. إنه سؤال يظل محوريًا في علم الكواكب اليوم.
لمطالعة المزيد: موقع السفير وللتواصل تابعنا علي فيسبوك الدبلوماسي اليوم و يوتيوب الدبلوماسي اليوم.